لعبت الحكومة المصرية دوراً بارزاً لتهدئة الأوضاع داخل قطاع غزة، منذ اندلاع العدوان الإسرائيلى فى السابع من أكتوبر الماضى، من خلال التوصل إلى هدنة مؤقتة بين قوات الاحتلال والفصائل الفلسطينية، كما قامت بدور فعال فى مساعدة أهالى غزة منذ اليوم الأول للعدوان، ما جعل العالم يشيد بجهودها المبذولة فى حماية الفلسطينيين من بطش العدوان الإسرائيلى قدر الإمكان. ووفقاً لتقرير نشرته الأممالمتحدة، فإن نحو 90% من مستشفيات غزة كانت خارج الخدمة تماماً، واستشهد نحو 250 فرداً من الأطقم الطبية، بالإضافة إلى نقص المعدات، إلا أن جميع المستشفيات فى مصر فتحت أبوابها لاستقبال المصابين من غزة، لتلقّى الرعاية الطبية المناسبة، وفقاً لما ذكرته شبكة «سى بى سى». كما رفضت مصر بشكل قاطع قبول دعوة أحد المتحدثين باسم جيش الاحتلال الإسرائيلى سكان غزة من الفلسطينيين، بالتوجه إلى مصر لتجنب القصف الإسرائيلى، وهو الأمر الذى رفضه الرئيس عبدالفتاح السيسى مشيراً إلى أن بلاده لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية، ولن تتراجع عن حماية أمنها القومى. ونظراً لصعوبة الأوضاع فى غزة، واستمرار غارات جيش الاحتلال التى دمرت كل مظاهر الحياة فى القطاع، بدأت قوافل المساعدات المصرية تتزايد بشكل واسع أمام معبر رفح، لتمرير الغذاء والمستلزمات الطبية الضرورية لعلاج المصابين فى القطاع، كما كان لمصر دور بارز فى الوقوف أمام محكمة العدل الدولية، لتقديم مذكرة تؤكد الانتهاكات التى يمارسها الاحتلال فى غزة. وأكدت الدكتورة دعاء زهران، رئيس مجلس أمناء مؤسسة «هى تستطيع»، للتنمية، أن مشاركة مصر فى الرأى الاستشارى الذى طلبته الجمعية العامة للأمم المتحدة من محكمة العدل الدولية حول السياسات والممارسات الإسرائيلية فى الأراضى الفلسطينيةالمحتلة منذ عام 1967، وتقديمها مذكرة للمحكمة، تعد موقفاً وطنياً قومياً من مصر تجاه القضية الفلسطينية. وأضافت خلال تصريحات صحفية أن المشاركة تمثل انعكاساً لموقف مصر الراسخ والتاريخى تجاه القضية الفلسطينية، وفرصة ذهبية لتسليط الضوء على جرائم الإبادة الجماعية التى تقوم بها قوات الاحتلال ضد المدنيين فى غزة، وسياسة التهجير التى تنتهجها ضد أشقائنا فى فلسطين، وتسلط الضوء على الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة منذ 75 عاماً وحتى الآن. وحظيت مصر بإشادات دولية، خلال ال«200 يوم» الماضية، لما بذلته من جهود فى تمرير المساعدات الإنسانية إلى غزة، وكذلك تبنّى الدعوة إلى وقف إطلاق النار والعدوان الإسرائيلى على القطاع بشكلٍ كامل، تقديراً لدورها فى الدعوة إلى انعقاد قمة «القاهرة للسلام»، ووضع رؤية حققت توافقاً دولياً حول إنهاء الصراع، فضلاً عن أنها على مدار الأشهر الماضية تحولت إلى قِبلة لقادة العالم لبحث الأزمة، كما أجرى العديد من القادة اتصالات بالرئيس عبدالفتاح السيسى، للتنسيق والتشاور سواء فيما يتعلق بالعدوان أو تداعياته. «بايدن» يوجِّه الشكر ل«السيسى» على جهود الوساطة والتهدئة ووجّه الرئيس الأمريكى، جو بايدن، الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى على جهوده فى دخول المساعدات إلى غزة، مؤكداً، خلال كلمة له، أنه يجب زيادة المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين فى غزة، مطالباً إسرائيل بعدم تجاوز القوانين الدولية الإنسانية. «ماكرون» يشيد بدعم المدنيين وإرسال المساعدات كما ثمَّن الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون، التزام مصر بالجهود التى تبذلها من أجل المدنيين، موضحاً أنه يجب أن نبذل جميعاً ما بوسعنا من أجل تفادى التصعيد وإعداد مبادرة السلام والأمن والتصدّى لأسباب المشكلات التى نعيشها. «مادورو»: الشعب الفنزويلى يقدم كل الدعم للرئيس المصرى لإنقاذ «غزة» من الإبادة الجماعية وأشاد الرئيس الفنزويلى، نيكولاس مادورو، بشجاعة الرئيس السيسى وموقفه وجهوده من أجل الشعب الفلسطينى، مؤكداً أنه وكل أفراد الشعب الفنزويلى يقدمون له كل الدعم من أجل نصرة العدل وإنقاذ الشعب الفلسطينى من الإبادة الجماعية، فيما قالت أورسولا فون ديرلاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، خلال تصريحات صحفية، إن مصر تقوم بدور مهم فى إرسال المساعدات إلى غزة، وأضافت خلال مؤتمر بمطار العريش الدولى: «نشكر مصر على استقبال الجرحى الفلسطينيين»، مشيدة بالجهود المصرية فى إيصال المساعدات. وأشاد رئيس المجلس الأوروبى، شارل ميشيل، بالجهود الكبيرة التى تبذلها مصر فى غزة، خاصة فيما يتعلق بتوصيل المساعدات، مؤكداً دعمه للرئيس السيسى وما تقوم به مصر، ودعمه للأردن أيضاً ولكل دول المنطقة بشكل عام لتلبية احتياجات السكان المدنيين فى غزة، مضيفاً: «يجب أن نحشد جهودنا للتوصل إلى حل الدولتين، ونعمل معاً حتى تكون هناك خطة سلام حقيقية فى المنطقة، وهذا هو هدفنا». «جوتيريش»: معبر رفح تحوَّل إلى مصدر حياة.. ومطار العريش قِبلة للباحثين عن التخفيف من معاناة الأهالى وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، عن شكره لمصر على مشاركتها البناءة لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية عبر معبر رفح وجعل مطار العريش متاحاً للمساعدة الحيوية للقطاع، ووصف معبر رفح بأنه مصدر حياة ومطار العريش بأنه قِبلة للباحثين عن التخفيف من معاناة سكان غزة.
