شارك عشرات الآلاف، أمس، في تشييع ضحايا الهجوم الذي استهدف مسجدًا للشيعة في شرق السعودية في القطيف واعتبرته السلطات في المملكة محاولة من قبل المتطرفين لإشعال الفتنة. وسار المشيعون في شوارع مدينة القطيف، ذات الغالبية الشيعية، لتشييع الضحايا ال21 الذين سقطوا في الهجوم الذي نفذ خلال صلاة الجمعة الماضية، وبينهم طفلان، إثر تفجير انتحاري أعلن تنظيم "داعش" المسؤولية عنه. وبقيت قوات الأمن السعودية بعيدًا عن الجنازة، فيما تجمعت وفود في المدينة من مختلف المناطق في المنطقة الشرقية حيث تعيش الأقلية الشيعية لحضور الجنازة. وردد الحشد "لبيك يا حسين"، و"نحن الشيعة لسنا خائفين من الانفجارات. نحن ندين الإرهابيين وليس السنة" وهم يسيرون نحو المقابر وراء النعوش التي غطتها الزهور. وأقيمت صلاة الجنازة في سوق المدينة تحت شمس حارقة. ورفعت أعلام سوداء في شوارع القطيف، فيما أقامت الشرطة نقاط تفتيش وقام متطوعون مدنيون يلبسون ثيابا صفراء وبرتقالية بتفتيش السيارات. وقال أحد المشاركين في الجنازة، إن "الجميع يريد المشاركة في التشييع تعبيرًا عن الدعم والمواساة". وردًا على سؤال حول ما إذا كان يخاف من وقوع هجوم جديد خلال التشييع، قال: "لا أحد يمكنه أن يتوقع ماذا يمكن أن يحصل. لقد اتخذنا كل التدابير الوقائية بالتنسيق مع السلطات المحلية". كما ذكر أن عددًا كبيرًا من المواطنين تطوعوا للمشاركة في تنظيم التشييع. مشيرًا إلى أنه طُلب من النساء عدم المشاركة في التشييع بسبب المخاوف الأمنية، فيما تمت إقامة منطقة خاصة للنساء من أجل تقبل التعازي. والهجوم الذي وقع يوم الجمعة الماضي من أكثر الهجمات دموية في السنوات الأخيرة في بلد عربي خليجي حيث اشتدت التوترات العرقية نتيجة لشهرين من الضربات الجوية، التي قادتها السعودية ضد الحوثيين الشيعة في اليمن.