إعقل يا مجنون .. نداء عاجل أتوجه به إلى الأخ باريتش المدير الفني السابق لمنتخب كرواتيا ، والذي أدلى بتصريح غريب مؤخرا يؤكد فيه أنه يتمنى بل يرغب في تدريب منتخب مصر الأول لكرة القدم ، وأنه استقال من منصبه كمدير رياضي في نادي دينامو زغرب الكرواتي خصيصا لتحقيق ذلك! التصريحات والله ليست "مفبركة" .. فالخبر بثته وكالة رويترز نفسها من مراسلها في العاصمة الكرواتية زغرب على لسان باريتش ، الذي قاد منتخب كرواتيا في كأس الأمم الأوروبية الأخيرة في البرتغال ، قبل أن يستقيل أو يقال أو "يستقال" بسبب عدم تحقيق نتيجة طيبة في البطولة. ولكن الرجل على ما يبدو لم يكن في وعيه وهو يتحدث بهذه الكلمات ، وأجده - من وجهة نظري - في حاجة إلى النصيحة من أخ أصغر مثلي - حتى لا يرتكب الحماقة نفسها التي ارتكبها العديد من المدربين الأجانب المحترمين ، وغير المحترمين ، الذين توافدوا على أرض مصر لتدريب أنديتها ومنتخباتها ، وطردوا منها شر طردة. وعلى ما يبدو أن باريتش هذا كان من بين الأسماء المطروحة على اتحاد الكرة الحالي "المعين" في الفترة التي سبقت التعاقد مع تارديللي ، واختار الاتحاد تارديللي لأسباب قد تكون وجيهة ، أو على الأقل لأن باريتش كان مرتبطا وقتها بتعاقد مع الاتحاد الكرواتي لقيادة المنتخب في نهائيات البرتغال. ولكن ، السؤال هنا : لماذا تحدث المدرب الكرواتي الحالي عن منتخب مصر؟ هل عرف هذا "المسكين" أي معلومات بشأن "المرمطة" التي تعرض لها تارديللي مثلا في أرض الكنانة؟ ألا يدرك هذا الرجل أن المدرب الأجنبي في مصر مرفوض مرفوض مرفوض ، حتى وإن طالب به البعض بإصرار على صفحات الجرائد والمجلات؟
"سيحملون "المعلم" على الأعناق مع أول انتصار ، وسيطرحونه أرضا مع أول خلاف ، لا أقول مع أول هزيمة". ألم يعرف باريتش إلى الآن أن الساحة الرياضية المصرية أصبحت ساحة سيئة السمعة دوليا من كثرة ما فعلناه بالمدربين الأجانب الذين توافدوا عليها ، والذين خرج معظمهم من أرضنا محملين بالحجارة والشتائم والإهانات الشخصية ، وبعضهم اضطر إلى رقع قضايا أمام الفيفا والمحاكم في الخارج بعد تعرضهم لعمليات "نصب"؟! يا سيد باريتش ، الذي لا تعرفه الآن أن حسن شحاتة الذي يتولى تدريب منتخب مصر بشكل مؤقت سيبقى في منصبه ولن يغيره أحد ، ليس لأنه كفء ، وهو بالفعل كذلك ، ولكن لأن السبب الأكثر أهمية هو أنه "ماحدش فاضي يتعاقد مع حد دلوقتي" ، لأن الاتحاد الحالي أعلن أنه لن يفاوض أحدا وسيترك هذه المهمة للاتحاد الذي سيأتي بالانتخاب ، طيب والاتحاد المنتخب هذا متى سيأتي؟ لن يأتي هذا الاتحاد قبل منتصف أبريل ، أي بعد أن يكون المنتخب قد فاز على منتخب ليبيا في القاهرة على منتخب ليبيا في تصفيات كأس العالم 2006 ، وستبقى نغمة الإبقاء على المدرب المصري قائمة في الصحف والمجلات إلى أن تبدأ مرحلة "استتقال دم" حسن شحاتة إعلاميا وجماهيريا مع حلول منتصف العام عندما "يصيف" المنتخب رسميا من التصفيات بعد مباراتي كوت ديفوار والكاميرون ، فتبدأ بعدها حملة الدعوة بجد إلى البحث عن مدرب أجنبي "خبير" يقود المنتخب في الفترة المقبلة المهمة بشرط أن تتناسب إمكانياته واسمه مع طموحات المنتخب المصري وسمعته وغير ذلك من الكلام الفارغ ، وسيقود الحملة السيد فلان والدكتور علان والمهندس ترتان على صفحات الجرائد وعلى شاشات التليفزيون ، وسنجد أن هؤلاء هم أنفسهم الذين طالبوا باستبعاد تارديللي لأنه أجنبي ، وهم أنفسهم الذين سيطالبون بعزل حسن شحاتة لأنه مش أجنبي ، وهم أنفسهم الذين سيطيحون بمن يأتي بعده .. عادي! المهم أن باريتش هذا عندما سيأتي مصر ، ده لو غلط وجه ، سيتعاملون معه على أنه المنقذ الوحيد والأخير للكرة المصرية ، والأمل في الفوز بكأس الأمم الأفريقية القادمة ، ولكن بعد مرور الوقت ، سيعود هؤلاء الناس أنفسهم ، هم أنفسهم والله ، ويبدأون في طرح التساؤلات السخيفة من نوعية : "المدرب ده بياخد كام ألف دولار في الشهر؟ يبقى بحسبة بسيطة يبقى بياخد كام دولار مع كل طلعة شمس ، وعندنا مشروعات تنمية في الصعيد والريف محتاجة اي دولار من دول ، وعندكم مستشفى الرمد ومستشفى السرطان وأبو الريش محتاجين أي مليم ، وبعدين الراجل عجوز يا جماعة ده عنده 71 سنة ، يعني المفروض يكون دلوقتي بيفكر في آخرته ، ثم إنه من إمتى وكرواتيا دي فيها كورة ولا فيها مدرسة تدريب ولا فيها مدربين أو لاعبين؟ ويا جماعة الراجل بيستهلك تليفونات كتير ، وده أصله بيشرب". وعندما تبدأ التدريبات ، سيبدأ اللاعبون الكسالى وخاصة من غير المنضمين للمنتخب في حملة "زمبقة" الخواجة بتسريب التصريحات لوسائل الإعلان ، عفوا الإعلام ، من نوعية "الراجل ده ما عندوش فكرة" و"تدريباته قليلة قوي" و"كلها تدريبات لياقة بدنية" ، و"فين أيام الجوهري"؟! وستجد هذه المعلومات من يرددها ويزيد عليها من فرط غله لأن الراجل "ما بيعرفش غير كرواتي"! هذا الكلام نفس