قرار اتحاد الكرة بتعيين حسن شحاتة المدير الفني للمقاولون العرب مديرا فنيا للمنتخب القومي جاء ليترجم حالة "التخبط واللاوعي" التي تعيشها الإدارة الكروية المصرية في الوقت الراهن. مهمة شحاته مع المنتخب "مؤقتة" لأنها مرهونة بمجلس الادارة الحالي المعين ، وبقدوم المجلس المنتخب تنتهي مهمة شحاتة ويكون القرار للمجلس المنتخب سواء أبقى عليه أم تعاقد مع مدرب آخر ... فماذا ننتظر من مدرب يعرف أن مهمته مؤقتة ، بل ستكون خمسة أيام فقط في الشهر ولمدة لا تزيد عن ثلاثة شهور؟! صيغة التعامل مع حسن شحاتة والتي عرضها رئيس الاتحاد على رئيس نادي المقاولون العرب الذي يعمل له شحاتة حاليا تكشف الفكر العقيم الذي يدير الكرة المصرية ، ويبدو أن هذا هو نفس الأسلوب الذي تم به التعاقد مع تارديللي ، وهو التدريب بالقطعة والحضور قبل المباريات فقط ، والأخطر أن يتم الإعلان عن التعاقد قبل موافقة النادي الذي يعمل معه شحاتة وبعقد رسمي ليؤكد هذه الحالة من التخيط. حسن شحاتة لن يكون مسئولا عن نتائج رسمية ولن يخوض بطولات أو مباريات رسمية بل سقود المنتخب في مباراتين أو ثلاثة بالكثير وستكون مهمته إذا وافق ناديه مجرد مهمة إشرافية ، خاصة أن مساعده إسماعيل يوسف المدرب العام أيضا سيكون مشغولا بمنتخب الناشئين مواليد 1987 باعتباره مديره الفني.
المنتخب في حاجة إلى مدرب مستقر وإذا كانت مهمة شحاتة مؤقتة فإنها تعني أنه لن يستطيع مواجهة مشاكل الكرة المصرية وهي مشاكل كبيرة ودائمة وأصبحت أمراضا مزمنة .. وسيحاول قدر الإمكان أن يتعامل مع المشاكل بالقطعة ليهرب منها بأقل الخسائر ويحافظ على اسمه مكتفيا باللقب الذي سيناله ويضيفه إلى سجله الكروي ، وهو لقب لم يناله أحد من جيله بل ويسعى إليه الكثير منهم وهو لقب "المدير الفني للمنتخب الوطني" .. فبعد جيل الجوهري جاء جيل أنور سلامة ومحسن صالح ليأتي الدور على جيل حسن شحاتة وهو جيل لا يبتعد كثيرا عن الجيل الذي سبقه. وحسن شحاتة كان واحدا من أبرز لاعبي مصر في السبعينات وهو اللاعب الوحيد الذي حصل على لقب أحسن لاعب في قارتين هما أفريقيا وآسيا .. ولد في كفر الدوار بمحافظة البحيرة يوم 19 يونيو عام 1949 وهو متزوج وله ولدان "كريم وإسلام" ، بدأ حياته الكروية مع نادي كفر الدوار قبل أن ينتقل لنادي الزمالك بعد أن شاهده الراحل محمد حسن حلمي وبعض قيادات النادي وهو يلعب لمنتخب بحري عام 1965 بطنطا وانتقل فعليا للزمالك في نهاية 1966 ولعب عام 1967 قبل أن تتوقف الكرة المصرية بسبب النكسة. وانتقل حسن شحاتة عام 1968 للعب في الكويت وتحديدا لنادي كاظمة الذي كان يلعب في الدرجة الثانية وقاده إلى الدرجة الأولى ولم يهبط بعدها بل ظل أحد أندية القمة في الكويت وأعير للنادي العربي الكويتي ليلعب معه في بطولة الأندية الأسيوية بتايلاند وحصل على لقب أحسن لاعب آسيوي عام 1972 كما شارك ضمن المنتخب العسكري الكويتي ثم عاد لمصر بعد حرب أكتوبر 1973. وشارك مع الزمالك في حصد العديد من البطولات (ثلاثة كئوس أعوام 75 و76 و 79 والدوري العام 78 ومع منتخب مصر في أكثر من بطولة أفريقية أعوام 74 و76 و78 و80 و82) ، وحصل على لقب أحسن لاعب في أفريقيا عام 1974 وقاد المنتخب للتأهل لأوليمبياد موسكو 1980 ، لكن لأسباب سياسية لم يشارك الفريق ، ثم قرر الإعتزال عام 1980 لكنه تراجع عن قراره بضغط من الجماهير والمسئولين بالزمالك ليعتزل مرة ثانية عام 1983.
".. وحسن شحاتة كان واحدا من أبرز لاعبي مصر في السبعينيات وهو اللاعب الوحيد الذي حصل على لقب أحسن لاعب في قارتين هما أفريقيا وآسيا". ولتميزه وتألقه في خط وسط الزمالك والمنتخب أطلقت عليه الجماهير والنقاد لقب "المعلم" وغنت له جماهير الزمالك "حسن شحاتة يا معلم .. خللي الشبكة تتكلم" ، ولذلك استمر في الزمالك بعد اعتزاله كمدرب لفريق تحت 20 سنة ، ومع أول مهمة له كمدرب فاز ببطولة الجمهورية وفي الموسم التالي عمل مساعدا للمدرب اليوجوسلافي نينكوفيتش مدرب الفريق الأول للزمالك عام 85 ، ثم انتقل للعمل بنادي الخليج الإماراتي لثلاثة مواسم ، وتولى مسئولية الفريق الأول في الموسم الأخير. وعاد إلى مصر ليقود فريق المريخ الصاعد للدوري الممتاز لكن الدوري لم يستكمل بسبب تأهل المنتخب لمونديال إيطاليا عام 1990 وبدأ هواية قيادة الفرق من الدرجة الثانية للأولى من مسقط حيث تولى المهمة الفنية لنادي الشرطة العماني موسم 91 92 وصعد به ثم عاد لمصر ليدرب الاتحاد السكندري وبعدها يعود لقيادة الشرطة العماني لموسمين قبل أن يعود لتدريب فريق الشباب بالزمالك موسم 1995 ثم أكمل الموسم مع الفريق الأول بعد رحيل ريدل . وفي موسم 1996 قاد فريق المنيا من الدرجة الثانية للأولى وفي الموسم التالي (97 98) قاد الشرقية للصعود وفي الموسم التالي قاد السويس للصعود. وتولى مسئولية البلدية ثم أهلي بني غازي قبل أن يسند إليه اتحاد الكرة مسئولية المدير الفني لمنتخب الشباب من عام 2000 إل