"الاتحاد السوفيتي".. كان واحدًا من أقوى الدول المؤثرة في العالم، إلى جانب الولاياتالمتحدةالأمريكية، وبعد انهياره خلفته روسيا، التي أصبحت حاليًا واحدة من الدول التي لها دور بارز في معادلة القوى العالمية. ترصد "الوطن" أبرز الملامح لتلك المعادلة، وتصنيف روسيا بين غيرها من دول العالم القوية. اعتبر الدكتور نبيل رشوان، الخبير في الشأن الروسي، أن موسكو من أقوى الدول عسكريا، حيث تتفوق على النظام الأمريكي والأوروبي ودول آسيا والشرق الأوسط، لتميز منظومتها الاستراتيجية، بخاصة في الطائرات المقاتلة والدفاع الجوية والتكنولوجيا العسكرية، رغم امتلاكهم جميعًا للسلاح النووي. وعلى خلاف تميزها العسكري، إلا أنها تعاني تراجعًا في الشأن السياسي والاقتصادي، مقارنة بالقوى العالمية السابقة، حيث أوضح رشوان ل"الوطن"، أن روسيا ما زالت غير متناغمة سياسيًا، وتعاني التشتت بين أحزابها، لكنها تتساوى مع فرنسا وألمانيا وإنجلترا، كما أنها ما زالت تتابع نظام الاقتصاد الريعي القائم على تصدير المواد الخام غير المصنعة، وخاصة من النفط والغاز، ما يجعلها تحتل المركز العاشر بينهم، وتسبقها أمريكا واليابان والاتحاد الأوروبي والبرازيل والهند. فيما أكد رشوان، أن روسيا تحتل المرتبة الأولى ثقافيا، حيث أن موسكو تهتم بشدة بتنمية المجالات الفنية والثقافية، وهو ما يظهر في أن الأدباء الحاصلين على جائزة "نوبل" في الأدب أغلبهم روس، فضلًا عن تميزها العلمي في كافة المجالات. وأيد رشوان، السفير عادل الصفتي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، بأن روسيا تشهد تقدمًا علميًا وثقافيًا شديدًا، يجعلها تحتل المرتبة الأولى بين الدول القوية، من أمريكا والاتحاد الأوروبي ودول آسيا والشرق الأوسط. وأشار إلى أن السوق التجارية الروسية، تشهد رواجًا كبيرًا كونها تضم أكثر من 300 مليون نسمة، وتحتوي العديد من الموارد الطبيعية والاقتصادية، إلا أنها تعاني من نقص المواد المصنعة وتعتمد على الخام، ما يجعل العديد من الدول العالمية تسبقها في الدخل للفرد، رغم كونها تحتوي على موارد اقتصادية شاسعة غير مستقلة مثل مناجم الغاز والألماظ والذهب. وأردف أن روسيا تصنف الثانية عسكريًا على المستوى العالمي، حيث تسبقها أمريكا لكونها تحتوي على أنظمة أكثر تطورًا في الأسلحة الدفاعية والهجومية، وميزانيتها تتفوق على موسكو وتزيد عنها 4 أضعاف. ويرى الدكتور رشاد عبده، أن روسيا ليست الدولة الصغيرة، سواء من حيث المساحة أو القوة، فهي كانت في وقت من الأوقات القوى العظمى الثانية في العالم، وكانت قوتها العسكرية تضاهي قوة الولاياتالمتحدةالأمريكية، والقوة العسكرية لا يمكن أن تنشأ في دولة إلا إذا كانت ذات اقتصاد قوي. وأضاف عبده، ل"الوطن"، أن قوة روسيا الاقتصادية، تكمن في أنها أكبر دولة في العالم منتجة للغاز، وثان أكبر دولة في العالم منتجة للقمح، وثان أكبر مصدر للسلاح، إضافة إلى اهتمامها بمجال الطاقة والتكنولوجيا، والطاقة النووية وعلوم الفضاء، فهي دولة متقدمة في كل المجالات، وخصوصًا فيما يعرف بالصناديق السيادية، أو صناديق الثروات الحكومية. واعتبر الخبير الاقتصادي، أن روسيا دولة شاملة وقوية في شتى المجالات المختلفة، إضافة إلى أن رئيسها رئيس قوي، لم تؤثر فيه الضغوط التي تتعرض لها دولته، ومحاولات فرض أزمة اقتصادية عليها، إلا أن شعبيته تزداد يومًا بعد يوم، مضيفًا أن مصر تنتظر من الصديق الروسي التعاون معها في مجال الطاقة النووية، وإعادة تشغيل بعض المصانع الروسية، التي أغلقت منذ زمن بعيد. وتحدث اللواء محمد رشاد، الخبير العسكري، ووكيل المخابرات الأسبق، عن وضع الجيش الروسي في العالم، الذي اعتبره من أقوى الجيوش في العالم، حيث إنها دولة منتجة للأسحلة الحديثة والمتطورة، وتتفوق على كل جيوش العالم في عدد من الأسلحة. ويضيف الخبير العسكري، ل"الوطن"، أن روسيا تتفوق على الولاياتالمتحدةالأمريكية، في مجال الصواريخ الأرضية والصواريخ المضادة للطائرات، مثل s300، وs400، فهي تسبق أقوى جيش في العالم وتتفوق عليه في هذا السلاح.