أكد سامح شكري وزير الخارجية، أنه لا مجال للحل العسكري في ليبيا، مشددًا على ضرورة تضافر الجهود وتوفير الإمكانيات للجيش الليبي لمواجهة الإرهاب على الأرض وتجفيف منابع تسليح تلك الجماعات. وانتقد شكري أداء المجتمع الدولي في التعامل مع ملف الإرهاب في ليبيا، مؤكدًا أنه لا يجب تأجيل التصدي الحازم للإرهاب لانتظار الحل السياسي. وطالب شكري المجتمع الدولى بتنفيذ قرارات مجلس الأمن لدعم الشرعية الليبية في مواجهة الإرهاب والتصدي له وتحدي الهجرة غير الشرعية، والتعامل بشمولية مع كل تلك القضايا، وليس جزء على حساب الكل. ووجه شكري، في مؤتمر صحفي ثلاثي مشترك مع وزير خارجية إيطاليا باولو جنتيلوني ووزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي الجزائري عبدالقادر مساهل، الليلة الماضية، اتهامات للمجتمع الدولي بعدم التفاعل بجديه مع مواجهة الجماعات الإرهابية في ليبيا الأمر الذي أسهم في اتساع رقعة الأطراف الارهابية. وشدد على أن هذا ما حذرت منه مصر منذ قتل المواطنين المصريين في ليبيا، وعملت على تدعيم قدرات الجيش الليبي وصدر قرار من مجلس الأمن حول ضرورة دعم الحكومة الليبية. وأوضح شكري، أن المشاورات الثلاثية التي استضافتها القاهرة بين مصر والجزائر وإيطاليا بشأن ليبيا، أظهرت إرادة قوية واحدة للمسألة الليبية، وتوافق على أسلوب التعامل معها والمصلحة التي تعود على دولنا من جراء استقرار الأوضاع، لافتًا إلى توافق ثلاثي لتوصل جهود مواجهة ظاهرة الإرهاب. ورفض وزير الخارجية التعليق على الحلول البديلة في حال فشل الحل السياسي في ليبيا، مطالبًا بالتحلي بالأمل في إطار جهود المبعوث الأممي، مشددًا على أنه في حال لم تسفر هذه الجهود الدولية عن نتائج إيجابية فإن المخاطر ستستمر وتتفاقم. ومن جانبه شدد وزير خارجية إيطاليا باولو جنتيلوني على أنه لا حل عسكري للأزمة في ليبيا، لافتًا إلى أن القضية تمر بلحظة حاسمة من خلال التفاوض بين الأطراف الليبية ولا بد من دفع الحل السياسي والمصالحة في ليبيا، وما يسمح بمواجهة ما يحدث على الواقع الليبي، والسيطرة على الوضع على الأرض والاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية. وأكد أن مصر والجزائر وإيطاليا يبعثون رسالة مهمة للغاية لدعم حكومة موحدة ممثل بها جميع الفصائل الليبية، وهذا اللقاء يدعم جهود المبعوث الأممي في ليبيا. وناشد الوزير الإيطالي الأطراف للوصول إلى حلٍ يرضي الجميع فلا بد من حل عادل ووضع كل الأطراف على طاولة واحدة وبسرعة، للوصول إلى حلول قريبًا، فالوقت حاسم للغاية. وكشف أن الوصول إلى حل سياسي في ليبيا سيقلل من الظاهرة، قائلًا: "والوصول إلى حكومة سيقلل من الهجرة غير الشرعية، ونتعاون مع القاهرة والجزائر من أجل ليبيا مستقرة ومن أجل مكافحة الإرهاب"، مشددًا على أهمية معالجة أسباب الظاهرة والتي تتمثل في الفقر والصراعات الداخلية وعدم الاستقرار.