تنشر "الوطن" نص كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي، أمام منتدى الأعمال "المصري - الكازاخي" المشترك. أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسي، في كلمته بمنتدى العمال، عن سعادته بزيارته إلى كازاخستان ولقئه لرجال الأعمال وصناع القرار في المجال الاقتصادي، مؤكدًا "تربطنا بشعبها وحكومتها علاقات ود وصداقة عميقة". وقال السيسي، إن مصر مهتمة بزيادة التواصل فيما بين صنّاع القرار في الحكومات والقطاع الخاص؛ لبحث فرص الاستثمار المشترك الواعدة في مصر وكازاخستان، وبناء شبكة علاقات وإقامة شراكات بين الجانبين، بما يخدم أولويات التنمية في البلدين الصديقين. وأوضح أن مصر وكازاخستان توليان أهمية كبيرة لدور الاستثمار والتجارة، لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتعولان على استثمارات القطاع الخاص كقاطرة رئيسية للنمو والتنمية بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية ورفع مستويات المعيشة، وخلق فرص عمل لائقة، وتعزيز حركة التبادل التجاري. وأشار إلى أن مصر تزخر بالفرص الاستثمارية في كل القطاعات لما تتمتع به من موارد طبيعية، وإمكانات بشرية هائلة تؤهلها لأن تحتل مكانة متقدمة من حيث تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وخاصة في مجالات الطاقة والتعدين والزراعة والبنية التحتية والطرق، بالنظر إلى أولوية هذه المجالات في خطط التنمية المصرية. وأضاف أن الحكومة بذلت، خلال الفترة القصيرة الماضية، جهودًا ملموسة لتحسين مناخ الاستثمار، ومن بينها قانون الاستثمار الجديد، لتذليل العقبات أمام المستثمرين، بالإضافة إلى سياسات الإصلاح الضريبي وإنشاء المناطق الاقتصادية الخاصة التابعة لمشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، واستصلاح وتنمية مليون ونصف فدان، وتشييد مجتمعات عمرانية جديدة، والشروع في بناء عاصمة إدارية جديدة، فضلًا عن عدد كبير من مشروعات البنية التحتية، وتوليد الطاقة وتنويع مصادرها. وتابع "نلمس نتائج إيجابية للجهد الذي بذلناه على مختلف مؤشرات الأداء الاقتصادي، وتحقيق زيادة ملموسة في مستويات الاستثمار الأجنبي، وهو ما يعكس ثقة المجتمع الدولي في استعادة الاقتصاد المصري للاستقرار، فضلًا عن التحسن في تصنيف الاقتصاد المصري من قبل مؤسسات التصنيف الائتماني الدولية، وتوقعات المؤسسات المالية بشأن معدلات النمو المستقبلية في مصر". ونوّه الرئيس بأن البلدين يتمتعان بإمكانات اقتصادية ضخمة وواعدة في قطاعات عدة، بما يعزز من فرص دفع حركة التجارة والاستثمار المشترك، وبما يصب في صالح أولويات ومتطلبات التنمية المستدامة في البلدين، وزيادة تنافسية السلع والخدمات التي ننتجها ونتبادلها، وهو أمر تزداد أهميته في ظل التحديات التي تشهدها الساحة الاقتصادية الدولية وتلقي بثقلها على الدول النامية، بما في ذلك الدول متوسطة الدخل مثل مصر وكازاخستان. وأكد السيسي، أنه يتطلع لأن تكون زيارته هذه مقدمةً لفتح آفاق جديدة من التعاون الثنائي بين البلدين، وأوضح "أؤكد لكم ترحيب مصر بأصدقائها وشركائها من رجال الأعمال والشركات الكازخستانية؛ للاستفادة من الفرص الاستثمارية في مصر، وزيادة وتنويع استثماراتهم فيها، خاصة أن هذه المشروعات الاستثمارية ذات عائد ومردود ربحي مرتفع أكثر من الاستثمار في مناطق أخرى في العالم، بالنظر إلى حجم السوق والطلب". وقال الرئيس "فى ضوء ارتفاع معدلات النمو والتنمية التوقعات باستمرارها، ووجود الكثير من أفق التكامل بين إمكانيات وقدرات البلدين، ومن بينها على سبيل المثال وفرة الموارد الطبيعية المتاحة لكازاخستان في العديد من المجالات، وموقع مصر الاستراتيجي وما تملكه من قدرات لوجستية عملاقة وترتيبات تجارية تفضيلية تسهل نفاذ السلع إلى مختلف أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا". وأشار إلى بدء إطلاق المشروعات الخاصة بإنشاء ممر للتنمية المتكاملة يتضمن موانئ، ومطارات، ومناطق صناعية، ومراكز لوجستية. وأكد السيسي، أهمية الدور الذي يمكن أن تقوم به الشركات الكازاخستانية والمصرية في دفع العلاقات الاستثمارية بين مصر وكازاخستان إلى آفاق أرحب تتناسب مع العلاقات السياسية والثقافية المتميزة بين البلدين، من خلال التشاور المستمر بين الجانبين والعمل الجاد لتحقيق الأهداف المشتركة.