من القرآن الكريم فى سورتى البقرة ومريم نستخلص الآتى: أولاً: بعد مرور زمن على مجىء سيدنا موسى وهداية قومه بنى إسرائيل، فقد تولى كثير منهم عن دينهم، وبدلوا كلام الله سبحانه وتعالى، لما فيه صالح دنياهم الزائلة. ثانيا: حافظ القليل من علمائهم على دينهم الحق، ومنهم آل عمران وزكريا، عليهم السلام، وقد تمسك زكريا وأصحابه بالدين الحق وتدارسوه فى معابدهم، وخشى زكريا أن تنقرض مبادئ الدين الحنيف بعد وفاته، فطلب من الله، سبحانه وتعالى، أن يهب له وريثاً يرثه فى تدارس الدين الصحيح والمبادئ الإلهية الأصلية.. لم يكن يعلم أن الله سبحانه وتعالى سوف يبعث عيسى عليه السلام بالإنجيل لهداية اليهود المنحرفين، وقد أجاب الله، جل جلاله، زكريا، ووهبه يحيى، عليه السلام، لكن يحيى تُوفى قبل والده زكريا، عليهما السلام، لحكمة يعلمها الله سبحانه وتعالى. ثالثاً: كل من آمن بالكتب السماوية غير المحرفة وعمل الصالحات يدخل بإذن الله الجنة، وذلك حتى ظهور خاتم الرسل محمد صلى الله عليه وسلم.