قبل ما تعمل أى حاجة خد نفس وقول «هوب» عشان تقرا وتحفظ اللى هيخليك قريب من مرسى وجماعته ويبعدك عن أهل «اللجلج» وتصبح من أهل «الأبلج»، وعشان مايبعتلكش مرسى اللى يراقبك ويعد أنفاسك وخطاويك خاصة فى الحوارى والأزقة والزنقات، والأخيرة دى ياريت ماتدخلهاش عشان ماتتشبهش وتروح فى خبر كان. وإليك الوصفة السحرية لتصل إلى مقام «الأبلج» بعد أن كنت فى حال «اللجلج»: الاعتراف: أن تعترف بأن الرئيس تتنزل عليه فيوضات من عند الله، فهو كائن ربانى تسرى عليه صفات سماوية، ومن ثم فقراراته لا تقبل النقاش أو الجدال لأنها تجىء من علٍ. وأن تعترف بأن جماعته لا تكذب ولا تخلف وعودها ولا تفسد ولا تلبس الحق بالباطل ولا تكره المختلفين معها. الطرد: أن تطرد من أفكارك وخواطرك أن جماعة الرئيس لا تبغى السلطة وتمقت الفاشية، وأن تنفى عن أفرادها عبادة التنظيم، وكذلك جميع الأوصاف السلبية عن مكتب إرشادها، خاصة ادعاءات أن أفراده تجاوزهم الزمن ويعيشون فى العصور الوسطى. التطهر: أن تتطهر من كلمات المدنية والحرية والاختلاف والمعارضة وتؤمن بالرأى الواحد ورشادة «ابن العياط» وتغسل ذنوب رومانسيتك الثورية فى «طشت» كلمات رئيس شعبة الإخوان فى قصر الرئاسة وتزجر نفسك الأمارة بالسوء عن الخروج عليه أو الاحتجاج على قراراته، وتذكر نفسك بأن نهج دين الإسلام سوف تجده مكتوباً عند جماعته فقط وأنك على الباطل إذا لم تكن متعاطفاً أو تابعاً أو منافقاً. المشاهدة والقراءة: أن تقرأ أولاً صحيفتهم وتحفظ أعمدتها وأبوابها وتتغنى بمهنيتها وتعبيرها عن جميع المصريين وعالمية موضوعاتها، وأن تنسى أنها جريدة حزبية ضعيفة غير مؤثرة لا يشتريها سوى الإخوان، وأن تشاهد ثانياً قناتهم «مصر 25» وتسعى جاهداً ألا يتحول «ريموتك» عنها، وعندما تذهب إلى حمامك عند قضاء الحاجة فعليك أن تردد «إنها القناة الأولى فى مصر» و«إنها الأعلى مشاهدة». وتبتعد ثالثاً عن إبراهيم عيسى وجيرانه الفضائيين لتسلم من أذى التفكير والتدبر وتنجو من شرور الفهم. الميوعة: أن تبحث عن المائعين فى الصحف والفضائيات لتتمكن من تكنيك «إمساك العصا من المنتصف»، وأن تتبعهم حتى تتجنب المهالك وتورد جنان الرضا الإخوانى، وتجاهل أن من بينهم رجال مبارك ومنافقى نظامه، وإذا رأيت فيهم باحثاً أو كاتباً صدع دماغك بأحاديث الحرية والتوافق فيما مضى، فعليك بالغفران والتسامح مع تحوله؛ لأن الإنسان يخطئ ثم يصيب، والصواب عندهم الآن أن تتمسح بجدار القصر وأن تنظف من ورائه. التخفى: وما دامت هناك عمليات مراقبة من أجهزة لا نراها، فعليك أن تحتاط ولا تذكر مرسى بسوء، فإذا جاء اسمه فعليك أن تنادى «الواحد الأحد الفرد الصمد»، وتغير اسمك وأنصحك بلقب «البرنس» فهو محبب لأحباب وعشيرة مرسى، وفى أحاديثك الهاتفية عليك أن تتجنب النطق باسم الساكن فى القصر، وأقترح عليك أن تصفه ب«الكبير أوى»، وما دامت العملية «زروطت» ووصلت لأحمد مكى فبإمكانك أن تستخدم أسماء «فزاع وهدية وجونى ومازينجر وتوماس وأشلى وهادرس» إذا أردت أن تحتج على ما تردده أبواق الإخوان، ولك الحرية كيفما تشاء أن توزع الأسماء السابقة على نجومهم الفضائيين. التحلل: وفى النهاية من الواجب أن تتحلل من مفهوم الوطن وتتبنى مفهوم الجماعة المتعدية للأوطان، وما دمت تصلى وتصوم وتزكى فإنك ناقص، والاكتمال أن تصبح واحداً منهم وتنال «الأخوية»، وهنا يبدأ طريقك إلى «الأبلج» يا «لجلج»! كلمة أخيرة: نكتشف على منصات الميادين معانى جديدة للثرثرة والسذاجة!!