حينما يمتزج الصوت العذب بالإحساس الروحي يتألق أحمد العمري، الذي لُقّب ب«خليفة النقشبندي»؛ ليحمل إرثًا ثقيلًا من الفن الصوفي، بصوته الذي يسافر بالسامعين إلى أجواء من الذكر والتأمل، ليكون أحد أبرز الأصوات في مجال الإنشاد، محققًا شهرة واسعة في العالم العربي والإسلامي، وفي كل ظهور له يحمل العمري رسالة من القلب إلى القلب، تجمع بين الإخلاص الفني والروحانية، ليخلق حالة فريدة من السمو والصفاء. ويشارك أحمد العمري ضمن فعاليات مهرجان الموسيقى العربية في دورته ال32، يوم الثلاثاء الموافق 15 أكتوبر. من هو أحمد العمري خليفة النقشبندي؟ المنشد الديني أحمد العمري، الذي أُطلق عليه «خليفة النقشبندي» من مواليد قرية طوخ في محافظة القليوبية، بدأ اهتمامه بالإنشاد الديني منذ دراسته في الكلية، فكان الشيخ الراحل سيد النقشبندي أول من قلّده من قراء ومبتهلي إذاعة القرآن الكريم، ثم بدأ يتتلمذ على يد الشيخ سعيد حافظ ما يقرب من 3 سنوات بعدما اكتشف فيه والده موهبة الإنشاد الديني. يقول «العمري» في لقاء تليفزيوني مع الإعلامية منى الشاذلي، إنّه على الرغم من تاريخه الطويل في الإنشاد الديني، إلا أنّ مقطع فيديو ظهر فيه يؤدي بعض الأناشيد والابتهالات كان سببًا في شهرته الواسعة، وحصد المقطع أكثر من 40 ألف مشاهدة في غضون ساعات قليلة، ويُرجع المنشد الديني الفضل في ذلك للفنان أحمد حلمي الذي شارك المقطع عبر حسابه الرسمي. ويحكي الشيخ أحمد: «رغم إنّ بقالنا زمن بنقول إنشاد ديني وبنعمل حفلات كتير، لكن كان الفضل لربنا في المقام الأول ثم الفنان أحمد حلمي أن الفيديو ينتشر بالطريقة دي، رغم أنّنا مكناش مرتبين وكنا نازلين نتفسح في السيدة زينب ويلا يا شباب نصور فيديو قالولي قول مولاي، قولتلهم قولناها كتير قالولي لأ قولها، وبعدها الحمد لله حقننا مشاهدات عالية». «العمري» يشحن روحه بالطاقة النورانية حالة من الذكر والصلاة على النبي، صلّ الله عليه وسلم، يعيشها الشيخ أحمد العمري قبل الصعود إلى خشبة المسرح، بعدما كانت تتملكه مشاعر الخوف والرهبة من الإنشاد أمام الجمهور، إذ يرى «العمري» أنّ المنشد يجب أن يكون على قدر كاف من الإعداد الروحى والقرب من الله عز وجل، حتى يستطيع أن يشحن روحه بالطاقة النورانية؛ للاندماج مع الكلمات بصدق المشاعر فيصل إلى أعماق مستمعيه، وهو ما يستدعي أن يكون المنشد أو المبتهل على قدر كبير من الإخلاص تجاه ربه وتجاه المعاملات الإنسانية. وعلى الرغم من عشقه للشيخ النقشبندي، فإنّه يفضل أن يُعرف بين جمهوره باسم الشيخ أحمد العمري، وليس «خليفة النقشبندي»، فهو ليس خليفة لأحد وإنّما يتشبه بالكرام مثل الشيخ النقشبندي، واستشهد بقول الشاعر: إن التشبه بالكرام فلاحُ. أنا مجرد محب عاشق. ويقول أحمد العمري: «أنا أحب أن أكون أنا أحمد العمري العبد الفقير إلى الله، ف الشيخ النقشبندي له حنجرة ذهبية لن تتكرر ويمتلك مددا خاصا، ونحن فقط نمشى في ظله وعلى نهجه، ويكفيني شرفًا أنّه كان سببًا في أن أصل إلى هذا المدد، فقد تعلمت منه محبة سيدنا النبي وإزاي أنشد له عليه الصلاة والسلام، واتعمقت بشكل كبير في مجال الإنشاد الديني». الشيخ أحمد العمري غاص بعمق الأناشيد، ف راح ينقل كل ما قيل عن المشايخ ويحفظه، ولم يقف عند هذا الحد، بل انطلق ليكون الصوت المؤثر في المحافل الدينية، وأصبح عضوًا في فريق الإنشاد الديني في دار الأوبرا، ثم أصبح سوليست غناء فردي تواشيح وابتهالات دينية، كما استطاع أن يتربع على عرش المراكز الأولى في «مسابقة إبداع» الخاصة بوزارة الشباب والرياضة، ومسابقة «أنبل الأصوات» تحت رعاية الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ومسابقة «الفائزون الدولية ف الابتهالات» على مستوى العالم الإسلامي في بورسعيد.