المستحيل ليس المانيا، ومونديال 1954 أكبر مثال على ذلك، فبلد لم تتجاوز آثار حرب عالمية كانت طرفا أساسيا فيها، تواجه في النهائي منتخبا لم يخسر من أربع سنوات، بل وتتأخر بهدفين، وكل هذا لا يمنعها من قنص اللقب في النهاية .. ألا يمكن وصف ذلك بالمعجزة. "معجزة بيرن" هو الاسم الذي أطلقه الألمان على البطولة، بعدما دخل منتخبهم البطولة وبلده منهارة، والأجواء داخل الفريق لم تكن أحسن حالا في ظل مشاحنات دائمة بين اللاعبين، بل وخسر الفريق من المجر في دور المجموعات 3-8. هذا لم يمنع الألمان من الوصول للنهائي، وقبل اللقاء الصعب مع رفاق بوشكاش، صرح مدرب المانشافت جوزيف هربرجر "لو هطلت الأمطار ستتغير الحسابات ونصبح الطرف الأقوى". ولذا حين هطلت الأمطار وألمانيا متأخرة بهدفين نظيفين في أول ثماني دقائق تغير شيء ما في نفوس لاعبي المانشافت بحسب الكتاب الذي خلد البطولة تحت اسم "معجزة بيرن".
الرقم القياسي بعدد الأهداف التي سجلت في بطولة واحدة مسجل في هذا المونديال (12 هدفا) في مباراة سويسرا 5-7 النمسا وحول الألمان تأخرهم لتعادل مع نهاية الشوط الأول، وفي الاستراحة نشبت خلافات بين اللاعبين ليطلق هربرجر جملته الخالدة "أنتم هنا تفتكون بأنفسكم، بدلا من كتابة التاريخ". ومع الشوط الثاني خطف هلموت ران نجم ألمانيا الأضواء من هداف البطولة كوتشيش، مسجلا هدف البطولة، ف "عادت ألمانيا للحياة" بحسب رئيس البلاد تيودور هيوس. ورغم هذا، لم تكن "معجزة بيرن" الحدث الأبرز في مونديال 1954، والذي استضافته سويسرا بعد إعادة تشييدها في أعقاب الحرب العالمية الثانية، وشهد مشاركة 16 دولة. إضغط هنا لمعرفة تاريخ كأس العالم