وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن حرائق لوس أنجلوس بأنها «مشهد حرب»، إذ تستمر الحرائق الرئيسية المتعددة في التهام الأحياء في جميع أنحاء المدينة، قائلًا: «لقد ذكرني ذلك بمسرح الحرب، حيث كان لديك أهدافًا معينة تعرضت للقصف»، حسبما ذكرت صحيفة «الجارديان» البريطانية. ماذا قال بايدن عن حرائق لوس أنجلوس؟ مشهد حرب وانتقد بايدن من المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض خلال إحاطة بشأن الحرائق، الرئيس القادم دونالد ترامب، الذي «نشر معلومات مضللة حول النيران التي جرى تضخيمها بعد ذلك على وسائل التواصل الاجتماعي»، قائلًا: «سيكون لديك الكثير ممن يحاولون الاستفادة منها». خسائر فادحة تتعرض لها أمريكا وارتفعت حصيلة ضحايا حرائق الغابات المدمرة في منطقة لوس أنجلوس إلى 10 أشخاص، وفقًا لمكتب الطب الشرعي، وتُقدر الخسائر الاقتصادية الناتجة عن هذه الحرائق، التي تُعتبر الأكثر تدميرًا في تاريخ كاليفورنيا، بما يتراوح بين 135 و150 مليار دولار. جحيم يمشي على الأرض ومركبات على متنها آلاف البشر تسرع في الهروب خشية أن تلتهمها ألسنة النيران . pic.twitter.com/mCKrH5YU3g — موسكو MOSCOW NEWS (@M0SC0W0) January 10, 2025 وتتوقع شركات تحليل مالي كبرى، مثل «مورنينج ستار» و«جيه بي مورغان»، أن تتجاوز الخسائر في صناعة التأمين 8 مليارات دولار. وأفادت سلطات الإطفاء بأن عدد المباني التي دمرها حريق «باليساديس» يصل إلى أكثر من 5300 مبنى، بينما تجاوز عدد المباني التي دمرها حريق «إيتون» 5000 مبنى. ولا يزال من الصعب تقدير حجم الخسائر الناجمة عن الحرائق، نظرًا لاستمرار أعمال الإطفاء. واعتبر كبير خبراء الأرصاد الجوية في «أكيوويذر» جوناثان بورتر، أن هذه الحرائق السريعة المدفوعة بالرياح تُشكل إحدى أكثر كوارث حرائق الغابات كلفةً في تاريخ الولاياتالمتحدة الحديث. وأعلنت السلطات الأمريكية ارتفاع عدد المنازل المتضررة جراء حرائق كاليفورنيا التاريخية إلى 5 آلاف منزل، بحسب شبكة «ABC NEWS» الأمريكية. كما يُتوقع استمرار الحرائق المدمرة في الانتشار عبر جنوب كاليفورنيا وسط ظروف جافة وعاصفة ورياح قوية، ولا تزال الحرائق تحت السيطرة بنسبة 5%، كما صدرت أوامر لنحو 200 ألف شخص بالإخلاء. إعلان حالة الكارثة الكبرى ووافق الرئيس الأمريكي جو بايدن على إعلان حالة الكارثة الكبرى على المستوى الفيدرالي لمدينة لوس أنجلوس. وأكد أن الحكومة الفيدرالية ستغطي 100% من الاستجابة للكوارث الناجمة عن حرائق الغابات في لوس أنجلوس لمدة 180 يومًا، ارتفاعًا من 75% إلى 90% التي يتم تغطيتها عادةً، مضيفًا أن الزيادة تأتي بناء على طلب من حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم. وأوضح: «سوف يجري تمويل أشياء مثل إزالة الحطام، والمواد الخطرة، والملاجئ المؤقتة، ورجال الاستجابة الأولية والرواتب وجميع التدابير اللازمة لحماية الأرواح والممتلكات والأشخاص». الدعم من الحرس الوطني وبحسب «ABC NEWS»، طلب عمدة مدينة لوس أنجلوس الدعم من الحرس الوطني في كاليفورنيا لتأمين مناطق الإخلاء، ومراقبة حركة المرور ومنع عمليات السرقة، بحسب ما قاله قائد شرطة المقاطعة روبرت لونا، خلال مؤتمر صحفي. وأضاف: «خلال الساعات ال24 الماضية أو نحو ذلك، كان لدينا ما يقرب من 400 عضو من الحرس الوطني في جميع أنحاء الولاية على استعداد لدعمنا، وكما ذكرت للتو، فسوف يأتون، نتوقع أن يكونوا في الموقع في أقرب وقت ممكن الليلة». أسباب حرائق الغابات