مفتي الجمهورية: المقاصد الشرعية تعكس رحمة الشريعة وعدالتها للبشرية

أكد الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، أن الحديث عن المقاصد الشرعية يعكس قيمة كبيرة في فهم الشريعة الإسلامية، مشيرا إلى أن هذه المقاصد تسهم في تجلية ما يتعلق بالشريعة من رحمة وسعة ومرونة وعدل، ما يجعلها شريعة ربانية مصدرها الله سبحانه وتعالى، وما يحقق الخير للبشرية.
العدالة والتوازن في الشريعة
وأوضح «عياد»، خلال حلقة برنامج «مع المفتي» المذاع على قناة «الناس»، أن المقاصد الشرعية تنطوي على معانٍ عظيمة تشمل القصد والتوجه والاعتدال، كما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية، مؤكدا أن الشريعة الإسلامية تدعو إلى الاعتدال في كل شيء، متأصلة في آيات القرآن الكريم والسنة النبوية، مثل قول الله تعالى: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًى).
وأشار مفتي الديار المصرية، إلى أن علم المقاصد الشرعية قائم بذاته، نشأ في أحضان علم أصول الفقه، وله دور كبير في الكشف عن العلل والأهداف التي تقف وراء الأحكام الشرعية، موضحا أن هذا العلم يسهم في تجلية حقيقة الشريعة بأنها صالحة لكل زمان ومكان، ما يساهم في رد الاتهامات التي تشير إلى أن الشريعة بعيدة عن واقع الناس.
المراتب الثلاثة للمقاصد الشرعية
وتناول الدكتور عياد، المراتب الثلاثة للمقاصد الشرعية: الضرورية، والحاجية، والتحسينية، قائلا إن المقاصد الضرورية تتعلق بالحفاظ على الدين والنفس والنسل والعقل والمال، وهي أساسية لحفظ النظام الكوني والمجتمعي، لافتا إلى أن المقاصد الحاجية تتعلق بالأمور التي تخفف المشقة عن الناس، مثل الرخص في حالات معينة كالطعام في رمضان أو قصر الصلاة في بعض الحالات القصوى.
وفيما يتعلق بالمقاصد التحسينية، أوضح المفتي أنها تتعلق بتحقيق الجمال في السلوك والكون، مؤكدا أن غياب هذه المقاصد لا يؤدي إلى الفساد أو الهلاك، لكن وجودها يعطي الحياة شكلا أجمل ويحقق التعاون والتآخي بين الناس، مستشهدا بكلام النبي صلى الله عليه وسلم: «حبب إليَّ من دنياكم ثلاث...».
الشريعة الإسلامية: مرونة وعدالة لكل زمان ومكان
وشدد الدكتور نظير عياد، على أن المقاصد الشرعية تعتبر ربانية، تعتمد في جوهرها على نصوص الشارع الحكيم، وهي تؤكد أن الشريعة الإسلامية هي مرنة، عادلة، ومناسبة لكل زمان ومكان، ما يجعلها الطريق الأمثل لتحقيق الخير للإنسانية.