قال جمال طه، الكاتب والباحث في شؤون الأمن القومي، إن اختيار الأول من يوليو لتنفيذ العملية كان يأتي ضمن عملية تمدد تنظيم "داعش" الإرهابي في المنطقة، استكمالًا لما فعله التنظيم في مدينتي الموصل والرمادي في العراق، أو سرت في غرب ليبيا، ليكون "1/7" هو يوم لاحتلال الشيخ زويد، وهو ما يؤدي إلى عزل رفح، وحصارها عن الإمداد والدعم، فتقع رهينة إرهاب الشيخ زويد وإرهاب حماس بقطاع غزة، يتم بعدها الإعلان الرسمي عن ميلاد ولاية شمال سيناء. وأضاف "طه"، في حوار ل"الوطن"، أن "الجماعات الإرهابية تحركت تحركات الجيوش، وليس جماعات الإرهاب، بدءًا من وجود عناصر استطلاع ورصد لها ثم مجموعات إرباك للجنود والمواقع التي يستهدفونها عبر السيارات المفخخة والقصف الثقيل، ثم عناصر اشتباك وتعامل وقنص، ثم وجود صفوف ثانية لتعويض الخسائر التي تقع في صفوف المهاجمين نتيجة لجهود أبنائنا من القوات المسلحة في صدهم والتعامل معهم، ومجموعات للتصوير وتسجيل مسار المعارك لنشرها، وفضائيات تروج أكاذيب لهدم الروح المعنوية للجنود والرأى العام، وتلك التركيبة التي ظهرت لا تقل بأي حال من الأحوال عن تعامل الجيوش". وكشف أن قواتنا المسلحة تمكنت من التعامل معهم عبر ثلاث نقاط رئيسية؛ الأولى أن عناصر إرباك جنودنا لم تنجح في مهمتها في معظم الكمائن ونقاط الارتكاز، ليبدأ رجالنا في اصطياد المهاجمين، وكذا وهو الأهم عناصر الصف الثاني منهم، والثانية نجاح عناصر الجيش في عملية "الإبرار الجوي" خلف خطوط العمليات بالشيخ زويد، عند حدودها مع رفح ليتم حصار الإرهابيين بين قوات الإبرار والقوات الموجودة في رفح وتلك المتمركزة غرب الشيخ زويد، وأخيرًا دور قواتنا الجوية، ودقة الرصد والتعامل مع العناصر الإرهابية التي كانت لديها إمكانيات كبيرة مثل صواريخ "الكورنيت" الروسية الموجهة بالليزر والمضادة للدروع والطيران المنخفض. وتابع أن الطابور الخامس بداخل البلاد خدّموا على هذا المخطط، ومنهم من تحدث عن أن أيامًا قليلة وسيضطر نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي ل"الجري" وراء الإخوان ليطلب منهم المصالحة بعد نجاح "داعش" في إنشاء ولاية له في سيناء، ومنهم من طالب بتدخل دولي في سيناء، ناهيك عن الدعاوى لتضامن كل القوى والعناصر التي تستهدف الوطن، قائلًا: "كنا أمام مخطط لإدخالنا في أوضاع تشبه ما تتعرض له العراق، وليبيا، وسوريا، حاليًا"، مشيرًا إلى أن هناك ثغرات يتم من خلالها تعزيز قوة العناصر الإرهابية، ومدّهم بالأفراد، والأسلحة، وغيرها من الأمور. وكشف عن تلك الثغرات، قائلًا: "الحديث عن الأنفاق فى الحدود مع غزة طال، ولا بد من التعامل معه، وليكن بحفر خندق موازٍ لطول الحدود مع قطاع غزة حتى يصل عمقه إلى منطقة المياه الجوفية لنضمن غمره بالمياه بشكل تلقائى، دون الحاجة لغمره بمياه البحر حتى لا تتعرض المنطقة لأى نتائج سلبية مثل غمر مناطق بالمياه ما قد يعيق تحرك قواتنا أو حدوث هبوط أو انهيارات أرضية فى مناطق أخرى بما سيوفر لنا السيطرة على الأنفاق بشكل كبير. كذلك هناك المنطقة الساحلية سواء فى الساحل الشمالى من غرب العريش لرفح، والطرف الجنوبى من خليج السويس لشرم الشيخ، وهناك تسريبات عن وجود غواصات صغيرة تعمل على تهريب الأفراد، والأسلحة، والذخائر سواء من قطاع غزة أو مقبلة من السودان، إلى داخل البلاد، مما يستوجب تكثيف عمل الدوريات البحرية، وزيادة عددها لمواجهة تلك الأخطار المحتملة، ومنعها من التكرر، كما أن العناصر الإرهابية استخدمت عمارات بعد اقتحامها، واحتلال أسطح المنازل، واتخذت من الأهالى دروعًا بشرية لتغطى على عملياتها الإرهابية". وطالب بتهجير كل السكان الموجودين شرق مدينة العريش، ما سيعطي قواتنا المسلحة الحرية للقضاء على العناصر الإرهابية الموجودة هناك، والتعامل وفقًا لما يستحقه الموقف.