سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الوطن» مع المعتصمين أمام مكتب وزير الآثار.. «يا ثورة ما تمت» العشرات يقضون ليلتهم على «البلاط».. وأمن الوزارة يمنع الطعام والغطاء.. و«الإسعاف» تنقل ثلاث حالات
ثلاثة أيام فى انتظار الوزير على باب مكتبه، شباب يقتربون من منتصف العمر يحلمون بوظيفة تمنحهم حد الكفاف وتحميهم من مذلة السؤال، افترشوا الأرض يواجهون البرد وقسوة الأمن الذى منع عنهم الطعام ومشكلتهم فقط أنهم استبعدوا من تعيينات وزارة الآثار بسبب سقوط أسمائهم من الكشوف «سهوا». فشلت محاولات ما يقرب من 40 شابا لمقابلة الوزير محمد إبراهيم الذى لم يذهب إلى مكتبه منذ بداية الاعتصام السبت الماضى، ورغم أن الأمن منع الدخول والخروج لغير العاملين فإن «الوطن» نجحت فى قضاء ليلة مع المعتصمين. «تجاوزت الخامسة والثلاثين وملأ الشيب شعرى ولا أزال أنتظر التعيين».. بتلك الكلمات بدأ محمد حمدى كلامه، وأضاف: مشكلتنا أن الوزارة تجاوزتنا وعينت دفعات تالية وحينما تظلمنا كان الرد «سقطت أسماؤكم سهوا وما باليد حيلة»، لنفاجأ بتعيين دفعات 2008 و2009، ونحن خريجى سنة 1999 و2000 تركونا. ويقول سيد علاء: أنا من أوائل الثانوية العامة وتخرجت فى كليتى بتقدير عام جيد جدا وأعمل مندوب مبيعات منذ خمس سنوات.. وأضاف، تاركا اللقيمات القليلة التى نجح فى تهريبها إلى زملائه المعتصمين: مللت وتعبت من حالة «اللف» المستمرة منذ الصباح وحتى المساء على شركات قد أكون أفضل من عشرات العاملين بها لا أقابل إلا الإهانة، والكارثة الحقيقية أن سبيلنا الوحيد كخريجى آثار هو العمل فى مجال تخصصنا. «لن نغادر المكان إلا على جثثنا ولو أغلقوا كل السبل».. هكذا قال ل«الوطن» محمد ناصر من أمام عربة الإسعاف التى تم استدعاؤها لنقل أحد المعتصمين بعد إصابته بإعياء شديد، مضيفا أن ثلاثة من زملائهم المشاركين فى الاعتصام تم نقلهم إلى المستشفيات بعد أن أصابهم الإعياء الشديد من البرد القارس وقلة الطعام. بعد ساعات طويلة قضيناها معهم فشلنا خلالها فى الخروج من الأبواب المغلقة وبعد عدد من المحاولات سمح لنا بالخروج من الأبواب الخلفية.. خرجنا ولسان حالنا يقول «يا ثورة ما تمت».