في حكايات المونديال، نستعرض تاريخ كأس العالم من منظور مختلف، بحكايات غريبة داخل وخارج الملعب من بطولات كأس العالم. احتفالاً باليوبيل الذهبي لتأسيس الفيفا أقيمت بطولة كأس العالم 1954 في دولة المقر سويسرا. نظام غريب استحدث الفيفا نظاماً جديداً وغريباً للبطولة يقضي بوجود فريقين مصنفين في كل مجموعة على ألا يلتقيا سوياً. كما قرر إقامة وقت إضافي في حالة نهاية مباراة المجموعة بالتعادل، على أن تعتمد النتيجة بتعادل الفريقين ما لم يسجل أحدها في الوقت الإضافي للمباراة. وفي حالة تساوي فريقين في نهاية المجموعة قرر الفيفا إقامة مباراة فاصلة بينهما لتحديد الصاعد للدور التالي. فوبيا وصلت كل الفرق المشاركة في مونديال 1954 إلى سويسرا بالطائرة عدا لاعب واحد، هو قائد ألمانياالغربية فريتز فالتر. فالتر كان ضابطاً في سلاح المظلات بالحرب العالمية الثانية وأثناء الحرب سقطت طائرة أحد أصدقائه ليصاب بفوبيا من الطيران، ويسافر إلى سويسرا براً. مهرجان أهداف مونديال 1954 شهد أكبر معدل لتسجيل الأهداف في تاريخ كأس العالم وبلغ 5.38 هدفاً في المباراة الواحدة. منتخب المجر سجل 27 هدفاً وهو الرقم القياسي لأكبر عدد من الأهداف يسجله فريق في بطولة واحدة، وتلاه منتخب ألمانياالغربية ب25 هدفاً. ودخلت مباراة النمساوسويسرا في دور الثمانية التاريخ باعتبارها أكثر مباراة تسهد أهدافاً في تاريخ كأس العالم حتى اليوم بدستة كاملة من الأهداف، وانتهت بفوز النمسا 7-5. معجزة برن المجر دخلت البطولة كأقوى فريق في العالم وقتها، وضمت صفوفها عمالقة مثل بوشكاش وهيديكوتي وكوتشيش وجروتشيش. القرعة أوقعت المجر مع ألمانياالغربية في نفس المجموعة ليقرر مدرب ألمانيا وقتها سيب هربرجر إراحة لاعبيه الأساسيين لخداع المنتخب المجري حول قوة فريقه الحقيقية، وانتهت المباراة بفوز المجر 8-3. وسارت خطة هربرجر كما خطط ليتأهل الفريقان معاً للمباراة النهائية وسط توقعات باكتساح مجري جديد. وبالفعل تقدمت المجر بهدفين في أول ثمان دقائق، لكن الألمان عادوا بثلاثة أهداف ليفوزوا باللقب في مباراة تعرف بإسم "معجزة برن". السينما العالمية خلدت قصة هذه المباراة بفيلم يحمل الإسم نفسه "معجزة برن".