بين الحين والآخر تتعالى صرخات أهالى قرية السواحلية التابعة لمركز قنا، ألماً على مصرع شخص دهساً أسفل قطارات السكة الحديد، وذلك لسرعة القطارات بجانب وجود منحنى على بعد 100 متر من المسجد الكبير الواقع على شريط السكة الحديد والمقابل للجانب الشرقى والمجاور للجانب الغربى للقرية. تبعد قرية السواحلية عن مدينة قنا ما يقرب من 10 كيلومترات، ويبلغ عدد سكانها نحو 25 ألف نسمة، وقسّم شريطا السكة الحديد، القبلى والبحرى، القرية إلى جزأين شرقى وغربى، ويتبادل أهالى القرية المرور على قضبان السكة الحديد طوال اليوم للوصول إلى الجانب الآخر للقرية لقضاء حاجاتهم. وقال محمود الموفق بإذن الله (33 سنة - موظف بالأوقاف) ل«الوطن»: «ما يقرب من 3 آلاف تلميذ وطالب يعبرون شريط السكة الحديد يومياً للوصول لمدارسهم». أمام المسجد الكبير على قضبان السكة الحديد يفقد أهالى القرية ذويهم؛ حيث حصدت القطارات أرواح «محمد سيد محمود، 6 سنوات، هبة جمال عبدالباسط، 4 سنوات، أحمد جمال مبارك، 15 سنة، عيد حنفى حسن، 70 سنة»، وذلك خلال أشهر يناير وفبراير ونوفمبر من العام الجارى، بالإضافة لمئات القتلى خلال العقد الأخير، حسبما قال غريب إبراهيم أحمد (54 سنة - موظف) أحد أهالى القرية. ولم تسلم وسائل المواصلات والنقل البسيطة بالقرية من التحطم بواسطة جرارات القطارات؛ حيث تحطم ما يقرب من 40 عربة كارو وسقط ما يقرب من 60 حماراً، بالإضافة لسيارة ربع نقل، وذلك خلال العام الجارى، حسبما أكد محمد صلاح متولى (19 سنة - بائع خضار). وروى متولى ل«الوطن» واقعة تحطم عربة كارو خاصة به الأسبوع الماضى، قائلاً: «كنت بعدى السكة الحديد وكنت محمل خيار وطماطم ولقيت القطر جاى والحمار علقت إحدى أرجله بقضيب السكة الحديد فسارعت بالقفز، مردداً: مع السلامة مع السلامة.. خيرها فى غيرها»، مناشداً مسئولى السكة الحديد بقنا سرعة إنشاء مزلقان يربط شرق القرية بغربها لتأمين أطفال ونساء وشيوخ القرية من حوادث القطارات وتأمين مروره بعربته الكارو الجديدة، مضيفاً: «الديون تراكمت من كثرة العربات التى ذهبت فى وجه القطارات». ورفع الأهالى شعار «اقطع الطريق يستجاب لك»، منددين بتجاهل الدولة لمطالبهم بإنشاء مزلقان، مشيرين لإرسالهم خطابات رسمية لمحافظ قنا وعدد من الجهات التنفيذية تفيد برغبتهم فى المشاركة مادياً عبر تبرع الأهالى بما يقرب من 50% من تكلفة إنشاء المزلقان، مهددين بقطع قضبان السكة الحديد والدخول فى اعتصام مفتوح الثلاثاء المقبل، وهو موعد يتجاوز المهلة التى طلبتها الأجهزة التنفيذية بيومين لدراسة إنشاء المزلقان.