أصبحت الجامعات فى جميع أنحاء العالم مسرحاً لعدد متزايد من الاحتجاجات الطلابية التى تطالب المؤسسات الأكاديمية بالتخلى عن الشركات التى تزود إسرائيل بالأسلحة، إذ انطلقت لأول مرة من جامعات الولاياتالمتحدة، إلى جامعات المملكة المتحدة وباقى أوروبا، وكذلك لبنان والهند، بحسب ما كشفت صحيفة «جارديان» البريطانية. اعتقال 2500 طالب أمريكى.. وإحدى كليات «دبلن» تسحب استثماراتها من شركات إسرائيلية ويقول الطلاب إنهم يعبرون عن معارضتهم لما يصفونه ب«تواطؤ» جامعاتهم فى الهجوم الإسرائيلى على غزة، الذى أدى إلى مقتل أكثر من 34700 شخص؛ ما أدى إلى اعتقال أكثر من 2500 متظاهر فى الولاياتالمتحدة حتى الآن، حيث اجتذبت الاحتجاجات اهتمام وسائل الإعلام العالمية ورد فعل الفلسطينيين المحاصرين فى القطاع. ومن المتوقع حدوث المزيد من الاحتجاجات، حيث أثار الهجوم الإسرائيلى على رفح الفلسطينية إدانة دولية، وبدأ بعض الطلاب إضراباً عن الطعام احتجاجاً على صمت وتقاعس جامعاتهم، فيما نجح آخرون فى الحصول على مطالبهم، حيث أعلنت كلية ترينيتى فى دبلن الأيرلندية أنها وافقت على سحب الاستثمارات من الشركات الإسرائيلية التى لها أنشطة فى الأراضى الفلسطينية المحتلة والمدرجة على القائمة السوداء للأمم المتحدة. إذ جاء فى بيان على موقع الكلية أن المخيم والحصار على حرم الكلية انتهى بعد محادثات ناجحة بين الإدارة العليا للجامعة والمحتجين. وقال البيان إن الجامعة ستُكمل عملية سحب الاستثمارات بحلول يونيو بعد التوصل إلى اتفاق مع المتظاهرين، مؤكدة أن قائمة مورديها تحتوى حالياً على شركة إسرائيلية واحدة فقط والتى ستبقى حتى مارس 2025 لأسباب تعاقدية. ونُظمت المظاهرات فى ما يقرب من 140 حرماً جامعياً فى الولاياتالمتحدة، ب45 ولاية وواشنطن العاصمة، منذ بدء احتجاجات جامعة كولومبيا فى نيويورك، والتى ظهرت فيها مشاهد درامية قبل أسبوع تقريباً عندما تم القبض على أكثر من 100 طالب بعد دخول ضباط الشرطة إلى الحرم الجامعى، ووقتها دعت الجامعة الشرطة إلى التصدى للمتظاهرين الذين احتلوا قاعة هاميلتون، وأطلقوا عليها اسم قاعة «هند» تيمناً بطفلة فلسطينية تبلغ من العمر 6 سنوات قُتلت فى غزة. ومنذ ذلك الحين أقام الطلاب فى نحو 14 جامعة بريطانية معسكرات، وقال أكثر من عشرة طلاب فى جامعة برينستون و10 فى إدنبرة، إنهم سيبدأون إضراباً عن الطعام احتجاجاً على سياسات جامعتهم. وفى الوقت ذاته، نُظمت احتجاجات صغيرة فى جامعات من بينها فرنسا وهولندا وألمانيا وإسبانيا، على الرغم من أن الشرطة فرَّقت معظمها بسرعة، وكان أكبرها فى جامعة أمستردام، حيث تحركت شرطة مكافحة الشغب، بناء على طلب من سلطات الجامعة ومجلس المدينة والمدعين العامين، فى وقت مبكر من صباح الثلاثاء لتفريق معسكر أقيم قبلها ب24 ساعة. واستخدمت الشرطة حفاراً ميكانيكياً لكسر حواجز المنصات والدراجات التى أقامها المتظاهرون، واستخدمت الهراوات لتفريق الحشد الذى رفض 125 منه المغادرة وتم القبض عليهم، وتم إطلاق سراح معظمهم بعد بضع ساعات، وقالت الجامعة: «إننا نشاطر الغضب والحيرة إزاء الحرب، ونتفهم أن هناك احتجاجات عليها، ونؤكد أن الحوار حول هذا الأمر داخل الجامعة هو الحل الوحيد». ويريد الكثير من الجامعات بيع الأسهم والأصول أو الاستثمارات الأخرى فى الشركات المرتبطة بإسرائيل وحربها فى غزة، وهى خطوة تُعرف باسم سحب الاستثمارات، فيما يوضح الناشطون أن الجامعات والكليات التى تستثمر فى شركات أو منظمات إسرائيلية تعمل فى إسرائيل متواطئة فى الحرب فى غزة. ويطالب المتظاهرون أيضاً بوقف إطلاق النار، واعتراف الجامعات بالنزاع فى الأراضى الفلسطينية المحاصرة باعتباره إبادة جماعية وإدانة لتدمير جميع جامعات غزة، كما قام بعض الطلاب بدمج مطالبهم بخصوص غزة مع دعواتهم للجامعات للمساعدة فى معالجة أزمة المناخ.
