يخوض المدرب الإسباني الشاب سرخيو لوبيرا، المدير الفني لفريق المغرب التطواني، مواجهة الأهلي في دور ال16 من بطولة دوري أبطال أفريقيا معتمدا على خبرته في تدريب ناشئي نادي برشلونة لفترة طويلة، ومستجمعا عصارة ما تعلمه من المدرب الراحل تيتو فيلانوفا ليعوض نقص خبرته بالكرة في القارة السمراء. وأبدى لوبيرا (39 عاما)، احتراما شديدا للأهلي وللكرة المصرية، لكنه تمسك بطموحه الشخصي وتطلعات فريقه لتكرار معجزة أتليتكو مدريد الموسم الماضي في الليجا، والإيمان بإمكانية الإطاحة بالمارد الأحمر أولا، وفيما بعد حصد أول لقب قاري للفريق المغربي في تاريخه. وساهم لوبيرا في اكتشاف وصقل مواهب صاعدة في برشلونة صارت فيما بعد من نجوم الفريق الأول، أمثال سرجيو بوسكيتس وجوردي ألبا وبويان كركيتش ومارتن مونتويا وكريستيان تيو وإيساك كوينكا. وتحدث لوبيرا في تصريحات خاصة لFilGoal.com عن علاقته بمواطنه خوان كارلوس جاريدو، ورؤيته لمستوى الأهلي في الآونة الأخيرة، وعن علاقة النادي المغربي بأتليتكو مدريد، وتأثره بأسلوب لعب برشلونة، كما لم يخف رغبته في العمل بالتدريب مستقبلا في مصر. - مواجهات سابقة أمام جاريدو: وسيشهد الصدام بين المغرب التطواني والأهلي معركة إسبانية خالصة خارج خطوط الملعب بين لوبيرا وخوان كارلوس جاريدو. وعن تلك المواجهة تحدث لوبيرا "أعرف جاريدو جيدا، واجهته حين كان يدرب فياريال ب بالدرجة الثالثة، وأنا كنت أدرب تاراسا الكتالوني، أعرف شخصيته كمدرب، بعيدا عن كون المواجهة بين مدربين إسبانيين، اللاعبون هم من سيحسمون الأمور". وتابع "في الحقيقة أتوقع مباراة ممتعة لأنها تجمع فريقين كبيرين، أتابع العمل الذي يقوم به جاريدو في مصر، وأعي مدى قوة فريقه، درسته جيدا لأدير اللقاء بأفضل طريقة ممكنة". - التطواني بعقلية برشلونة:
أما عن خبراته في الكرة الإسبانية والأفكار التي نقلها لفريقه المغربي، الذي تولى قيادته أواخر العام الماضي، شرح لوبيرا "عملت لمدة 8 اعوام كمدرب لبرشلونة في قطاع الناشئين (1999-2007)، ثم انتقلت لتدريب فرق أخرى بالدرجتين الثالثة والثانية بإسبانيا قبل العمل في المغرب، نشأت في برشلونة على الفكر الهجومي، والاستحواذ على الكرة، الاعتماد على اللمسات القصيرة، إزعاج الخصم، واسترداد الكرة في أسرع وقت ، وأنا سعيد بتلقين اللاعبين المغاربة تلك الأفكار". - لا للاستهانة بالأهلي: ولم يبد المدرب الإسباني ارتياحا لهبوط مستوى الأهلي أو لتراجع نتائجه هذا الموسم، مشددا "الأهلي فريق كبير، ولديه جمهور عظيم، كل الفرق الكبرى تمر أحيانا بفترات صعبة، يظل الفريق الأكثر حصدا للألقاب في القارة، لا يمكن أن نلعب بثقة أمامه، سنواجه خصما قويا، لكننا نملك الطموح ودعم الجماهير المغربية". وتجنب لوبيرا الإدلاء برأيه حول أسماء أفضل اللاعبين الذين يملكهم الأهلي حاليا، مؤكدا "أنا كمدرب أركز دوما على الشكل الجماعي أكثر من الفرديات، الأهلي لديه لاعبين رائعين، وهذا ما يبرر فوزه المستمر بالبطولات، ما يشغلني أكثر هو الشكل الجماعي للأهلي، أراه يتحلى بالقوة والتنظيم". كما أشاد بمستوى الكرة في مصر وبقوة التنافس في بطولة الدوري المحلي "أرى أن الكرة المصرية قوية للغاية، وتملك الطموح للتطور أكثر، الدوري المصري جذاب لأي لاعب أو مدرب، والدليل أن الأهلي صاحب أكثر ألقاب في أفريقيا". - العلاقة بأتليتكو مدريد: وأوضح لوبيرا طبيعة العلاقة التي تربط أتليتكو مدريد بنادي المغرب التطواني، وحقيقة تلقيه الدعم من نظيره المدريدي أو خضوعه تحت إشرافه الإداري وشرح المدرب الشاب "في الحقيقة لا يوجد تأثير مباشر من أتليتكو، رغم وجود علاقات قوية وتاريخية بين الناديين، لكننا نتمتع بالاستقلالية، ولدينا منظومة عمل مختلفة عن الأتلتي، نراه مصدر إلهام لنا، ونستفيد من تجربته في الفوز بالليجا الموسم الماضي". ورغم أن فوز التطواني بلقب الدوري وتأهله لدوري أبطال أفريقيا جاء بشق الأنفس، إلا أن مدربه أظهر ثقة وتفاؤلا في تحقيق إنجاز بالنسخة الجارية.
