دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أبومازن" إسرائيل، اليوم، إلى إيقاف حملتها العسكرية على قطاع غزة فورا. وقال عباس، في المؤتمر الصحفي المشترك مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في رام الله: "نطالب إسرائيل أن توقف الآن العمل العسكري، وبالتأكيد فإن حماس والآخرين سيتوقفون عن القيام بأي أعمال مضادة." وحمَّل عباس إسرائيل مسؤولية التصعيد في قطاع غزة، قائلا إن "إسرائيل هي التي تتحمل المسؤولية، حيث أنها رغم وجود توتر في الوضع بين غزة وإسرائيل بدأت في عملية الاغتيالات، فاغتالت أحد قادة حماس، الأمر الذي أدى إلى تصعيد الأوضاع هناك في تلك المناطق". ورفض عباس أن تكون الأحداث الجارية في قطاع غزة أثرت على سلطته، وقال إنه سيبقى "مسؤولا عن كل الشعب الفلسطيني، سواء كان هناك حماس أو الجهاد وغيرها، فنحن المسؤولون بالدرجة الأولى عن كل مصالح الشعب الفلسطيني وسنستمر في هذا العمل". وأضاف: "لسنا بعيدين إطلاقا عما يجري. اتصالاتنا مكثفة مع الجميع، ونقوم بواجبنا على الوجه الأكمل. وبصرف النظر، لسنا في حالة تسابق.. حماس تعززت أو لم تتعزز، المهم أن تنتهي هذه المأساة اليوم وأن يتوقف القتال اليوم". وتابع: "وبعد ذلك هناك أمران أساسيان؛ الأمر الأول هو المصالحة الفلسطينية التي نؤمن بها، والثاني هو المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية حول بقية قضايا الوضع النهائي". وقال الأمين العام للأمم المتحدة، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع عباس: "أقدر الدفع المستمر من الرئيس عباس للتوصل إلى حل سلمي وتسوية سلمية للصراع العربي الإسرائيلي". وأضاف أن "الوضع الحالي في غزة يبعث على القلق الشديد، والعالم بأسره يشعر بقلق بالغ إزاء ما يجري هناك". وتابع إن "باعث القلق الأساسي هو سلامة وخير جميع المدنيين. وإنني أتوجه بالمناشدة إلى جميع من يستخدمون أسلحة أن يحترموا القانون الإنساني الدولي وأن يحموا المدنيين في جميع الأوقات". واجتمع عباس في وقت سابق في مقره برام الله بالضفة الغربية مع وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، لمدة نصف ساعة، بحثا خلالها جهود التهدئة المبذولة لوقف القتال في غزة إضافة إلى توجه عباس المرتقب إلى الأممالمتحدة. وقال صائب عريقات، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن كلينتون جددت موقف الإدارة الأمريكية الرافض للتوجه الفلسطيني لرفع وضع فلسطين في الأممالمتحدة إلى دولة بصفة مراقب. وأوضح أن عباس رفض طلب كلينتون بعدم التوجه إلى الأممالمتحدة، وقال للصحفيين في أعقاب الاجتماع: "طلبت (كلينتون) من الرئيس تأجيل الموضوع (الذهاب إلى الأممالمتحدة)" وأن يغير رأيه. وأضاف: "أكد لها الرئيس أن قرارنا اتُّخِذ. لا نسعى إلى المواجهة مع أمريكا. نحن نمارس حقا بوضعنا فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية ومكانتها الجغرافية بين الدول والشعوب، وهذا سيتم في التاسع والعشرين من الشهر الجاري". ومنعت قوات الأمن الفلسطينية عشرات المتظاهرين الذين حاولوا الوصول إلى مقر الرئاسة الفلسطينية احتجاجا على لقاء عباس مع كلينتون. وكان نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي دعوا إلى تظاهرة تحت عنوان "كلنا غزة" ضد لقاء عباس مع كلينتون؛ بسبب ما قالوا إنه احتجاج على الدعم الأمريكي لإسرائيل في حربها ضد غزة. وتواصلت التظاهرات في مواقع مختلفة من الضفة الغربية تضامنا مع غزة. وقالت مصادر في الإسعاف الفلسطيني إن شابين أصيبا بالرصاص الحي خلال مواجهات بين الشبان والجيش الإسرائيلي بالقرب من سجن عوفر القريب من رام الله. وقال سائق سيارة إسعاف إنه تم نقل الشابين إلى مستشفى رام الله الحكومي. وشهدت الأيام الماضية مقتل اثنين من الفلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي، خلال تظاهرات احتجاجية على القتال الجاري في قطاع غزة.