إضرابات لم تكن معدة سلفاً، عامل الصدفة وحده جمع 3 دعوات للإضراب في أسبوع واحد، بداية من دعوة نقابة المحامين لإضراب عام في جميع المحاكم بدأ بالفعل، احتجاجاً على اعتداءات الشرطة المتكررة، مروراً بدعوة نقابة الصحفيين للاعتصام بالنقابة الأربعاء المقبل، احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية وتعرض عدد كبير للفصل التعسفي واعتداءات الأمن، انتهاءً بالدعوة التي أطلقتها حركة شباب 6 أبريل على مواقع التواصل الاجتماعي لإضراب عام الخميس المقبل، لكن بالرغم من "هوجة الإضرابات" إلا أن الدعوات الثلاث لم تصل لآذان المواطنين ولم تلق تفاعلاً قوياً على مواقع التواصل الاجتماعي. "معندناش فكرة ومسمعناش عن إضرابات"، قال منصور محمد شاهين، أحد المواطنين الذي يعمل كمحاسب بإحدى الشركات الخاصة، موضحاً أنه لا يرى أن الوقت الحالي مناسبا للإضرابات أو الدعوة للاحتجاج والتظاهر، "البلد محتاجة شغل أكتر، مش محتاجة نوقفها زيادة"، الشاب الثلاثيني أشار إلى أن كل ما يهم المواطن الآن هو ارتفاع الأسعار وشهر رمضان، ولا يفكر في أمور أخرى، وفق قوله "هاستفاد إيه لما مروحش الشغل لو اتخصملي يوم، حركة 6 أبريل هاتدفعهولي"، مؤكداً أن إضرابات المحامين والصحفيين تعبر عن مطالب فئوية تخصهم فقط، ولا تخص غالبية الشعب، أما دعوات 6 أبريل فتهدف لتعطيل الحياة، "الناس كلها عارفة إن 6 أبريل إخوان ومش هايقبلوا أي دعوة منهم، كفايا تعطيل مش ناقصاهم". مواقع التواصل الاجتماعي التي كانت أرضاً خصبة لمثل تلك الدعوات، لم تشهد تفاعلاً معها هذه المرة، فيما انتقدها آخرون، شريف صبيح، يقول على صفحته "المحامين والصحفيين ليهم حق علشان العدل محتاج قوة تحميه، إنما 6 أبريل مالهمش حق، لأنها حركة طول عمرها بتصطاد في المية العكرة"، في الوقت الذي تتساءل فيه فاطمة عاشور "هو ده أول محامي يضّرب من الشرطة؟ إشمعنا دلوقتي؟ وليه إضراب؟ كفاية محضر وقضية والقانون ياخد مجراه"، مناشدة الرئيس السيسي بالتفتيش عن العناصر الإخوانية والخلايا النائمة، بحسب قولها، داخل بعض النقابات والهيئات الحكومية، "اللي هيعمل إضراب يعمله لوحده، إنما الشعب المصري مكمل في التنمية والعمل والإنتاج".