كل ما يدخل إلى مصر يتمصر.. حتى «الألتراس» ذاك الكيان العالمى الذى عرفته دول الكرة الأرضية على أنه يتعلق بالرياضة وحسب، تم تمصيره، وبعد أن كان «الألتراس» يعرف عالمياً على أنه: «فئة من مشجعى الفرق الرياضية المعروفة بانتمائها وولائها الشديد لفرقها»، أصبحت الكلمة تعنى عند المصريين «جماعة مؤمنة بما تقول محاربة لأجله»، وأصبح لدى الشعب مجموعة ضخمة من فرق الألتراس، لم يعد نشاطها يقتصر على الرياضة وحسب، بل امتد إلى السياسة والثقافة والدين والمجتمع. الألتراس فى مصر يمكن أن يكون دينياً «ألتراس إسلامى» مجموعة من الشباب، عدد أعضائها 15 ألفاً أعلنوا أن غايتهم الدفاع عن الإسلام، وعن كتاب الله وسنة نبيه، وأن يتصدوا لكل من يشوه الدين أو يخوض فى أعراض العلماء ويجرح فيهم، يقولون: «تصدقنا بأعراضنا فى سبيل ذلك، أملنا أن يطبق شرع الله فى كل البلاد الإسلامية وأن نعود إلى كتاب الله وسنة نبيه». هناك أيضاً «ألتراس إخوان» وهم مجموعة من الشباب يقدر عددهم بنحو ألف عضو، اجتمعوا على تشجيع جماعة الإخوان المسلمين، بكل الحب، بدون تعصب أعمى، والبحث عن الفساد، واستئصاله بكل ردع وقوة، دون ترك شىء يفوتهم إلا وألقوا الضوء عليه. أما «ألتراس سلفيين» الذين يقدر عددهم بخمسة آلاف عضو، فأعلنوا رغبتهم فى توضيح أن الإسلاميين ليسوا فزاعة تخويف للمصريين، تحت شعار «اضحك من قلبك بلدك تفضل حلوة». الأحزاب لها ألتراس أيضاً، هناك «ألتراس حزب النور» من جماهير وشباب ومحبى الحزب، و«ألتراس حزب الأمة المصرية»، وهم مجموعة شبابية غير رسمية لدعم حزب الأمه المصرية «تحت التأسيس» حتى يتم إنشاؤه، وألتراس «حزب الحرية والعدالة» الذى يناقش أخبار الحزب أولاً بأول. محمد البرادعى، خيرت الشاطر، عبدالمنعم أبوالفتوح، حمدين صباحى، محمد سليم العوا، حازم صلاح أبوإسماعيل.. شخصيات أقحمها «الألتراس» فى عالمه لتشهد مصر وللمرة الأولى على مستوى العالم «ألتراس» تابعاً لأشخاص يدافعون عنهم ويروجون لهم. يعد «ألتراس وزارة الثقافة المصرية» أول ألتراس حكومى على مستوى العالم، بما يجعل مصر رائدة فى هذا المجال، وهو واحد من أشهر وأشرس فرق الألتراس، أعلن منذ البداية أن مهمته تقويم وتقييم وزارة الثقافة، أعلنوا بوضوح على صفحتهم فى موقع «الفيس بوك» أن صفحتهم للأحرار والثوار، ولمن يملك قضية يريد طرحها، وبالفعل ساهمت الصفحة فى كشف عدد من الوثائق المثيرة للجدل من داخل هيئات الوزارة، وقد بلغ تأثيرها أن قرر حسام نصار، وكيل أول وزارة الثقافة، رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية فى الوزارة، مقاضاة القائمين على الصفحة. بعد أن تحالف ألتراس الزمالك والأهلى معاً فى أحداث الثورة نشأ «ألتراس ميدان التحرير» و«ألتراس المزاريطة» وهو نموذج للألتراس الفنى، أعضاؤه مجموعة من محبى أحمد مكى ودنيا سمير غانم، صمموا صفحة لهم خصيصاً لمتابعة أخبارهما وأحدث أعمالهما، وأعضاؤه نحو ربع مليون، تماماً كما فعل معجبو محمد حماقى الذين أنشأوا «ألتراس حماقى» لتشجيعه. مصلحة البريد المصرية أيضاً لها «ألتراس البريد»، رابطة من محبى ومشجعى هيئة البريد المصرى، يقولون: «أقسمنا بالله أننا سنطهر هيئتنا من الفساد والمفسدين، لذا فإن هذا القسم واجب». وميناء الإسكندرية أيضاً له ألتراس، وهم مجموعة من الشباب تضامنوا مع العاملين فى الميناء فى محاربتهم للفساد وإنهاء حكم العسكر فى الميناء.