لا أحد يستطيع مجاراة مصر في فنون المديح النبوي والإنشاد الديني، فكما صدحت أصوات كبار المنشدين قديمًا في كل بقاع العالم الإسلامي وخطفت القلوب والأسماع، فإن الواقع يشهد بأن المدرسة الإنشادية المصرية لا تزال عريضة الجدران متينة البنيان.. وكان هذا الحوار مع المبتهل والقارئ محمد عبد الرءوف السوهاجي، أحد أبرز المنشدين الشباب: • رغم سنك الصغيرة لكن تأثيرك كان واسعا في مجال الإنشاد.. ما أهم المؤهلات التي حصلت عليها؟ - إنني أشكر الله دائما علي موهبة الصوت الذي أعتقد أنه هبة ونفحة من السماء.. أما المؤهلات فهي كثيرة: مبتهل بالإذاعة والتليفزيون، وعضو مجلس إدارة نقابة العاملين بالإنشاد الديني والمبتهلين، وعضو نقابة محفظي وقراء القرآن الكريم، وحصلت علي ليسانس أصول الدين جامعة الأزهر الشريف، وعلي شهادة عالية القراءات، وحصدت العديد من الجوائز المحلية والعالمية في الإنشاد الديني وقراءة القرآن منها: المركز الأول علي العالم في تجويد القرآن الكريم عام 2005 في المسابقة العالمية لحفظ وتجويد القرآن بوزارة الأوقاف، والمركز الأول في مسابقة الإنشاد الديني بوزارة الشباب عام 2007، وجائزة أفضل أداء في الإنشاد الديني مناصفة لعام 2007 من دار الأوبرا المصرية، والمركز الثاني في مسابقة المزمار الذهبي النسخة الثانية في تجويد القرآن الكريم، والمركز الأول في مسابقة الإنشاد الديني من جامعة الأزهر الشريف عام 2012، وعلي الإجازة متصلة السند بسيدنا رسول الله صلي الله عليه وسلم في قراءة القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم وأجازني فضيلة الشيخ إبراهيم عبد العزيز عام 2018.. وتم تكريمي كأفضل منشد ديني لعام 2016 من مؤسسة الحسيني الثقافية. نعينع والبساتيني دائما للناجحين قدوة يريدون التشبه بها.. من كانوا قدوتك في القرآن والإنشاد؟ - قدوتي في قراءة القرآن الكريم القارئ الطبيب أحمد نعينع، وفي الابتهالات الدينية الشيخ عبد التواب البساتيني، رحمه الله، وفي الإنشاد الديني الشيخ ياسين التهامي والشيخ محمود التهامي، وفي المدائح النبوية د. أحمد الكحلاوي، وفي التواشيح الشيخ علي محمود والشيخ طه الفشني.. كما أنني ختمت القرآن الكريم حفظا وتجويدا وعمري 10 أعوام علي يد والدتي حفظها الله وبمتابعة والدي الشيخ عبدالرؤوف خلاف رحمه الله الذي كان يعمل مديرا لشئون القرآن الكريم بمنطقة سوهاج الأزهرية وكان قارئا للقرآن الكريم وكنت أمارس قراءة القرآن الكريم من الطفولة ثم سمعت المبتهل الشيخ عبد التواب البساتيني الذي حببني في الابتهالات الدينية ومن وقتها مارست الابتهالات والإنشاد. مدرسة الإنشاد ما أهم مطالب المنشدين الآن لإعادة البريق لهذا الفن الإسلامي؟ - رزقنا بنقيب المنشدين والمبتهلين الشيخ محمود التهامي الذي استطاع تخريج 10 دفعات من مدرسة الإنشاد الديني التابعة للنقابة والتي تشمل الكبار والصغار والشباب والفتيات الذين أتقنوا دراسة التواشيح التي تعتبر من أصعب ألوان الإنشاد الديني وغيرها من الموشحات والأناشيد ودراسة المقامات وغيرها من الدراسات المكثفة التي يقوم فيها كبار الأساتذة في هذا المجال بتدريب الطلبة علي هذا النوع من الفن الراقي وأصبحت لدينا مجموعات وأعداد كثيرة من المنشدين والمبتهلين وتم اعتمادهم بالإذاعة والتليفزيون، ومنهم من مثل مصر في مسابقات دولية، والنقابة الآن ترعي كل من لديه الموهبة الصوتية بدون مقابل وتقدم لهم كل الوسائل لتوصيل صوتهم وإبداعهم لأكبر طائفة داخل الوطن وخارجه أيضا، والشيخ محمود التهامي يُحارب لتحويل النقابة العمالية إلي مهنية لتتم رعاية المنشدين من خلالها رعاية كاملة وبفضل الله وافق مجلس النواب علي مناقشة هذا القرار وننتظر إعلان القرار بعد مناقشته وهذا سيكون تحولا في تاريخ الإنشاد الديني والابتهالات في مصر. منشد الشارقة ما رأيك في المسابقات العربية للإنشاد.. وهل أسهمت في عودة الاهتمام بالإنشاد؟ - أول المسابقات الدولية التي تقدم الإنشاد الديني بصورة تليق به هي مسابقة منشد الشارقة التي استطاعت أن تكون للمسابقة العالمية الأولي من نوعها التي ترعي الإنشاد الديني والمنشدين وتجوب في مشارق الأرض ومغاربها لاكتشاف المواهب ولم أر لها مثيلا في أي مسابقة أخري، لأنها تتم بقيادة وتنظيم غير عادي من ترتيب وتنسيق، وتعد الأكاديمية التي درست فيها معظم دراستي الفنية، وكنت متسابقا وممثلا للوطن فيها أمام 13 دولة أخري، والآن بعدما نلت شرف التحكيم فيها لعامين متتاليين رأيت الكثير من الإعداد والترتيب ونتمني أن تقام مسابقات مثل هذه في كل بقاع الدنيا ليصل صوت المنشد وإبداعه إلي القاصي والداني عسي الله أن يهدي به القلوب والأسماع. ما رأيك في مستوي الإنشاد الديني المصري الآن بعد وجود عدد من الفرق العربية؟ - مستوي الإنشاد في مصر يزدهي ويزدهر عاما بعد عام نظرا لعدة عوامل: أهمها نقابة العاملين بالإنشاد الديني والمبتهلين، لأنها بيتنا وعنواننا الذي خرج 10 دفعات من المبدعين في الإنشاد الديني والتواشيح والأناشيد، كما أن الفرق العربية لم تحتل الساحات المصرية، بل إن الشعب المصري يحب النظام والذوق العام والفن الأصيل وهذه الفرق الشامية تمتاز بهذا وأكثر فهم يقدمون إبداعا منمقا ومرتبا علي أكمل وجه ونحن المصريين اعتدنا علي هذا الإبداع. قارئ ومنشد هل يجوز للقارئ أن يعمل منشدا.. بدون خلط بين عمل كل منهما؟ - نعم يجوز للقارئ أن يعمل منشدا، وأقولها دائما: كل قارئ منشد وليس كل منشد قارئا، لأن القارئ يتمتع بعدة خصائص جليلة اكتسبها من فضل تلاوة القرآن الكريم، منها الخشوع وإتقان مخارج الألفاظ وأحكام التلاوة والتدبر والتفسير وغيرها من الخصائص التي تتوافر في قارئ القرآن الكريم؛ أما بالنسبة للمبتهل أو المنشد فلا يستطيع أن يكون قارئا متقنا للقرآن الكريم بدون هذه الخصائص.