حينما يكون الحب حقيقيا والمشاعر صادقه تكون لغه الصمت هى اللغه السائده على الحوار ... ينظر كلاهما للاخر ينتظر منه كلمة، قالت له تكلم .فنطق صامتا ..فقالت انت كاتب فكيف لاتستطع الكلام .. فوقف صامتا مرتبكا ثم اخرج من جيبه منديلا ومسح جبينه المبتل رغم بروده الجو !!وكأن الكلام قد ذاب كتسخين المذيب فى المذاب ..نظر فى عيناها وجد بحورا من الشعر تكتب فيها ..مسح جبينه مره اخرى وسيطر على نفسه ثم فتح اجندته التى طالما لايطلع عليها احدا ..ليجعلها تقرأ اخر كتابته ..هو يعلم انها قرأتها من قبل ولكنها ابتسمت واخذتها منه وبدءت تقرأفيها كأنها تقرأها للمره الاولى ..اعطاها الاجنده لكى يشغلها بالقراءه حتى يحنو عليه الوحى بأى كلمات ..ولكنه مسكين خذله الوحى وغدرت به الكلمات .. مازال صاحبنا صامتا والوقت يمر ويظنا الساعه دقيقه واللقاء بموعد محدد سينتهى .. نظر لها نظره العاشق الولهان وعلى الرغم من كونه كاتب مخضرم فكره حاضر وقلمه مترجم جيد للواقع .عذب اللسان فصيح الا انه وقف كالطفل الذى يتعلم النطق ..ينظر فى عيناها ويحدق النظر ثم ينظر الى الارض خجلا او لانه لم يستطع النظر طويلا لعيناها الساحرتان لا استطيع تفسير ذاك المشهد ..ولكن ما اعرفه عن صاحبنا انه جرئ .. همس قائلا لم اكن متوقع ان نتلاقى بعد فراق دام لعمر .فتبسمت وقالت لعل يكون الحب قد انتصر ! تكلما برهه ثم سرحا فى ماضيهما الحافل بالذكريات وعادت لغه الصمت هى اللغه السائده على الحوار .يقولون ان الصمت لغه العظماء ولكنى وقفت امام هذه المقوله متعجبا هل يقصدون بالعظماء العشاق ؟!ام ان المقوله خطأ ..تبسما كلاهما دون معرفه سبب الابتسامه وودا ان يلتحما ببعضهما التحام الجزء بكله ولكن ضوابطهم الشرعيه لاتسمح لهم بفعل ذالك كما ان عيون الناس تحيطهم من كل جانب ..صمت ثم صمت ثم صمت ثم قال صاحبنا هذا حلم ام حقيقه ؟! فردت بابتسامتها التى لاتفراقها مادامت معه قائله الم تقل ان احلامك معى واقع لن تعيش افضل منه!