في حين يرى رجل دين أن الأزهر "منوط به حماية الثقافة الإسلامية" وأن لإصلاح الخطاب الديني شروطا في مراجعات تتلاءم مع العصر، يقول الكاتب سعد الدين إبراهيم، إن تجديد الخطاب الديني في العالم الإسلامي يحتاج إلى "ثورة" تشبه ما قام به مارتن لوثر في أوروبا في القرن السادس عشر. وقال "إبراهيم" وهو أستاذ لعلم الاجتماع السياسي، إن قرونا مما يراه تسلطا للتشدد الديني الذي "يمنع الاجتهاد ويحتاج إلى مارتن لوثر المسلم للقيام بثورة مماثلة" بعد نحو 150 عاما من حركات الإصلاح على أيدي جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده وطه حسين ومصطفى وعلي عبد الرازق وغيرهم. وأضاف في حلقة نقاشية عنوانها "تجديد الخطاب الديني" بمعرض القاهرة الدولي للكتاب أن مصر دولة مدنية ولكن "خطابها مزدوج، وتلجأ للخطاب الديني أحيانا"، ويتضمن قانون العقوبات مواد تحول دون حرية التفكير بدعوى "ازدراء الأديان" ويترتب عليها سجن بعض من يجتهدون بسبب آرائهم. ولكن أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، قال في الحلقة النقاشية التي نظمت مساء يوم الثلاثاء الماضي بالتعاون مع شبكة "بي.بي.سي.عربي" إنه لا توجد في التشريع الإسلامي مادة تخص ازدراء الأديان ولكن هذه المادة موجودة في قانون العقوبات. وأضاف أن هناك خلطا بين الخطاب الإسلامي وخطاب المسلمين وأن مصطلح تجديد الخطاب الديني "خطأ"، مشددا على أن المصطلح الأكثر دقة هو واقعية الخطاب فالتراث منتج بشري "ولا ذنب لدين لم يفهم، والعيب في المتلقي الذي لم يفهم القرآن." وقال كريمة إن "الدعوة في مصر سمك لبن تمر هندي" في إشارة إلى وجود كثير ممن يطلق عليهم "الدعاة" وأغلبهم ليسوا من خريجي الأزهر يتحدثون باسم الإسلام في عشرات البرامج والفضائيات الدينية. وأضاف: "لا أحد يحاكم هؤلاء، وتوجد مصالح سياسية تحمي هؤلاء فليس كل من أطلق لحية يصلح للتحدث باسم الإسلام، والرئيس المصري المخلوع حسني مبارك عمل 10 قنوات للفكر السلفي، ولدى الإخوان سبع قنوات وليس للأزهر قناة." ولكن "كريمة" أقر بأن الشريعة الإسلامية توجد بها "جريمة الردة، ومن يطعن في أصل من أصول أمور الدين يجلس مع العلماء ثلاثة أيام لاستتابته" وهو ما أثار اعتراض من بعض الحضور، وعلق أحدهم قائلا إن "القرآن لا يوجد به نص على حد للردة" فقال كريمة "إن الندوة عن الخطاب الديني لا للهجوم على الإسلام." وردا على سؤال عن مدى استعداد العالم العربي لحركة إصلاحية شاملة أو ثورة تشبه ما قام بها مارتن لوثر قال إبراهيم إن الإصلاح الديني هو المدخل للإصلاح العام وإن ما قام به شباب مصر وحشود المحتجين في ميدان التحرير بهدف إنهاء حكم مبارك في بداية عام 2011 "حدث كبير، وميدان التحرير بكل اللغات أصبح رمزا للثورة" وإن الشباب جاهزون لقيادة هذا التغيير. وأضاف: "استدعيت للبيت الأبيض بعد ثورة تونس ومصر، وطلب مني أوباما تفسيرا لما يحدث."