«مستر صفيحة».. إرمى سرك فى «لعبة»

يحاول، مسرعاً، أن ينهى واجباته ويذاكر دروسه للاستمتاع بيوم العطلة والذهاب إلى مسرح العرائس والاستمتاع بالعرائس المصنوعة من الخشب والتى تترابط أجزاؤها بالخيوط تتأرجح أمامه لتؤدى الدور المطلوب، لم يخطر بباله أنه سيأتى اليوم ليتبدل خشب العرائس إلى معدن وتصبح العروسة «مستر صفيحة» على يد الفنان أحمد نعيم، ولم يتخيل أيضاً أن تصبح العروسة فناً يعالج القضايا الاجتماعية على يد الفنان جون ميلاد، وتصبح عرائس «البوح والاستشفاء»، هذا الفن الجديد من العرائس الذى ابتكرته بعض الفرق الخاصة ولكن ما زال التمويل عائقاً أمامه ويحاول تحطيمه بالتمويل الذاتى. «مستر صفيحة» فكرة جديدة ابتكرها الفنان أحمد نعيم، عضو بفرقة «خيوط»، أطلت علينا من خشبة المسرح لتطلعنا على نموذج مبتكر من فن العرائس.
أسس فرقة لاستخدام العرائس فى علاج القضايا الاجتماعية
يقول «نعيم» إنه استوحى فكرته حينما رأى أن كل عرائس الماريونيت من الخشب أو الفوم، ففكر فى أن يصنع عروسة من المعدن، وأجرى بحثاً لمعرفة ما إذا كان من الممكن تنفيذها من «الحديد»، واستخدم الصوت الصادر للمعدن كميزة تضيف للعرض، ويوضح أنها تجربة أخذت وقتاً طويلاً وبعد الانتهاء من تصنيعها، راوده سؤال «إزاى أحركها؟» ليرى بعد ذلك أنها أصبحت أشبه بالإنسان الآلى، وأطلق عليها «مستر صفيحة».
أما عن فرقة «خيوط» فيقول إنها تتكون من خمسة أشخاص لكل فرد دوره بالإضافة إلى عمل دورات تدريبية على العرائس الماريونيت، وتتميز الفرقة بالصليب المختلف لكل عروسة على حسب أهمية الجزء المستخدم مثل «الراقصة زيزى» يعتبر الخصر هو أهم الأجزاء ويكون الصليب ملائماً لحركة الخصر. لم تكن «مستر صفيحة» و«خيوط» وحدهما آخر صيحات العرائس المتحركة، إذ يسعى جون ميلاد، مؤسس فرقة «ولسه» لاستخدام العرائس فى علاج القضايا الاجتماعية مثل التحرش الجنسى والعنف الأسرى أو تهميش المرأة، ويصنف جون ميلاد العلاج إلى نوعين، أولهما «عروسة الحكى» أو البوح وتعتمد على استخدام الأيدى أو الوجه ويرتديها الشخص الذى يريد العلاج ويبدأ فى الحديث بطريقة سهلة. ويضيف أن تصميم العروسة يصبح على حسب الحالة، أما الطريقة الثانية وهى عروسة «الاستشفاء» فتتمثل فى وضع مواد بارزة مثل القش أو الأرز حول أماكن العنف فى الجسد، ولأنه نوع جديد من العرائس فعلى الشخص ارتداء العروسة التى فصلت من أجله وبحسب حجمه ثم يبدأ الشخص فى الحديث أو التمثيل، وتكون العروسة حسب حجم الشخص أو يتضاعف حجمها من خلال الأذرع والأرجل.
يقول جون «إحنا لينا شغلنا الخاص بنوفر منه فلوس علشان نعمل الفن»، ويضيف أن الأهم من الدعم المالى هو الدعم النفسى: «الناس بقت تجيب الأراجوز يتنطط فى أعياد الميلاد.. ومحدش بيشوف إن العرائس بتعالج مشاكل اجتماعية».