«نادي الغناء الرجالي»، تلك الفكرة التي كانت بديلاً لكثير من الرجال في تونس عن «المقاهي»، كانت وراءها سيدة شجعتهم عليها، ليصبح من أكثر المبادرات الفنية تميزا وإثارة للاهتمام في الوقت الحالي بعد أن حظى على متابعة واهتمام واسعين. وراء هذا المشروع يقف سامي الصندلي، مؤسس النادي، الذي وجد في الغناء وسيلة لتعزيز الروابط وإفراغ الطاقات الكامنة لدى الرجال، وبابا لاكتشاف المواهب والأصوات الرجالية المميزة بمزيج من الأغنيات الحديثة والطرب القديم في تونس. فكرة تأسيس منادي الغناء الرجالي «الفكرة جاءت من زوجتى».. بهذه العبارة بدأ «سامى» حديثه بابتسامة تعكس امتنانا وتقديرا، فمَن كان يظن أن نواة هذه الفكرة انطلقت من سيدة، لتصبح لاحقا كورالا مخصصا للرجال فقط: «الهدف كان بسيطا ولكنه عميق، وهو توفير مساحة مريحة ومنسجمة للرجال لممارسة هواية الغناء، بعيدا عن التوقعات النمطية والقيود المجتمعية». ويحكى مؤسس نادي الغناء الرجالي ل«الوطن»، عن نوع الفن الذي يقدمونه: «أردنا مكانا يعبر عنا، فالفكرة كانت تكمن في تقديم أغنيات تتماشى مع طبقات أصوات الرجال وأذواقهم، وتتناول موضوعات قريبة من قلوبهم، لم نضع شروطا صارمة للانضمام، كل ما تطلبه الأمر هو حب صادق للموسيقى ومستوى موسيقي محترم». انتشار الفكرة عبر منصات التواصل الاجتماعي المشروع الذى بدأ بسيطا تطور بسرعة كبيرة، خاصة بعد انتشار مقاطع الفيديو الخاصة بالكورال على وسائل التواصل الاجتماعي. وبطبيعة الحال، لم تخلُ التعليقات من الآراء السلبية، لكن «سامى» وفريقه كانوا على أتم استعداد لتقبلها بروح رياضية، إذ قال «سامي» بفخر: «التعليقات الإيجابية كانت كثيرة، والفكرة لاقت شكرا واستحسانا كبيرين». ومن المواقف الطريفة التى رواها «سامى» أن أغلب الاستفسارات التى تلقوها كانت من النساء يسألن عن كيفية انضمام أزواجهن: «يبدو أن السيدات وجدن فى هذه الفكرة شيئاً مميزاً ومثيراً للإعجاب، وربما فرصة لأزواجهن للتعبير عن أنفسهم بطرق جديدة». يعبر «سامى» عن سعادته بالعمل الجديد الذى غيّر نمط حياته كلياً: «نتطلع إلى تقديم عروض وحفلات قادمة ستبرز ما نحمله من شغف وتميز، الغناء ليس حكراً على أحد».