هل يعرف أحدكم نبيل على، الذى رحل عنا منذ عدة أيام فى صمت وتجاهل ولا مبالاة من كافة وسائل الإعلام؟! أنتم معذورون فهذا المهندس العبقرى الذى صالح اللغة العربية على الكمبيوتر، وأنهى هذه العداوة والخصومة ما بين لغة الضاد والكى بورد، هذا العالم والمبرمج الجليل لولاه لتاهت منك اللغة والحروف على اللاب توب الذى تقرأ منه تلك المقالة، هذا الرجل لم يدخل استوديو ولم تسلط عليه الإضاءة ولا الكاميرات، لم يتصل به معد أو رئيس تحرير برنامج فى أى «توك شو» مسائى أو «صباحى»، معذورون فالإعلام لا يهتم إلا بأنف حورية فرغلى هل تعرض لجراحة تجميل أم لا؟! وهل الجن الذى تلبس بنات أسرة ريفية كان من الجن السفلى أم من الجن العلوى؟! إلى آخر تلك القضايا المصيرية، سألت نفس السؤال عندما رحل صديقى وأستاذى أحمد مستجير الذى عانى هو الآخر من اللامبالاة الإعلامية، لم يكن يُستدعى إلا فى الفرقعات الإعلامية فقط، مثل استنساخ النعجة دوللى، كانوا يتعاملون معه كسبوبة لأنه كان الفاهم الأكبر وأبو علم الوراثة فى مصر والعالم العربى، كانوا يتعاملون معه إعلامياً بكل انتهازية وبمنطق منديل الكلينكس والحقن الdisposable التى تستعمل مرة واحدة فقط!! نبيل على ومستجير وغيرهما من عقول مصر المضيئة لا تدخل الاستوديو ويجهل ملامحها الناس بينما نرى أرباع الموهوبين ودعاة الجهل والتخلف يحتلون الشاشات ويزيفون الوعى ويؤجرون المساحات التليفزيونية كيفما شاءوا ليخربوا العقل والضمير، إليك بعض المعلومات عن الراحل العظيم نبيل على للأسف كعادتنا بعد فوات الأوان: من مواليد 1 يناير 1938 حصل على البكالوريوس فى هندسة الطيران عام 1960م، ثم على الماجستير 1967 والدكتوراه فى هندسة الطيران عام 1971، عمل فى الفترة بين عامى 1961 و1972 ضابطاً مهندساً فى القوات الجوية المصرية فى مجالات الصيانة والتدريب، وفى العام 1972 انتقل إلى مجال الكمبيوتر، حيث كان من أوائل العرب الذين احترفوا فى هذا المجال، فعمل فى الفترة بين عامى 1972 و1977 مديراً للحاسب الآلى بشركة مصر للطيران، وكان أول من أدخل نظم الحجز الآلى بشركات الطيران فى المنطقة العربية، أدخل تعديلات على الطائرة سوخوى لتكون أسرع فى القذف بعد أن سافر فى مأمورية بقرار من الرئيس عبدالناصر إلى الاتحاد السوفيتى، وبعد أن أتم اختراعه لم يملك الفريق صدقى محمود، قائد القوات الجوية وقتها، إلا أن يمنحه ساعة يد هدية شخصية منه، كما كان رساماً وله العديد من المعارض، تقلد مناصب ومستويات مختلفة فى شركات عربية وعالمية فى مجال الكمبيوتر فى مصر والكويت وأوروبا وكندا والولايات المتحدةالأمريكية حتى عام 1983، حيث عمل مديراً لمشروع صخر للكمبيوتر، كما كان صاحب فكرة إنشائه، ثم عمل من عام 1985 إلى عام 1999 نائباً لرئيس مجلس إدارة شركة صخر للبحوث والتطوير، ثم عمل باحثاً متفرغاً فى بحوث ثقافة المعلومات والذكاء الاصطناعى وتطبيقه على اللغة العربية وكمدير لمؤسسة النظم المتقدمة متعددة اللغات، ومدير مشروع فى الشركة الوطنية المصرية للمعلومات العلمية والفنية، وكان نائباّ لرئيس شركة الإلكترونيات العالمية فى اليونان لمدة سنتين، ومديراً لمشروع المعونة الأمريكية لإقامة الشبكة العلمية والتكنولوجية فى القاهرة، كما شغل منصب مستشار لإدارة شركة النظم العربية المتقدمة «نعم» فى القاهرة، صَمَّم الدكتور نبيل أكثر من 20 برنامجاً تربوياً وتعليمياً، منها أول مُحرِّك بحثى للغة العربية على أساس صرفى، وأول قاعدة بيانات معجمية للغة العربية، وأول برنامج للقرآن الكريم، وأول قاعدة معارف للشعر العربى، كما طَوَّر العديد من المعالجات الآلية الأخرى للغة العربية وصَمَّم نموذج المعمل المتقدِّم لتعليم العربية وتَعلُّمها. أخيراً اذهب إلى مكتبتك أو حمّل داونلود من الإنترنت كتابه الرائع المهم «العرب وعصر المعلومات» لكى تكفر عن ذنبك فى حق هذا الرجل ولكى تعرف قيمة هذا العملاق نبيل على.