تساءل الدكتور.. المهندس الاستشارى والناشط السياسى: لماذا لم نسمع عن حادث قطار طيلة حكم عبدالناصر؟ ثم أرجع ذلك «لوجود الثواب والعقاب»! (الوطن 20/11/2012 ص 7). لن يكون ردى البدهى: ألا يكفى سيادتك حادث قطار 5 يونيو 1967 الذى دهس الوطن بأكمله؟ لأنى أذكرك، والأجيال الجديدة التى يحب البعض استغفالها بإعادة تشكيل الماضى وكتابة تاريخه وفقاً للأهواء، بحادث «دندرة» المروّع الذى وقع على مقربة من القناطر الخيرية، حين شهدت مياه النيل فاجعة أليمة فى الساعة الثامنة من صباح الجمعة 8 مايو عام 1959 أطاحت بالرحلة النيلية التى نظمها نادى نقابة المهن الزراعية من مرسى روض الفرج فتحوّلت، كما وصفتها الصحف يومها، من نزهة إلى رحلة موت على ظهر الباخرة «دندرة» التى كانت تحمل 200 راكب عندما بدأت تغوص فى أعماق النيل وهى على بعد أمتار قليلة من محطة الوصول ولم يستغرق غرقها سوى 15 دقيقة بينما استمرت عمليات البحث عن الجثث أسبوعاً كاملاً وأسفر الحادث عن غرق 79 من ركاب الباخرة ما بين أطفال ونساء ورجال، وقد هز الحادث، كالعادة، الوجدان الوطنى حتى أصبحت «دندرة» كلمة مرادفة لكل حادث مهول، فكان الناس تقول، مثلاً: «قلبوها دندرة!» بما يعنى خراباً وكارثة، والغرض من التذكير ب«دندرة» لا يهدف إلى التهوين من فاجعة حافلة الأطفال التى دهمها قطار أسيوط نهار السبت 17 نوفمبر 2012 لكنه رغبة فى أن تتوقف العبارة السقيمة التى تلوكها الألسن: «هذا لم يكن يحدث من قبل»، كلا يا حضرات فكل ما يحدث الآن حدث من قبل على مدى السنوات، البعيدة والقريبة، الماضية بالشبر وبالذراع، والذى كنا، فحسب، نود ألا يعود إلينا من جديد بكل أسبابه الروتينية المعروفة؛ وعلى قمّتها الإهمال ابن الفساد المتولّد من خائن المسئولية قليل الذمّة وقليل الدّين! «قلبوها دندرة»، أى والله، وهذا للأسف ما أخشى نُذُره فى مطالعة «الخناق» الدائر بين عصابات الناهشين قلب الوطن تحت مسميات الدفاع عن «الديمقراطية» و«القانون» و«ودم الشهداء ومطالب الثوار»؛ للأسف ما زلنا عند صيحة الشاعر أحمد شوقى قبل وفاته منذ 80 عاماً: «إلام الخُلف بينكمو إلاما / وهذى الضجة الكبرى علاما / وفيم يكيد بعضكمو لبعض وتبدون العداوة والخصاما؟» حتى إننا نصرخ اليوم صرخته الخالعة للقلب: «شهيد الحق قم تره يتيماً بأرض ضُيّعت فيها اليتامى»! على فكرة: × كل الذين انسحبوا من التأسيسية ما كان لهم أن يكونوا بها من البداية؛ من أول لينا الطيبى حتى فاروق جويدة مروراً، طبعاً، بوحيد عبدالمجيد وأمثالهم. × البعض يحفظ النظريات ويجيد تسميعها لكنه يعجز عن حل أى مسألة؛ إياك أعنى فاسمعى يا هبة رؤوف عزت. × هناك من يحل المسائل ومن صواب نتائجه نستنبط النظريات. × لم تعد التغريدات اسماً على مُسمّى فقد صارت نعيقاً فى نعيق. × الممثلة زبيدة ثروت كانت تملك فى يوم من الأيام لقب «جميلة العينين» لكن هذا لايُعطيها حق الخوض فى السياسة «عميانى». × إننى، والله، لأحبّذ ابتعاد الفنانين والفنانات، الممثلين منهم والمخرجين، عن مدار إبداء الرأى فى غير شئونهم تجنباً لكشف فضائح الأمية والجهل والغباء وغياب الوعى المؤدى إلى سوء التقدير؛ الذى دفع فنانة عريقة إلى الاعتراف بأنها كانت ترغب فى عمر سليمان رئيساً لجمهورية مصر. يكفيكم أداء المدوّن لكم فى «الورق»، وإحراز «بطولات» الأفلام، وتكريم نوادى الليونز والروتارى والإنرويل والروتر آكت. × هل سمعتم من قال غاضباً على قناة أون تى فى: «صلاة الفجر قاعدة للظهر»؟ صدق الشاعر العراقى مُظفر النواب: «أضحك؟ إيش لون أضحك؟، أبكى؟ إيش لون أبكى؟»!