يوماً ما.. قريباً جداً.. كانت مباراة أرسنال ومانشستر يونايتد مصيرية وحاسمة في تحديد بطل الدوري الانجليزي.. أو على أقل تقدير هي المباراة التي تجمع الفريقين المتراهنين على هذا اللقب. إنفوجرافيك - 20 إصابة في صفوف مانشستر يونايتد وأرسنال قبل القمة اليوم يدخلها الفريقان فقط على أمل التواجد في المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا.. لكنها تبقى أحد أهم مباريات الموسم في انجلترا.. أرسنال يستقبل مانشستر يونايتد على ملعب الإمارات مساء السبت في قمة مباريات الجولة 12 من الدوري الانجليزي الممتاز.. لكن كيف كانت حكاية العداء بين الكبيرين؟ 13 أكتوبر 1894 .. نيوتن هيث 3-3 وولويتش أرسنال لم يكن هذا العداء موجوداً حين التقى الفريقان لأول مرة قبل 120 عاماً.. التعادل حسم مباراة نيوتن هيث (مانشستر يونايتد لاحقاً) و وولويتش أرسنال الذي تنازل عن المقطع الأول من إسمه.. حتى حين انتصر يونايتد على ملعب هايبري في الأول من فبراير 1958 بنتيجة 5-4. لم تبقى المباراة في الذاكرة بوصفها أحد أقوى مباريات الفريقين عبر التاريخ، ولكن بوصفها الظهور الأخير لثمانية من لاعبي يونايتد الذين لقوا حتفهم في "مأساة ميونيخ" حين سقطت طائرة الفريق بعد هذه المباراة بخمسة أيام فقط.
فينجر نهائي كأس انجلترا 1972.. أكثر من 100 ألف متفرج في ويمبلي تابعوا أرسنال يتقدم بهدفين والساعة تشير للدقيقة 87.. وفي الوقت الذي احتفلت فيه جماهير المدفعجية مبكراً سجل يونايتد هدفين في دقيقتين، لتنتقل الاحتفالات لمدرجات مانشستر وسط صمت في النصف الآخر.. احتفالات دامت دقيقة ونصف فقط قبل أن يحرز آلان سندرلاند هدفاً ثالثاً لأرسنال في اللحظة الأخيرة ليعود المدفعجية بالكأس. لكن العداء الحقيقي تأجل لحين وصول أرسين فينجر لمقعد القيادة في أرسنال، لتبدأ حرب من نوع خاص بينه وبين سير أليكس فيرجسون. "فينجر لا يعرف أي شيء عن الكرة الانجليزية.. يعتقد أنه يعمل في نادي كبير.. حسناً، أرسنال كان يوماً ما كبيراً.. أعتقد أن عليه أن يغلق فمه بإحكام.. ربما عليه فقط أن يتحدث عن رأيه في الكرة اليابانية".. فيرجسون، إبريل 1997. لكن فينجر لم يغلق فمه بإحكام، وإنما فاز بثنائية الدوري والكأس في 1998.. رد فيرجسون كان بالثلاثية في العام التالي، وبالفوز على أرسنال بالذات في نصف نهائي الكأس بهدف لن ينساه عشاق الشياطين أبداً لريان جيجز.. في فبراير 2001 كان يوماً آخر لا ينسى للشياطين الحمر حين أنهوا مباراتهم مع أرسنال في أولد ترافورد بالفوز بنتيجة 6-1. "مانشستر يونايتد يلعب أفضل كرة في انجلترا" .. فيرجسون "طبيعي أن يقول ذلك.. فكل رجل يعتقد أن زوجته هي الأجمل".. فينجر ثلاثة ألقاب متتالية ليونايتد في الدوري، رد عليها أرسنال بثنائية أخرى لفينجر في 2002، حسموا فيها الدوري بالفوز على يونايتد بملعبه في مباراة شهدت لافتة تاريخية للمدفعجية علقوها على المدرج المخصص لهم.
ويلبيك سيلعب ضد فريقه السابق "Old Trafford – Champions Section" "أولد ترافورد – مدرج الأبطال". أرسنال أنهى موسم 2—3-2004 بلا هزيمة.. قبلها أطلقت عليه الصحافة البريطانية لقب "الفريق الذي لا يقهر".. لقب أثار حفيظة مانشستر يونايتد لتندلع "معركة أولد ترافورد" التي شهدت طرد باتريك فييرا قائد المدفعجية قبل النهاية بعشر دقائق، ثم إهدار رود فان نستلروي ركلة جزاء ليونايتد في الوقت بد الضائع، ليتبعها اشتباك بالأيدي بين اللاعبين في أرض الملعب.. وحرب كلامية جديدة بين فيرجسون وفينجر، وبين روي كين وباتريك فييرا من جهة أخرى. سجل عدم الهزيمة لأرسنال تواصل في الموسم التالي ليصل لرقم 49 مباراة متتالية.. رقم توقف بخسارة أمام مانشستر يونايتد بالذات بهدفين في أولد ترافورد في معركة أخرى هي "معركة البوفيه".. فعقب المباراة ألقى لاعب أرسنال وقتها سيسك فابريجاس قطعاً من البيتزا وكوباً من القهوة على فيرجسون في النفق المؤدي لغرف خلع الملابس، في الوقت الذي كان فيه سول كامبل يشتبك بالأيدي مع واين روني في أرض الملعب. "فيرجسون يجلب الكثير من عدم الاحترام لهذه اللعبة. لا أريد أن يسألني أحد عن هذا الرجل مرة أخرى فأنا لا أرغب في الحديث عن شخص يفعل كل ما يحلو له، ويقدم له الجميع كل ما يرغب فيه ثم يشكو من كل شيء".. فينجر، يناير 2005. الأمور هدأت قليلاً بعد أن وجد فينجر عدواً آخر يبث فيه غضبه هو جوزيه مورينيو.. لكن فوز يونايتد على أرسنال 8-2 يوم 28 أغسطس 2011 - أكبر هزيمة لأرسنال منذ خسارته 7-0 من وست هام عام 1927 - عادت لتلقي الزيت على النار في كراهية الفريقين. كراهية اشتعلت أكثر بعد عام واحد حين رحل قائد أرسنال روبين فان بيرسي إلى يونايتد بالذات رافضاً تجديد تعاقده مع المدفعجية ومصيباً جماهيرهم بالصدمة. هذا الموسم رحل داني ويلبيك من يونايتد إلى أرسنال لكن دون ضجة كبيرة.. ولم يعد فينجر يثير ضجة أخرى فقد رحل فيرجسون وأتى مويس ثم فان جال.. حتى قبل أن يرحل فيرجسون كان فينجر قد دخل إلى حجرته عقب مباراة الفريقين في دوري الأبطال 2008 ليهنئه على الفوز.. لفتة أذابت الكثير من الجليد بين الرجلين.. والفريقين.