قبل عام من الآن كان مقاتلو تنظيم «داعش» ينهون إزالة حواجز الحدود العراقية - السورية، وزرع الألغام على حدود بعض المدن التى سيطروا عليها بعد اجتياح الموصل فى 9 يونيو من العام الماضى، فى هجوم صيفى سيطروا من خلاله على أجزاء كبيرة من محافظة صلاح الدين ثم مدينة الرقة كاملة، إضافة إلى أجزاء من دير الزور وحلب، تمهيداً لإعلان الخلافة الإسلامية، ليعتلى أبوبكر البغدادى منبر أحد مساجد الموصل ليتلقى البيعة ك«أمير للمؤمنين»، ويعلن المتحدث باسم التنظيم أبومحمد العنانى دولة الخلافة التى حملت اسم «الدولة الإسلامية فى العراق والشام» فى 29 يونيو عام 2014، لتبدأ من وقتها معارك دامية ونهب لأسلحة ومستودعات الجيشين العراقى والسورى فى حرب ربح فيها التنظيم مساحة أرضية شاسعة تعادل مساحة بريطانيا. بدأ التنظيم معاركه باستراتيجية تعرف باسم «حرب البرق» وهى الحرب الخاطفة التى مكنته من السيطرة على الموصل وأجزاء كبيرة من محافظة صلاح الدين إضافة إلى مدينة الرقة، لم يكن لدى التنظيم القدرة على مواصلة القتال والزحف حتى بغداد بطريقة مباشرة، كان الوضع العسكرى يتطلب السيطرة على «ديالى» قبل الهجوم على بغداد، إضافة إلى نقل المعدات من سوريا إلى الحدود مع بغداد فى أوقات قصيرة لتفويت الفرصة على الأمريكيين، إلا أن غارات التحالف حالت دون الزحف نحو بغداد، إضافة إلى تمركز عشرات الآلاف من الجيش العراقى للدفاع عن عاصمتهم. من البنادق الخفيفة إلى الدبابات والصواريخ والطائرات.. هى رحلة التنظيم فى تطوير قدراته التسليحية والعسكرية التى بنيت أساسها على نهب مستودعات العدو والاستيلاء على معدات الأسرى وأسلحتهم، ففى أوقات قصيرة من بدء نشاط التنظيم تمكن من الاستيلاء على أسلحة مختلفة المصدر ما بين أمريكية الصنع وروسية وصينية وكرواتية، جميعها تشكل شبكة تسلح كبيرة تحتاج إلى حرب أرضية مباشرة لمواجهتها، إذ إن قرابة 6 آلاف غارة شنتها قوات التحالف الدولى ضد «داعش» لم تحقق نجاحاً فى القضاء على هذا التنظيم، حيث إن الأمر يحتاج إلى تدخل أرضى، وفق خبراء دوليين تناولوا مخاطر تمدد التنظيم فى العراق والشام، فى الوقت الذى يواصل فيه سيطرته على المدن العراقية والسورية والاستيلاء على أسلحة متطورة. «الوطن» ترصد قوة التنظيم بما يمتلكه من أسلحة ومعدات بعد عام من إعلان «الخلافة» التى تؤرق أمن المنطقة وسلامها. فى شهر نوفمبر من العام الماضى، أعد مجلس الأمن تقريراً حذر فيه من امتلاك تنظيم داعش أسلحة كافية لأن يخوض معارك قد تدوم لفترة تصل إلى عامين، وأن حجم الأسلحة التى بحوزته يجعله يتربع على عرش التنظيمات الإرهابية فى العالم كونه الأغنى والأكبر تسليحاً وعدداً. ووفقاً للتقرير، فإن «داعش» امتلك العديد من الأسلحة الأمريكية والروسية التى كانت بحوذة الجيشين العراقى والسورى، منها دبابات وعربات مدرعة ورشاشات ومضادات للطائرات، ومنها دبابة t-55 وهى دبابة سوفيتية تزن 36 طناً مسلحة ب43 قذيفة من عيار 100 ملم، إضافة إلى عدد من دبابة t-72 وهى إحدى أكثر الدبابات السوفيتية المنتشرة فى منطقة الشرق الأوسط، وتزن نحو 41 طناً بمدفعها الهائل 125 ملم، تطلق 44 قذيفة منها قذائف متفجرة وأخرى خارقة للدروع. ويعاون مقاتلى التنظيم فى ساحات المعارك عربات «هامبقى» الأمريكية التى تم الاستيلاء عليها من المستودعات والمعسكرات فى المدن العراقية، وهى من أشهر السيارة العسكرية الأمريكية متعددة المهام وعالية الأداء والأكثر استخداماً لدى الجيش الأمريكى، يبلغ طولها إلى 4.6 متر بعرض 2.1 متراً بخزان وقود يسع 95 لتراً وسرعتها 113 كلم ساعة، بينما يتسلح التنظيم بأسلحة خفيفة من بنادق كلاشينكوف روسية وبنادق أمريكية من طراز m-16 مع عدد هائل من الرشاشات الثقيلة والمتعددة ذات الصناعة الروسية والصينية والأمريكية. كما يرصد من خلال الصور والفيديوهات التى يبثها التنظيم امتلاكهم لقاذفة القنابل الخفيفة من طراز RBG-6 كرواتية الصنع وهى خفيفة الوزن ومعدة لاستخدام قوات المشاة، إضافة إلى مدافع «هاون» من طراز M198 وحصل عناصر «داعش» على هذه المدافع من قوات الجيش العراقى بعد فرارهم من قواعدهم، إضافة إلى مضادات للطائرات من طراز ZU-23، التى تحلق على ارتفاعات منخفضة وعربات مدرعة. وبالنسبة للصواريخ «أرض - جو» التى تثير الذعر لدى قوات التحالف والجيشين العراقى والسورى، تمكن التنظيم من امتلاك صواريخ «أرض - جو» من طراز FIM-92 Stinger وهى موجهة بالأشعة تحت الحمراء وتطلق من على الكتف، تم تصميمها من قِبل الولاياتالمتحدة، وتعمل بالوقود الصلب، وأثبتت جدارتها فى حروب عدة مثل حرب الفوكلاند والحرب السوفيتية فى أفغانستان وحرب يوغوسلافيا، وفى 24 من أغسطس الماضى نهب تنظيم «داعش» عدداً من أنظمة الصواريخ المضادة للطائرات من طراز «SA-16» من قاعدة «طبقة» الجوية السورية، وهى صواريخ روسية الصنع تعمل حالياً ضمن ترسانة الجيش الروسى، ويمكن للصاروخ ضرب المقاتلات وهو ما يهدد من تفوق القوات النظامية العراقية والسورية على تنظيم داعش بحسب خبراء دوليين، كما استولى التنظيم على 3 طائرات من طراز «ميج 21» من نفس القاعدة، ما أثار القلق لدى القوى النظامية فى حين أشار خبراء إلى عدم جدوى استخدامها أمام مقاتلات التحالف لكونها من الطرازات القديمة غير القادرة على إجراء المناورات فى الجو، بينما يظل التخوف من استخدامها ضد القوات الأرضية. وكان أول ما استعرضه التنظيم العام الماضى صواريخ «سكود» محملة على عربات تجوب به فى شوارع الرقة، تمكن التنظيم من الاستيلاء عليها من الجيش العراقى، إلا أنه حتى الآن لم يستخدم التنظيم هذه الصواريخ وسط آراء خبراء تزعم عدم سلامتها للإطلاق، وأن عرضها فى الشوارع كنوع من رفع الروح المعنوية لدى مقاتليه.