"استغنوا عني لأنني لم أعد قادرا على الجري" ربما كان هذا السبب وراء ترك ميلان للاعب وسط عظيم بحجم أندريا بيرلو ولكنهم أدركوا حجم الخطأ عندما قاد يوفنتوس لاحتلال إيطاليا لسنتين متتاليتين. في الواقع بيرلو لم يكن قادرا على الجري بالفعل، وحتى الآن معدل ركض لاعب الوسط الإيطالي حاليا أقل بكثير من لاعبي مركزه العاديين ولكن لماذا يظل بيرلو لاعبا مهما حتى الآن في عمر ال35. الحقيقة أن كونتي ابتكر له الدور الذي ينفذه في وسط ملعب يوفنتوس دون أن يكون مضطرا لإهدار طاقته كلها على الركض، بوضع ثنائي مثل فيدال وبوجبا ومعهم ماركيزيو يغطون المساحة الموجودة في وسط الملعب. ماذا استفاد يوفنتوس ومنتخب إيطاليا؟ بيرلو صاحب لمسات ساحرة يستطيع أن يصنع لك الكثير من الفرص بلمسة واحدة كل مباراة.. يجيد التسديد وينهي مباريات بالكرات الثابتة. كمثال مباراة تورينو الأخيرة التي سجل فيها بيرلو مباراة الفوز، كان الإيطالي هو أكثر من لمس الكرة بالملعب كعادة مباريات يوفنتوس بنسبة تمريرات صحيحة 93.4% وسدد 3 مرات سجل منهم هدفا.. وهكذا جرت العادة مع مايسترو وضابط إيقاع إيطاليا. - في مكان أخر بالقارة العجوز، يعاني الإنجليزي ستيفن جيرارد وهو في عام ال34 بعد مستواه الهزيل كإرتكاز، خلف لاعبي وسط في ليفربول ليبدأ البعض يطالب بجلوسه على مقاعد البدلاء. الحقيقة أن رودجرز هو السبب وراء الانتقادات التي تطول جيرارد، لاعب بعمر ال34 لا يمكنه بالطبع أن يجاري سرعة الكرة الإنجليزية في هذا المركز، قائد ليفربول يهلك نفسه في الركض ليصبح أدائه بلا معنى في النهاية. هذه هي المسافة التي قطعها ستيفن جيرارد في مباراة كريستال بالاس مقابل هذا ماذا قدم جيرارد في المباراة؟ ولا افتكاك للكرة الصحيح من الخصم.. ولا مرة قطع الكرة، نسبة تمرير صحيحة 81% فقط ولم يصنع فرصة واحدة.. و5 تسديدات ولا واحدة على المرمى. هذه هي المسافة التي قطعها ستيفن جيرارد في مباراة تشيلسي في المقابل ماذا قدم أمام تشيلسي؟ نسبة تمريرات جيدة 88% لكنه لم يصنع فرصة واحدة كما لم يستطع استخلاص الكرة من الخصم ولو مرة، قطع الكرة 3 مرات وسدد مرتين لم يصلا حتى للمرمى. ربما حان الوقت لبريندن رودجرز أن يصنع من ستيفن جيرارد لاعبا آخرا كالذي فعله كونتي مع بيرلو في يوفنتوس بدلا من إجباره على الاعتزال أو الرحيل عن ليفربول.