قالت مصادر أمنية وأخرى قبلية في محافظة صعدة، ل "بي بي سي" العربية، إن الحوثيين أطلقوا عدة قذائف هاون باتجاه مدينة نجران السعودية فجر اليوم. كانت منظمة هيومن رايتس ووتش، دعت في تقرير لها الحوثيين، للتوقف عن استخدام الصواريخ غير الموجهة في قصف مناطق آهلة بالسكان في جنوب السعودية، ما قد يرقى إلى جرائم حرب، حسب تقرير المنظمة. كما قالت منظمة العفو الدولية، إنها جمعت أدلة تشير إلى أن الحوثيين هاجموا مدنيين يمنيين بالقذائف بشكل عشوائي، واستهدفوا بشكل متكرر العمال والمرافق الطبية في مدينة عدنجنوبي اليمن. وقالت المنظمة، في تقرير جديد لها، إنها جمعت شهادات موثقة بشأن مقتل وجرح عشرات المدنيين بهجوم على ميناء التواهي في 6 مايو، استهدف تجمعا لأكثر من 400 نازح كانوا يحاولون الهرب من المواجهات في عدن باتجاه جيبوتي عبر البحر. في المقابل، اتهم الحوثيون قوات التحالف بخرق الهدنة وشن غارات جوية على محافظات صعده وعدن ولحج. لكن المتحدث باسم قوات التحالف، نفى تلك الاتهامات، وقال في تصريحات له، إن صبر قوات التحالف على ما وصفها بخروقات الحوثيين للهدنة لن يطول. فيما اتهم الحوثيون، مقاتلي القبائل في محافظتي مأرب وتعز، بشن هجمات على مواقع لهم رغم التزامهم بالهدنة الإنسانية كما يقولون. بينما استمرت الاشتباكات العنيفة بين الحوثيين والقبائل في محافظتي مأرب والبيضاء بشكل عنيف صباح اليوم، كما قالت ما تسمى بلجان المقاومة الشعبية في تعز، إن عشرات المدنيين قتلوا وأصيبوا في قصف مدفعي شنه الحوثيون ووحدات عسكرية موالية للرئيس السابق وصفته ب"العشوائي والجنوني" على الأحياء السكنية في المدينة. واستمر القتال في مدينة عدن وسط تدهور الأوضاع الإنسانية، فيها رغم وصول بعض السفن المحملة بمواد الإغاثة الى ميناء عدن، إلا أن عملية توزيع مواد الإغاثة لا تزال تواجه الكثير من المخاطر. من جانب آخر، ثمة مؤشرات على انفراج جزئي للأزمة الإنسانية في اليمن في ثالث أيام الهدنة الإنسانية التي وافقت عليها قوات التحالف. وظهرت بشكل بطيء مؤشرات خجولة لانفراج أزمة الوقود في بعض مدن البلاد، حيث أعلنت شركة النفط اليمنية بدء توزيع الوقود على محطات البيع في العاصمة صنعاءومحافظات الحديدة وذمار وتعز. وشوهدت طوابير طويلة للسيارات أمام عدد محدود من محطات الوقود في العاصمة صنعاء، فيما لا تزال غالبية مدن البلاد تعاني من انعدام كلي للوقود باستثناء مادة الغاز المنزلي التي توفرت ولكن بأسعار تفوق سعرها الرسمي بثلاثة أضعاف. لكن مظاهر الأزمة الإنسانية، بدءا من نزوح السكان من مناطق القتال وانقطاع الكهرباء والمياه وارتفاع أسعار ما يتوفر من المواد الغذائية وانعدام الوقود، لا تزال قائمة في غالبية مناطق البلاد. وشكت عدد من منظمات الإغاثة المحلية والدولية العاملة في اليمن، من استمرار المعارك في محافظات تعز ومأرب والبيضاء وعدن ولحج والضالع وأبين وشبوه، ما يشكل تحديا كبيرا أمام وصول مواد الإغاثة إلى المدن الأكثر تضررا، ومن بقي فيها من السكان الذين يعانون ظروفا معيشية وأمنية بالغة القسوة والخطورة .