من مقاعد المشاهدين، قد تراه متسرعا، يتخذ قرارات خاطئة كثيرة، لكنك لن تتمالك حماسك وأنت تراه يحرز أهدافا من كرات شبه مستحيلة. من الصعب جداً أن تقرر في مباراة واحدة ما إن كنت تعشقه أم تريد خروجه من الملعب وقائمة الفريق بأكملها كي لا تراه مجدداً. شاهد هذا الهدف الصاروخي له في فرنسا، ثم تابع القراءة هذا الوصف سبق له أن انطبق على أسماء كبيرة في ملاعب كرة اليد، بحجم حسين زكي، سامح عبد الوارث وحتى أحمد العطار. كل ما سنطرحه الآن أبعد ما يكون عن مقارنة الظهير الأيسر للمنتخب المصري علي زين العابدين بالأسماء التي طرحناها أعلاه. ولكن كل هؤلاء النجوم شاركت اللاعب الشاب في أشياء كثيرة، مركزه في الملعب، القوة الجسدية، التصويب من خارج حدود التسعة أمتار، المخاطرة، الحماس الدائم، والقدرة علي التفاعل مع الجماهير وإثارة حماسهم، ما قد يكون اكتسبه من اللعب لأندية جماهيرية كبيرة. علي زين العابدين محمد، من مواليد 14 ديسمبر 1990، قامته أطول مما تتوقعه من مشاهدته علي الشاشة، 195 سنتيمتر، ويزن 93 كيلو جراما. كباقي نجوم اللعبة، بدأ مشواره في سن مبكرة، وتحديدا وهو في السابعة من العمر في ناديه المفضل "الأهلي المصري"، وبدأ يظهر تدريجيا في الفرق الأكبر منه سنا، مستعينا بقوة بنيانه الجسدي التي ساعدته علي مناطحة الكبار. ورغم أنه شارك لفترات كثيرة مع الفريق الأول في النادي الأهلي، لكن الجماهير البعيدة عن مدرجات كرة اليد لم تلتفت إليه سوى في كأس العالم للشباب التي استضافتها مصر عام 2009، وهي التي كان يلعب فيها جيل 1988. ورغم ذلك تمكن زين من حجز موقعا ثابتا وأساسيا في تشكيلة المنتخب في المرحلة العمرية الأكبر منه. 111 مباراة مشاركاته المكبرة والمتكررة في منتخبات المراحل العمرية الأكبر منه أضافت لجعبته رصيدا من 111 مباراة دولية رغم انه لم يتجاوز عامه ال25. وكان لهذا العدد أن يتزايد بشكل كبير لولا كسر مشط القدم الذي حرمه من المشاركة في بطولة العالم مع الفريق الأول في مونديال 2011، وهي الإصابة التي لحقت به قبل أسابيع قليلة من المونديال ولسوء علاجها لازمته لعام كامل، ما جعل سفره للعلاج بألمانيا أمر لا مفر منه. عاد زين للملاعب بعد علاجه، منتقلاً إلى النجم الساحلي التونسي، إذ استقر هنالك لموسمين، انتقل بعدهما لنادي الجزيرة الإماراتي حيث يلعب حتى الآن. حينما ينتقده البعض يقف محمد علاء هاشم قائده في منتخب الشباب وصانع ألعاب المنتخب المصري الحالي، مدافعا عنه "لم أر في حياتي من يبذل مجهودا أكبر منه (زين)، طوال تواجده في الملعب تعرف أنه يمكنك الاعتماد عليه دفاعا أو هجوماً" ثقة لوكا ويتابع "لوكا": "الثقة في لعبة بإيقاع كرة اليد أمر لا بديل عنه، الأخطاء واردة ولكن يجب أن تكون بداخلك قناعة أن من يخطئ بجوارك مازال بإمكانك الاعتماد الكامل عليه". وقد تجد الكثير في حديث زين عن تشكيلة المنتخب الحالية التي تخوض مونديال 2015 في قطر ما ينطبق عليه شخصيا. يقول: "مازالت المجموعة التي تخوض المونديال في حاجة للخبرة، فالنجوم الكبار اعتزلوا ويمثل النقيب عنصر الخبرة الوحيد معنا الآن، ورغم هذا مازالت أملك القناعة أننا سنفاجئ الجميع". وقد ترى أنه برصيد مثل الذي يحمله زين من المباريات الدولية لن تكون قلة الخبرة مبررا كافيا لأخطائه، ولكن سنه الصغير قد يجعلك أكثر صبرا وأنت تراه يخاطر كثيرا، ينجح أحيانا ويفشل في أخرى، ولكنه لن يتوقف أبدا عن المحاولة وهو ما يحتاجه الفريق في أوقات كثيرة.