استمرت المواجهة بين الجمعية التأسيسية والإسلاميين من جهة والقوى المدنية من جهة أخرى على خلفية انسحاب المدنيين، وصعدت الجمعية من هجومها ضد المنسحبين واتهمتهم بالعمل مع فلول الحزب الوطنى «المنحل» لإسقاطها، فيما حذر رؤساء أحزاب وسياسيون من سيناريو الفوضى حال تمرير الدستور دون توافق، وتزايد عدد المنسحبين بانسحاب نقابة الصحفيين أمس. وقال عمرو عبدالهادى، عضو الجمعية عن حزب «غد الثورة»: «عيب على المنسحبين أن يضعوا أيديهم مع فلول الوطنى المنحل لتفكيك الجمعية وإسقاط الدستور»، مشيراً إلى وجود مستندات تثبت عضوية الدكتور جابر نصار، «المنسحب» بأمانة السياسات بالحزب الوطنى «المنحل». وهاجم الدكتور محمد البلتاجى، عضو الجمعية عن «الحرية والعدالة»، القوى الليبرالية المنسحبة، فى مؤتمر بأوسيم، مساء أمس الأول، قائلاً: «دعاة الليبرالية اعترضوا حين رأوا الشريعة الإسلامية فى المادة الثانية»، متهماً الليبراليين ب«الدجل والتضليل»، لقولهم إن الدستور سيصنع فرعوناً جديداً للبلاد، معتبراً انسحابهم من الجمعية مجرد شعارات، وأنهم «يريدون ديمقراطية على هواهم». فى المقابل، حذر الدكتور محمد البرادعى، رئيس حزب الدستور، من الإصرار على استمرار الجمعية، وإصدار دستور دون توافق من القوى السياسية والمجتمعية، قائلاً، عبر «تويتر»، أمس، إن استمرارها بعد خروج فصائل كاملة منها «يحمل فى طياته أخطاراً لا يتحملها الوطن». ووصف الدكتور أحمد البرعى، نائب رئيس حزب الدستور، استمرار أعمال «التأسيسية» ب«الكارثة»، مشيراً إل أن حزبه يجرى مشاورات مستمرة مع القوى الوطنية والأحزاب لوضع معايير تشكيل جمعية جديدة، ومبادئ مشتركة للدستور. فى السياق نفسه، أعلن مجلس نقابة الصحفيين، أمس، انسحابه من الجمعية، وقال هشام يونس، عضو مجلس النقابة، إن «النقابة» أرسلت خطاباً رسمياً لمجلس الشورى بالانسحاب، فيما حذر علاء العطار، عضو مجلس النقابة الصحفيين من أن المجلس سيقدم استقالته ويضرب عن العمل، ويدعو الصحف للاحتجاب، حال تمرير المواد المتعلقة بالصحافة والإعلام. وفيما استمرت الانسحابات، كشفت عزة الجرف، عضو الجمعية عن حزب الحرية والعدالة، عن وجود حوارات تجرى مع بعض المنسحبين من الجمعية لعودتهم وستظهر نتيجتها خلال الساعات المقبلة، متوقعة أن تأتى بنتيجة مثمرة، كما عقد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، اجتماعاً موسعاً مع ممثلى الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية بمقر المشيخة، مساء أمس، «والجريدة ماثلة للطبع»، فى محاولة لإحداث توافق بينهم وبين الجمعية.