مدريد - خالد يوسف : قد لا يصدق البعض حجم الدعوات الصادقة وأيضاً اللعنات القاسية التى يتلقاها الإنجليزى ديفيد بيكام من وسائل الإعلام الإسبانية كل أسبوع ، والتى تتراوح بين التقدير الممزوج بالهوس ، وصولاً إلى السخرية الجارحة فى بعض الأحيان ، مثلما حدث من بابلو جارسيا "جزار" أتليتكو مدريد الذى وصف بيكام قبل نحو الشهر بأنه "نكرة فى عالم كرة القدم" و"عارض أزياء" من الدرجة الأولى! خلال الأسبوعين الأخيرين لاحظ الجميع أن قائد المنتخب الإنجليزى يعيش حالة من الاتزان الفنى قلما عهدها منذ قدومه إلى ريال مدريد قبل نحو عام ونصف العام ، كانت أهم لقطاتها إحرازه هدف رائع فى شباك نومانسيا الأسبوع الماضى في الدورى. صحيفة ماركا الإسبانية استضافت بيكام فى حوار خاص للاستفسار عن أسباب هذه الحالة ، وعن عام 2004 الكئيب ، وعن الريال برفقة لوكسمبورجو ، وأيضا عن مستقبله مع "فريق الكواكب" ، وحتى عن سيارة الفيرارى التى تلقاها كهدية! - لماذا يلعب بيكام بشكل أفضل فى الفترة الأخيرة؟ -لأنى بذلت جهداً كبيراً فى تدريبات الفريق خلال الفترة الأخيرة ، كما بدأ فاندرلي لوكسمبورجو برنامجا خاصا بكل لاعب ، بداية من صامويل وهيليجيرا فى الخط الخلفى ، مروراً بجرافيسن وجوتى فى وسط الميدان ، وأعتقد أن الفريق أصبح أكثر تنظيماً فى الوقت الحالى ، وهذا يجعنى أشعر بارتياح أكبر. - فى رأيك ما الذى جلبه لوكسمبورجو إلى الريال منذ قدومه لتدريب الفريق قبل نحو الشهر؟ -أعتقد أنه جلب لنا الهدوء ، خاصة أنه المدرب الثالث لنا هذا الموسم ، وكنا فى حاجة شديدة للاستقرار ، كما أنه نجح فى ترتيب العديد من أوراق الفريق بكفاءة تامة ، وأدى معنا عملا شاقا فى الفترة الأخيرة ، فى الواقع ، نحن لم نتوقف عن العمل والتدريب منذ قدومه. - عام 2004 كان عاماً محبطاً بالنسبة لك .. هل تريد أن تسقطه من ذاكرتك؟ -لا يجب أن نرى الأمور دوماً من هذه الزاوية ، فعام 2004 أصبح ماضياً بالنسبة لنا جميعاً ، كانت فترة صعبة وفى طريقنا إلى تجاوزها بتجاح ، فهدفى الشخصى هو الاستمتاع بلعب كرة القدم ، وخاصة برفقة فريق كبير مثل ريال مدريد ، أنا أنظر بتفاؤل ورغبة فى تحقيق المزيد فى 2005. - هل تشعر بارتياح فى الجبهة اليمنى .. خاصة أنك أعربت فى الصيف الماضى عن رغبتك فى اللعب بوسط الميدان كلاعب ارتكاز؟
-لا أعرف لماذا يتحدث الجميع عن مركزى وكأنى قمت بتغييره تماماً . فموقعى فى الملعب لم يتبدل ، فأنا ما زلت ألعب فى وسط الميدان ناحية اليمين قليلاً مكملاً لجبهة أساسية تضم زيدان وفيجو وجرافيسن أو جوتى ، وعلى العموم أنا ليست لدى مشكلة إطلاقاً فى اللعب في أى مكان. - هدفك الأخير فى نومانسيا الذى جاء من ركلة حرة مباشرة كان رائعاً بحق .. ما الذى تفكر فيه عندما تتصدى لتسديد ركلات مثل هذه؟ -سعدت كثيراً بهذا الهدف على وجه التحديد ، خاصة أنى قمت بالتدريب لفترة طويلة على الركلات الحرة فى اليوم السابق للمباراة ، وكانت معظمها ركلات ناجحة ، وبشكل عام أنا أحاول تسديد الكرة بقوة وفى أبعد مكان يمكن لحارس المرمى الوصول إليه ، أعتقد أن الموهبة مطلوبة لدى تسديد مثل هذا النوع من الضربات ، ولكن الجزء الأكبر من النجاح يعود إلى التدريب المتواصل عليها ، وهذا ما أتفهمه جيداً وأحاول تطبيقه. - فى وجود لاعبين بحجم زيدان وفيجو وروبرتو كارلوس يصبح تحديد هوية المتصدي لكل ركلة أمراً بالغ الصعوبة .. أليس كذلك؟ -ما أستطيع تأكيده هو أن تسديد ركلة لصالح الريال مهمة بالغة التعقيد ، فالأسماء الثلاثة التى ذكرتها هى الأفضل فى العالم من وجهة نظرى ، ولكن الجميع يعلم مثلاً أن الركلات المائلة تجاه اليمين أو اليسار قليلاً هى من نصيبى. - كيف ترى مستقبلك مع الريال؟ .. وهل تعتقد أن الجيل الحالى انتهت صلاحيته؟ -أنا أريد إنهاء مشوارى الكروى فى الريال ، هذا ما أفكر به فى الوقت الحالى ، فى كرة القدم يصعب التوقع بما سيحدث مستقبلاً ، ولكنى أعتقد أن أمامى سنوات قادمة فى الريال ، أريد البقاء هنا لمزيد من الوقت ، وفي الوقت نفسه لا أعتقد بأن فريقا يضم زيدان وكاسياس ورونالدو وأوين انتهت صلاحيته ، فأمامنا كرة قدم رائعة لم نقدمها بعد ، وكلنا أمل لتحقيق ألقاب عديدة ، وأنا شخصياً أريد الفوز بالليجا ودورى أبطال أوروبا. - ولكن