سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصادر: «الداخلية» انسحبت من «الاتحادية» بعد اتصالات مع القوى السياسية «اليزل»: سلوك الشرطة «حكيم».. و«سويلم»: «الداخلية» استوعبت الدرس.. و«علام» يحذر من «حرب أهلية»
علمت «الوطن» أن هناك اتصالات جرت بين القوى السياسية والثورية ووزارة الداخلية، مساء أمس الأول، لتجنب وقوع اشتباكات بين الثوار وقوات الأمن فى مليونية «الإنذار الأخير»، التى حاصر خلالها المتظاهرون قصر الاتحادية. وقالت مصادر مطلعة: إن اللواء أحمد جمال الدين، وزير الداخلية، أكد لممثلين عن القوى السياسية والثورية أن الوزارة ستقف على الحياد، ولن تكون طرفا فى الصراع السياسى، وأنها تلتزم بوقف الاشتباكات بينها وبين الثوار والمتظاهرين، وطالبهم بالتراجع والعودة للأماكن المسموح بالتظاهر فيها بعد وصولهم لسور القصر. من جانبه، قال اللواء سامح سيف اليزل، مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية: إن تعامل قوات الشرطة مع المتظاهرين أمام «الاتحادية» كان فى منتهى الحكمة، حتى لا تكون طرفاً فى القضية الحالية، لافتاً إلى أن سلمية التظاهر ونوعية المتظاهرين الذين خرجوا بتلقائية شديدة، حسب قوله، اضطرتا قوات الشرطة لأن تعاملهم بالمثل. وأشار اللواء حسام سويلم، الخبير الأمنى والاستراتيجى، إلى أن انسحاب قوات الأمن من محيط القصر جاء نتيجة ضغط المتظاهرين عليها، فى ظل حشودهم المتزايدة التى أزاحت الأسلاك الشائكة، مما دفع قوات الأمن للتراجع حتى خط الدفاع الثانى، لتكتفى بالدفاع عن القصر من داخله. وأرجع سويلم تعامل الشرطة «الراقى» مع المتظاهرين، حسب قوله، إلى الوعى الذى حدث عقب ثورة يناير، وإصرار «الداخلية» على عدم إطلاق الرصاص على أى متظاهر، مضيفاً: «أعتقد أنهم استوعبوا الدرس، والشرطة لن تستطيع أن تقف أمام الشعب؛ لأنهم أدركوا خطأهم فى أحداث الثورة ولن يكرروها»، مشيراً إلى أن الإخوان المسلمين والجماعات السلفية أشبه بقطار سريع دون قائد، محذراً من «ثورة ضدهم؛ لأنهم يسيرون فى طريق هلاكهم». وقال يسرى العزباوى، الباحث السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن انسحاب الشرطة من محيط «الاتحادية» وعدم لجوئها للحل الأمنى، ربما يعودان إلى أن الوزارة وضعت فى ذهنها سيناريو جمعة الغضب، خصوصاً مع توافد عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى القصر، ففضلت الشرطة الخروج بأقل خسائر ممكنة من أرض المعركة. وأشار «العزباوى» إلى أن الحديث عن تغير عقيدة «الداخلية» والعودة لصفوف المتظاهرين فى مطالبهم ضد النظام الحاكم «حديث مرسل غير صحيح»، موضحاً أن قوات الأمن المركزى نفسها هى التى قمعت المحتجين فى ميدان التحرير طوال أسبوع كامل مؤخراً، وأسقطت 3 شهداء، ومن الممكن أن تتعامل بشكل مختلف فى حال تظاهر حشود مكثفة غداً أمام «الاتحادية». وحذر اللواء فؤاد علام، خبير الأمن القومى، من تجدد الفوضى واندلاع اشتباكات واسعة، قائلاً: «مصر على بعد خطوات من سيناريو الفوضى والحرب الأهلية، فى ظل تهريب كميات كبيرة من السلاح داخلها، ووصوله لأطراف عديدة؛ لذلك على حكماء الوطن أن يتحركوا سريعاً لتهدئة الأوضاع، والتواصل مع جميع التيارات والقوى للتوافق». وقال محمد عواد، منسق «شباب من أجل العدالة والحرية»: إن الأعداد الكبيرة أمام «الاتحادية» أجبرت قوات الأمن على الانسحاب، بعدما تعلمت وزارة الداخلية الدرس من تجربة حماية النظام السابق، مضيفاً: «على قوات الأمن ألا تحمى السلطة، مهما كانت المُغريات من النظام الحاكم، وأن يكون دورها فقط هو حماية الشعب، وعدم الصدام معه، وأن تلتزم الحياد، وفى المقابل لم تعتد القوى الثورية على الشرطة عندما انسحبت الداخلية من أمام القصر، والمتظاهرون التزموا بالسلمية وسيستمرون فى التصعيد حتى إسقاط الإعلان الدستورى، وتجميد الاستفتاء على الدستور، وحل الجمعية التأسيسية، وتشكيل أخرى مؤهلة ومتوازنة».