مراسم حزن جنائزية في عدة مدن تركية، ودقيقة صمت للحكومة والمسؤولين في أنقرة عقب الاجتماع الأمني الذي ترأسه رئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو الأربعاء 22 يوليو، حداداً على أرواح الضحايا الذين قتلوا جراء التفجير الذي وقع في مدينة سروج بولاية شانلي أورفا الحدودية مع سوريا في الأيام القليلة الماضية. وبعد الاعتداء الدامي الذي هزَّ مدينة سروج وأودى بحياة 32 شخصًا على الأقل، وأصيب 100 آخرين بجروح، اشتعلت نار الحسرة داخل البلاد، ونظم المئات من الأتراك مظاهرات حاشدة تندد بالهجوم الإرهابي، وتحمل المسؤولية للرئيس التركي وحكومته عن حادثة سروج. وشككت أصوات بسياسة أنقرة المتساهلة مع المنظمات الإرهابية التي تقاتل النظام السوري واتهمت الحكومة بأنها لم تقدر خطر التهديد الإرهابي. وعلى عكس العديد من الدول التي تتعرض لهجمات إرهابية، حاولت الحكومة التركية أن تكون أكثر تنصلًا تجاه مسؤوليتها من حادثة التفجير الإرهابي الانتحاري الذي استهدف تجمعًا لاتحاد الشباب الاشتراكي اليساري في سروج، قبالة مدينة عين العرب شمال سوريا. وبدورها استخدمت قوات الأمن خراطيم المياه والرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع لتفريق حشود المتظاهرين في إسطنبول، ومنعت المتظاهرين من التجمع في الساحات الرئيسية للمدن التركية الأخرى. واعتقلت الشرطة التركية عددًا كبيرًا منهم بعد مشاركتهم في المظاهرات، المنددة بسياسة الحكومة المتهاونة تجاه التنظيمات الجهادية، أمس، ما دفع الحكومة التركية إلي تعزيز الأمن في البلاد. وسادت أجواء من التوتر في تركيا عقب الحادث وشنَّت أنقرة غارات على مواقع تنظيم "داعش" داخل الحدود السورية، وعلى مواقع للميليشيات الكردية في شمال العراق، في حملة تقول السلطات التركية إنها تستهدف اجتثاث جذور الإرهاب، ورغم اختلاف حزب العمال الكردستاني عن تنظيم "داعش" فكرًا وأسلوبًا، إلا أن السلطات التركية تلقي اللوم على الحزب في أحداث العنف التي تقع في البلاد.