بفوز ريال مدريد بلقب دوري أبطال أوروبا 2014، عادل الإيطالي كارلو أنشيلوتي رقماً ظل صامداً لمدة 33 عاماً، وذلك بتحقيقه للقبه الثالث كمدرب في دوري الأبطال معادلاً إنجاز الأسطورة الإنجليزي بوب بايسلي، الذي حقق ألقابه الثلاثة مع ليفربول أعوام 1977، 1978 و1981. وربما لا يعرف الكثيرون من هو روبرت "بوب" بايسلي، المدرب الإنجليزي الذي قضى حياته كلها في نادي ليفربول لاعباً ثم مدرباً.. وقاد الفريق الأحمر لتحقيق 20 لقباً مختلفاً كمدير فني. "حين عينوني مدرباً للفريق قالوا لي ماذا تطلب.. قلت لهم حافلة مكشوفة لنطوف بها المدينة في نهاية كل موسم". فلسفة الفوز هي الفلسفة الوحيدة التي كان بايسلي يؤمن بها.. الرجل الذي ولد في 23 يناير 1919 كان يحلم باللعب لفريق سندرلاند، لكنهم رفضوه بسبب ضآلة حجمه، ليبدأ اللعب في سن السابعة عشرة لفريق بيشوب أوكلاند للهواة مقابل 3 شلن (أقل من ربع جنيه استرليني) في المباراة. في سن العشرين انتقل بايسلي إلى ليفربول، لكنه انضم للجيش البريطاني المشارك في الحرب العالمية الثاني بعدها مباشرة.. لتتأخر مشاركته الرسمية الأولى مع ليفربول إلى عام 1946. وفي أول موسم للدوري بعد الحرب قاد بايسلي ليفربول لتحقيق أول لقب له منذ 24 عاماً. لم يلعب بايسلي لأي فريق آخر حتى إعتزاله اللعب عام 1954. لكنه ظهر في جهاز الفريق مباشرة في منصب غير مألوف. كان بايسلي قد درس العلاج الطبيعي وتفوق فيه ليصبح طبيباً للفريق. لكن نقطة التحول جاءت حين عين مساعداً للأسطورة بيل شانكلي في 1959. "حين وصل شانكلي، كان الأمر وكأن حريقاً اندلع في المنزل". قب شانكلي كل شيء في ليفربول، وعاونه في ذلك بايسلي وجو فاجان وروبن بينيت. عرف النادي لأول مرة اجتماعات فنية يومية.. 11 لقباً حققها ليفربول في 15 عاماً مع شانكلي العظيم.. وفي يوم الفوز بلقب كأس الاتحاد الإنجليزي 1974 أعلن شانكلي اعتزال التدريب، ليعين ليفربول بايسلي على الفور مديراً فنياً جديداً للفريق. وفي موسمه الأول حل ليفربول ثانياً في الدوري. "أعتذر لكم جميعاً. البعض يقول أن المركز الثاني أمر جيد في ظل ظروفنا هذا الموسم، لكن بالنسبة لي المركز الثاني هو مجرد فشل". في الموسم التالي لم يكن هناك فشل. فاز ليفربول بالدوري وبكأس الاتحاد الأوروبي 1976.. وفي كل موسم بعد ذلك مع بايسلي حقق ليفربول لقباً على الأقل.. 20 لقباً في 9 مواسم بواقع 6 ألقاب للدوري ومثلها للدرع الخيرية، 3 ألقاب لكأس الرابطة، ثلاثة ألقاب لدوري أبطال أوروبا (بطولة أوروبا للأندية البطلة وقتها)، ولقب لكل من كأس الاتحاد الأوروبي وكأس السوبر الأوروبي. في مايو 1977 قاد بايسلي ليفربول لأول ألقابه في دوري الأبطال بالفوز على بروسيا مونشنجلادباخ الألماني 3-1 في روما. "عام 1944 قدت دبابة لأحارب الألمان في شوارع روما. لو قال لي أحد يومها أنني سأعود إلى روما بعد 33 عام لأهزم الألمان وأجلس على عرش أوروبا لاتهمته بالجنون". في العام التالي عاد ليفربول ليحقق اللقب الأوروبي الأغلى على حساب بروج البلجيكي في ويمبلي هذه المرة.. وفي 1981 أصبح بايسلي أول مدرب في التاريخ يحصد ثلاثة ألقاب لدوري أبطال أوروبا حين هزم ليفربول ريال مدريد في باريس بهدف آلان كينيدي.. "أنا فخور بما حققه ليفربول. البعض قدم لي شراباً لأحتفل لكنني أفضل أن أبقى واعياً لأستمتع بكل لحظة من هذا اليوم". في نهاية موسم 1982-1983 أعلن بايسلي أن 44 عاماً من كرة القدم (كلها مع ليفربول) تكفي، ليعتزل التدريب تاركاً المهمة لجو فاجان (الذي قاد ليفربول للقبه الرابع في دوري الأبطال عام 1984). عين مديراً للنادي حتى هاجمه المرض في عام 1992، وتوفي بعدها بأربع سنوات. اليوم لو حاولت دخول ملعب آنفيلد، يجب عليك أن تمر ببوابات شانكلي، ومنها إلى بوابات بايسلي.. سؤل يوماً عن سر غياب شانكلي عن حضور أول مباراة لليفربول بعد اعتزاله التدريب فقال "شانكلي قال أنه يرغب في أن يبتعد عن كرة القدم، لذا أعتقد أنه يتابع مباراة إيفرتون".