ربما تحرك ريال مدريد سريعا في موسم الانتقالات ودعم فريقه بلاعبين من العيار الثقيل.. لكن لهذه السرعة ثمن. تحليل صفقات ريال مدريد يؤكد أن النادي الملكي بلا شك يملك حاليا واحدة من أقوى قوائم الفرق في التاريخ من حيث التكامل والقوة. لكن هذا بشرط، وهو بقاء لاعبين يرغبون في الرحيل، أو التعاقد مع أسماء لا يتحرك النادي الإسباني من أجلها بالسرعة الكافية. 1) ريال الرهيب يقول كارلو أنشيلوتي المدير الفني لريال مدريد: "في الموسم الماضي كان عدد اللاعبين في القائمة غير كبير، والنتيجة أننا في نهاية الموسم لم نستطع أن نحارب في كل الجبهات، وخسرنا الليجا". ويقول المدرب الإيطالي الشهير بتجربته في ميلان "هذا الموسم، بعد التعاقد مع توني كروس وجيمس رودريجز أملك قائمة مثالية، والثقة عالية جدا داخل غرف خلع الملابس في ريال مدريد". ريال مدريد لم يكن يعرقله سوى جوزيه مورينيو عن صفقاته الاستعراضية.. وفي غياب المدرب البرتغالي، نجح في إتمام صفقة استعراضية من العيار الذي يهواه فلورنتينو بيريز. ضم الميرنجي جيمس رودريجز، حتى يرتدي القميص رقم 10، ويحقق النادي مبيعات كبيرة مستندا على شعبية جارفة لنجم كولومبيا في أمريكا اللاتينية، ومستفيدا من تألق اللاعب في كأس العالم 2014. وفاز الميرنجي في صفقة رودريجز بأكثر من القمصان والتصويبات بعيدة المدى، مثل أن اللاعب في ال21 من عمره، وبالتالي مستقبله يعد بالكثير. أما، الصفقة الثانية، فهي مكسب لريال مدريد بشكل استثنائي، توني كروس نجم ألمانيا القادم من بايرن ميونيخ. فأن تضم توني كروس ب30 مليون يورو، فهي صفقة الموسم بالفعل.
استغل ريال مدريد أن عقد كروس مع بايرن ميونيخ فيه عام واحد، والنادي الألماني يخشى رحيل توني مجانا في الصيف المقبل، وهنا جاء الميرنجي واقتنص الفرصة. 2) أزمة الصفقات المبكرة الأزمة التي يخشى منها أنشيلوتي، هي حدوث تخمة في وسط الملعب بشكل يجعله غير قادر على إرضاء هذا الحشد من النجوم. يطلب أنشيلوتي بحسب تقارير وسائل الإعلام الإسبانية ألا يتم بيع أكثر من لاعب واحد. لكن الأزمة الثانية هنا، أن الصفقات المبكرة التي أبرمها النادي جعلته غير قادر على بيع لاعبيه الآن بأسعار عالية. فالكل يعرف أن ريال مدريد يرغب في التخلص من أحد نجومه، وبالتالي يضغطون حتى يحصلون على هؤلاء النجوم بأقل سعر ممكن. لهذا لا يستطيع ريال مدريد بيع خضيرا كما كان يأمل ب30 مليون يورو، وباريس سان جيرمان استكثر دفع 80 مليون يورو مقابل أنخل دي ماريا. وكذلك كل من رغب في ضم إسكو، كان يطلب استعارته لا شراء خدماته بمال يتم دفعه نقدا.. لكن ريال مدريد لازال طامعا في أن يستغل حاجة مانشستر يونايتد لصفقات، ويضغط لبيع دي ماريا رغم تحفظات نجم الفريق كريستيانو رونالدو على قرار النادي بترك الأرجنتيني يرحل. 3) فالكاو.. والفريق المتكامل وما يخطط له ريال مدريد هو بيع أحد لاعبيه، غالبا أنخل دي ماريا.. وتعويضه بلاعب قد يجعل قائمة الميرنجي متكاملة.
راداميل فالكاو هو الاسم الوحيد الذي يرتبط حاليا بسوق انتقالات ريال مدريد. أنشيلوتي متحفظ على ضم فالكاو مادام النادي مبقيا على دي ماريا وخضيرا، لأنه لا يرغب في مشاكل كون النمر الكولومبي لن يرضي بدور البديل، وكريم بنزيمة كذلك، وخط الوسط مدجج لدرجة لا تجعل الميرنجي قادرا على الهجوم بثنائي في خط المقدمة. لهذا باتت صفقة فالكاو من موناكو، والتي ستتم بأن يستعير النادي اللاعب الكولومبي ب12 مليون يورو على أن يدفع باقي ثمنه في الصيف المقبل والذي قد يصل ل60 ميلونا، مرتبطة برحيل دي ماريا. السيناريو الأمثل في ذهن الميرنجي، هو بيع دي ماريا، وجلب فالكاو لأن النادي يخشى دخول الموسم وفي قائمته رأس حربة وحيد هو كريم بنزيمة بعد بيع ألفارو موراتا إلى يوفنتوس ب18 مليون يورو. لكن إن لم يحدث ذلك، يعقب أنشيلوتي "إسكو يستطيع اللعب كمهاجم وهمي، ليس مهما أن تمتلك رأس حربة صريح، بل أن تجد لاعبا يستطيع تحويل العرضيات إلى أهداف، وريال مدريد يملك ذلك". 4) نهاية الصراع أخيرا، وفي حراسة المرمى.. أنهى ريال مدريد الخلاف الموجود داخل قائمته ببيع دييجو لوبيز إلى ميلان. ريال مدريد ترك لوبيز يرحل مجانا، أولا احتراما من النادي لخدمات اللاعب الذي لم يرتكب جرما سوى أنه ناطح إيكير كاسياس، وثانيا حتى يتخلص من الصداع المزمن القادم من خلاف الثنائي منذ كان مورينيو مدربا للفريق الملكي. قدم كيلور نافاس ب10 ملايين يورو، بعدما تألق في كوستاريكا، حتى يضمن ريال مدريد حماية مرماه في حالة استمر كاسياس على مستواه الهزيل، لكن مع ضمان أن إيكير يشعر بأنه الرجل رقم 1 كما كان دوما. الخلاصة التي تقدمها صحيفة ماركا، أن أنشيلوتي لا يرغب في بيع سامي خضيرا، موافق على رحيل دي ماريا، النادي يرغب في ضم فالكاو، الثقة كبيرة في أن داني كارباخال وألفارو أربيلوا وناتشو يستطيعون سد الجانب الأيمن من الدفاع بلا مشاكل تدفع النادي لسوق الانتقالات.. الفريق في سبيله لدرجة تقترب من الكمال.. جالاكتيكوس كما كان الحال في بداية القرن، لكن مع اتزان في كل الخطوط.