حذر البخاري في صحيحه، كتاب "الفتن الجامع للأحاديث الشريفة" عن النبي صلى الله عليه وسلم من أنه يأتي زمان على البشر يكثر فيه القتل ويباح فيه الدماء وتنتشر فيه الفتن، مشيرًا في كتابه عن حديث الرسول الكريم من اقتراب شر للعرب، وهذا ما نشاهده ونعيشه هذه الأيام من ظهور الجهل وقلة العلم الشرعي بين الناس، وذلك لقبض العلماء وظهور الرؤوس الجهال الذين يفتون بغير علم، فيَضلون ويُضلون. وأشار البخاري في كتابه إلى الحديث الشريف عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا فَزِعًا يَقُولُ: "لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبَ، فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ، وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الْإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا، قَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ جَحْشٍ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ؟، قَالَ: نَعَمْ، إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ"، بمعنى الجهل والقتل، وذكر في صحيحه أيضًا قول النبي: "يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا، فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمْ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ الْوَهْنَ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: حُبُّ الدُّنْيَا، وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ" الترمذي. وزاد الإمام في صحيحه بحديث عن كثرة القتل وإباحة الدماء، عن سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: "يتقارب الزمان وينقص العمل ويلقى الشح وتظهر الفتن ويكثر الهرج قالوا يا رسول الله أين هو قال القتل القتل". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن انتشار الجهل وقلة العلم وظهور الرؤوس الجهال الذين يفتون بغير علم، فيَضلون ويُضلون: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من الناس، ولكن يُقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يَترُك عالمًا اتخذ الناس رءوسًا جهالًا، فسُئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا".