كان عام 2014 إعجازيا بالنسبة لنادي أتلتيكو مدريد، فقد كسر فيه احتكار القطبين ريال مدريدوبرشلونة للقب الدوري الإسباني خلال عقد من الزمن، وذلك رغم إمكاناته المادية المحدودة. لكن هل أدركت الجهات المسؤولة عن كرة القدم سواء في بلاده أو عالميا ذلك؟ لم يكتف أتلتيكو بإنجازه المحلي، بل بلغ نهائي دوري أبطال أوروبا، وكان على بعد ثوان من التتويج لولا انتفاضة الريال بقيادة رأسية سيرخيو راموس القاتلة في الدقيقة 93 على أرض لشبونة، فضلا عن فوزه بالسوبر المحلي أمام ريال نفسه. ورغم تلك الإنجازات المبهرة خلال عام واحد، إلا أن أتلتيكو لم يحظ بتقدير كاف داخل وخارج إسبانيا على حد سواء، حيث لا يزال يعيش تحت ظل ريال وبرسا بما يمتلكانه من هالة إعلامية ضخمة. وجاء حفل الفيفا السنوي ليطعن النادي المدريدي مرة أخرى بعد حفل الاتحاد الإسباني، إذ لم يحصل على ما يستحقه من جوائز. في إسبانيا في حفل الاتحاد الإسباني بشهر أكتوبر الماضي اكتفى بطل الليجا بالحصول على جائزة واحدة فقط، وهي أفضل مدرب لسيميوني، مع تجاهل جميع اللاعبين في باقي الجوائز الفردية. وأثير جدل واسع بعد الاعلان عن تلك الجوائز، وطالب أتلتيكو بالكشف عن عملية التصويت مع اتهامات بالإنحياز لريال وبرسا. وقبل النادي المدريدي بخسارة بعض الجوائز، مثل حصول الكرواتي لوكا مودريتش نجم ريال على جائزة أفضل لاعب وسط على حساب كوكي. لكن ما أشعل فتيل الغضب هو فوز الكوستاريكي كيلور نافاس حارس ليفانتي السابق وريال الحالي بجائزة أفضل حارس مرمى متفوقا على البلجيكي ثيبوت كورتوا الذي انتقل لتشيلسي الإنجليزي في الصيف.
جائزة أخرى أثارت غضب الروخيبلانكوس، وهي فوز الكولومبي كارلوس باكا مهاجم سيفيليا بجائزة أفضل لاعب لاتيني في الليجا على حساب الأوروجوياني دييجو جودين نجم دفاع الأتلتي. الفيفا وامتد الظلم في حفل الفيفا للإعلان عن جوائز الكرة الذهبية، خاصة في اختيارات منتخب العالم من قبل (فيفبرو) أو نقابة اللاعبين المحترفين. فقد اختير الثنائي البرازيلي تياجو سيلفا وديفيد لويز في خط الدفاع رغم الخروج الفاضح للسيليساو من نصف نهائي المونديال على أرضه. في المقابل كان جودين برفقة البرازيلي جواو ميراندا يشكلان جدارا منيعا محليا وقاريا. كما اختير الإسباني أندريس إنيستا في التشكيل الأساسي بخط الوسط على حساب كوكي، رغم أن نجم برشلونة لا يعيش أفضل مستوياته في الآونة الاخيرة، وخرج فريقه خال الوفاض خلال العام. وحصل سيميوني على المركز الثالث في اختيارات أفضل مدرب ب19.02% خلف الفائز يواخيم لوف مدرب ألمانيا (36.26%) والإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد (22.06%). جوائز أخرى وفي جوائز المجلات الرياضية العالمية لم يجد أتلتيكو ضالته من الجوائز ايضا، حيث تم تجاهله من قبل مجلة "أونزي" الفرنسية أو "وورلد سوكر" الإنجليزية.