(إفي): بعد الاستعانة بخدماته في صيف 2010 كمدير رياضي لبرشلونة، اختتم أندوني زوبيزاريتا اليوم آخر فصول قصته مع البرسا، وهي القصة التي اضطر على مدارها لتجاوز عثرات رياضية ومؤسسية. ويعتبر إقرار محكمة التحكيم الرياضي للعقوبة التي فرضها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على الفريق الكتالوني والتي تحرمه من ضم لاعبين جدد حتى يناير 2016 ، إضافة إلى بناء الفريق الأول لكرة القدم، أبرز أسباب اتخاذ رئيس النادي جوسيب ماريا بارتوميو لقرار إنهاء تعاقد زوبيزاريتا. كان زوبيزاريتا، الذي لا يحب الظهور الإعلامي كثيرا، قد ذكر عقب هزيمة برشلونة أمس أمام ريال سوسييداد بملعب أنويتا، عن أن شيئا ما لا يسير بشكل جيد بينه وبين بارتوميو. فلدى سؤاله بشأن عقوبة (فيفا)، أكد زوبيزاريتا أنه حينما بدأ التحقيق مع النادي حول مخالفات التعاقدات مع لاعبين أجانب أقل من الحد الأدنى للسن فإن "نائب المدير الرياضي كان جوسيب ماريا بارتوميو". ومع اضطلاع جوارديولا بمهام المدير الرياضي والمؤسسي، كان زوبيزاريتا يشغل دورا ثانويا بعيدا عن أضواء الكاميرات ومحتميا بمظلة النتائج التي يحققها أفضل فريق في تاريخ النادي. وساهم زوبيزاريتا في ضم لاعبين من طراز أدريانو كوريا وخابيير ماسكيرانو وأليكسيس سانشيز وسيسك فابريجاس. لكن الأمور لم تسر على مايرام عندما قرر جوارديولا في يونيو 2012 إنهاء مسيرته في البرسا، وأخذ زوبيزاريتا على عاتقه مهمة إيجاد خليفته وهي مهمة ليست باليسيرة على الإطلاق، قبل أن يفاجئ الجميع بتيتو فيلانوفا. لقد أدى هذا القرار إلى تغيير مزاج جمهور البرسا الذي لطالما كان يشكك في القدرات التفاوضية لحارس مرمى الفريق السابق.
ومع وجود فيلانوفا على الخط، بدا من الواضح أن أبناء كتالونيا بحاجة لقلب دفاع. وكان هو البرازيلي تياجو سيلفا لاعب ميلان الإيطالي في ذلك الوقت، والمفضل بالنسبة لفيلانوفا، لكن نظرا لرفض النادي الإيطالي لعرض برشلونة ب45 مليون دولار، فقد قرر زوبيزاريتا ضم أليكس سونج الذي يلعب حاليا بقميص ويست هام يونايتد الإنجليزي على سبيل الإعارة. على أن هذه لم تكن نهاية المطاف، ففي نهاية 2012 سقط فيلانوفا فريسة للمرض واضطر زوبيزاريتا إلى الإمساك بزمام الإدارة الرياضية للنادي مرة أخرى. وصل البرسا بقيادة فيلانوفا المريض إلى نصف نهائي دوري الأبطال الأوروبي قبل أن يخرج على يد بايرن ميونخ الألماني، لكنه وصل إلى النقطة رقم 100 في الدوري الإسباني، قبل أن يشتد المرض على المدرب. وترك فيلانوفا تدريب برشلونة نهائيا. وقاد رئيس النادي وقتها ساندرو روسيل بنفسه عملية البحث عن مدرب جديد، وهو الذي كان قد أمر قبلها بأسابيع معدودة بالبدء في صفقة ضم نيمار القوية. وكان الرجل المختار هذه المرة هو الأرجنتيني خيراردو تاتا مارتينو، الذي لا يعرفه أحد في أوروبا والذي وصل قافزا من مظلة لقيادة مشروع انضم له فقط البرازيلي نيمار. ويستمر البرسا للموسم الثالث على التوالي دون ضم قلب دفاع. واستمرت حقبة مارتينو موسما وحيدا بالكاد. لكنه كان عاما حافلا فقد تبين وجود أمور خفية في صفقة نيمار، واستقال ساندرو روسيل، وفرض الفيفا عقوبة على النادي بسبب مخالفات في ضم لاعبين أصغر من السن القانوني، فضلا عن دفع 157 مليون يورو من خزائن النادي لتمويل مشروع المدرب الجديد لويس إنريكي. كما جلب زوبيزاريتا صفقات عدة منها حارسي مرمى هما تير شتيجن وكلاوديو برافو، إضافة إلى إيفان راكيتيتش، وظهير تم تغيير مركزه إلى مدافع هو جيريمي ماثيو والمدافع توماس فيرمايلين الذي لم يظهر منذ ضمه للفريق بسبب توالي الإصابات، فضلا عن الظهير البرازيلي المجهول دوجلاس بيريرا. وكان الاسمان الأخيران تحديدا، فيرمايلين ودوجلاس، هما المسماران الأخيران في نعش زوبيزاريتا. حيث لم يشارك الأول في أي مباراة بينما ارتدى الثاني قميص البلاوجرانا في ثلاث مناسبات فحسب منذ بداية الموسم وحتى الآن. أما تصديق محكمة التحكيم الرياضي على عقوبة الفيفا فقد كانت رصاصة الرحمة على وجود زوبيزاريتا في برشلونة، الذي أصبح أشبه بطائرة في وضعية سقوط حر.