في أمريكا في يوم وليلة أصبحت قطعة من الولاياتالمتحدةالأمريكية جحيمًا، بسبب حرائق كاليفورنيا التي تسببت في خسائر فادحة. ولا تزال قوات الإطفاء الأمريكية تحاول السيطرة على الحرائق، في ظل وجود أجزاء كبيرة من مقاطعة لوس أنجلوس تحت تحذير اللون الأحمر، بحسب موقع صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية. ومع احتراق الغابات، فإنها تطلق كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون والملوثات الأخرى في الغلاف الجوي، ما يسهم في تغير المناخ ويؤثر على جودة الهواء على بعد آلاف الأميال. وفقًا لما ذكر معهد الموارد العالمية «World Resources Institute»، فإن النيران تشتعل في أمريكا، بشكل قياسي حتى في النظم البيئية الرطبة، بجانب درجات الحرارة المرتفعة والجفاف المستمر الذي أججته ظاهرة النينيو التي انتهت في وقت سابق، فضلًا عن التغيرات طويلة الأجل الناجمة عن إزالة الغابات وتغير المناخ، وتشير الدلائل إلى أن إزالة الغابات في حد ذاتها مسؤولة عن التغيرات الإقليمية في أنماط الطقس التي أدت إلى موجات جفاف أكبر وأشد، ما يجعل الغابات أكثر عُرضة للحرائق. وتعد الحرائق في الغابات الشمالية، جزءًا طبيعيًا من النظام البيئي، ولكن الحرائق في الغابات الاستوائية الرطبة مثل غابات الأمازون نادرة جدًا وتسببها الإنسان بالكامل تقريبًا. رياح «سانتا آنا» وفقًا ل«b.b.c» البريطانية، فإن الحرائق تنتشر بوتيرة سريعة بسبب رياح سانتا آنا الشديدة التي بلغت سرعتها 80 ميلًا في الساعة (129 كيلومترا / ساعة)، حتى وصلت إلى 100 ميل في الساعة (161 كيلومترا / ساعة) في بعض المناطق الجبلية. ورياح «سانتا آنا» هبات قوية وجافة تهب من المناطق الداخلية الشاسعة من الصحراء الغربية في الولاياتالمتحدة إلى جنوب كاليفورنيا. وتتسبب الرياح في انخفاض الرطوبة، لما تطلقه من هواء جاف ودافئ يدفع نحو الساحل ما يؤدي إلى تجفيف النباتات المعرضة للحرائق وتحفيز النيران. وعلى الجانب الآخر، كانت الظروف الأخيرة في جنوب كاليفورنيا عاملا مساعدا في الحريق، بسبب الجفاف المتسبب للكثير من الأشجار والأعشاب والشجيرات للاحتراق سريعًا. ورغم أن شمال كاليفورنيا تستقبل الكثير من الأمطار هذا الشتاء، لكن هناك انقساما في هطول الأمطار في الولاية، وفقًا لعالم المناخ بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس دانييل سوين، الذي أكد أن أجزاء من جنوب كاليفورنيا كانت في أشد فترات الجفاف منذ أكثر من 150 عامًا. أزمة المناخ وفقًا لعالم المناخ فإن تصادم الرياح العاتية والظروف الجافة يؤدي إلى تفاقم الحرائق التي تحرق لوس أنجلوس، إذ تسببت درجات الحرارة العالمية المرتفعة، الناجمة عن حرق الوقود الأحفوري، في زيادة طقس الحرائق بسبب جفاف النباتات والتربة وانخفاض الرطوبة. وفقًا لما ذكره الباحثون فإن حالة الطوارئ المناخية الناجمة عن الإنسان أسهمت في زيادة بنسبة 172% في المناطق المحروقة في كاليفورنيا منذ سبعينيات القرن الماضي، مع توقع انتشار أكبر في العقود المقبلة. التحذير من الرياح الشيطانية.. ماذا فعلت؟ جدير بالذكر أن الخوف من حرائق غابات أمريكا، بدأ من أكتوبر 2024، حينما حذرت هيئة الأرصاد الجوية بولاية كاليفورنيا الأمريكية، جميع السكان من «رياح شيطانية» سرعتها بين 45 إلى 60 ميلًا في الساعة قد تمتد إلى 40 يوما، وهي رياح حارة جافة تهب من الشمال الشرقي للولاية الأمريكية، وتزيد من احتمالية خطر اندلاع الحرائق وفقًا لخدمة الأرصاد الجوية الوطنية.