ما بين ساحة للترفيه ومنصة للتعبير عن الأراء، يشيع استخدام موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" في المملكة العربية السعودية بصورة كبيرة، ويصل عدد المشتركين فيه إلى ملايين. ووسط تلك النسبة الكبيرة من المشاركة في الشبكة الاجتماعية، تفرض الحكومة عددًا من القيود الصارمة على رواد الموقع، فقد تقود تغريدة صاحبها إلى السجن أو التعرض لعقوبة الجلد. وشهدت المملكة خلال السنوات القليلة الماضية أكثر من حكم سجن أو جلد، بسبب تغريدة أو تدوينة على مواقع التواصل الاجتماعي، يعد أشهرها قضية المدون رائف بدوي، الذي أيدت المحكمة السعودية العليا حكم السجن عشر سنوات والجلد ألف مرة، أمس، بتهمة "الإساءة للإسلام". لم تكن قضية رائف هي الأولي، حيث سبقها واقعة أخرى في مارس 2014، حينما أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة في السعودية حكمًا إبتدائيًا يقضي بإدانة مغرد، والسجن لمدة 10 سنوات، وذلك لقيامه بإرسال دعوات عبر حسابه بموقع "تويتر" للمشاركة في مظاهرات "ضد الدولة" وحيازة صور مسيئة للمفتي، كما أمرت بسجن ناشط لمدة 8 سنوات لدوره في أحداث بمنطقة العوامية الشيعية. وجاء هذا الحكم بناء على المادة السادسة من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية، كما قضى الحكم بمصادرة الهاتف المحمول المضبوط معه ومنعه من السفر بعد خروجه من السجن مدة مماثلة لسجنه. وأصدرت المحكمة الجزائية أيضًا حكمًا إبتدائيًا يقضي بإدانة متهم سعودي بكتابة عدة تغريدات من حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر" موجه لإحدى السفارات بالمملكة العربية السعودية بالرياض عبر حسابهم بموقع التواصل الاجتماعي متضمنة سبًا وشتمًا وتهديدًا بالقتل. وكانت الواقعة الأخيرة، حدثت أمس، بعدما قضت محكمة سعودية، بجلد مغرد 200 جلدة على 4 دفعات، والسجن 14 شهرًا بتهمة سب وقذف الشاعر نايف بن عرويل، على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر". كان المغرد السعودي، وجه شتائم للشاعر نايف بن عرويل، فضلًا عن إساءته لوالد الطفلة لمي الروقي التي سقطت في بئر العام الماضي، عبر التشكيك في روايته للحادث الذي شغل حينها الرأي العام في المملكة.