وأكد المدرب "أي رياضي محترف لديه طموح الفوز، نحن نملك الأمل والرغبة، نعرف مدى صعوبة المهمة، عندما تنافس في بطولة لا يمكنك الإفراط في الثقة بالفوز، الألقاب تذهب لمن يملكون القوة، نتطلع لتكرار ما فعله أتلتيكو مدريد حين انتزع الليجا من برشلونة وريال مدريد، كل شيء وارد مع العمل والاصرار". - عن لاعبه الأخطر..محسن ياجور: وتطرق ايضا للحديث عن محسن ياجور نجم المغرب التطواني الأبرز، وهداف الدوري المغربي الذي كان مرشحا بقوة للانضمام للأهلي قبل أن يختار البقاء في فريقه، وعما اذا كان له دور في إقناعه بالاستمرار، مبينا "ياجور لاعب مهم، لكن كما قلت مسبقا، العمل الجماعي يأتي فوق الفرديات". وأكمل "لم يكن لي دور في بقاء ياجور مع الفريق، وصلت في منتصف الموسم وهو كان مرتبطا بالنادي، إنه لاعب رائع وشخص مميز، يساعدنا على تحقيق أهدافنا كباقي أفراد الفريق". - مخاوف العشب الصناعي: وبخصوص مخاوف الأهلي من العشب الصناعي الذي يكسو ملعب المغرب التطواني، أكد لوبيرا أنه لا داع للقلق، مشددا على جودة حالة الملعب، وعدم إمكانية تأثيره على النتيجة في مباراة الذهاب. وأوضح المدرب "لا أعتقد أن حالة الملعب سيكون لها تأثير في الأداء، رغم أن النجيل صناعي إلا أن حالته أفضل من ملاعب كثيرة ذات عشب طبيعي، بالنسبة لي أفضل هذا الملعب على أي ملعب بعشب طبيعي غير ملائم ولا يساعد على تدوير الكرة، ربما يكون لاعبو الأهلي غير معتادين على مثل تلك الملاعب، لكن لا أعتقد أن هذا سيكون سببا لتفوقنا عليهم". - أريد التدريب في مصر: أما عن تطلعاته بعد تدريب ناشئي البرسا والتعاون مع فيلانوفا، ومن ثم الانتقال للمغرب والأجواء الأفريقية، اعترف لوبيرا بأن فكرة التدريب في مصر تراوده بشدة، ويرحب بها في المستقبل، فضلا عن رغبته في تدريب أحد فرق الليجا. وقال لوبيرا "تجربتي جيدة للغاية في المغرب، أشعر بالسعادة بتواجدي في النادي وبالعمل مع هؤلاء اللاعبين، لا أغلق الأبواب أمام أي تجربة تدريبية، بالطبع لدي طموح للعمل في مصر، مستوى الكرة في مصر قوي، وتوجد فرق كبيرة مثل الأهلي، لكن أنا حاليا هنا، وأريد النجاح في المغرب، مستقبل أي مدرب يعتمد على حاضره وعلى نتائجه.