وصل الرئيس عبدالفتاح السيسي، صباح اليوم، إلى مطار لارنكا الدولي، في مستهل زيارته إلى قبرص. واستقبله وزير الخارجية القبرصي "إيوانيس كاسوليدس"، والسفراء العرب المعتمدين لدى نيقوسيا، والسفيرة هبة المراسي سفير مصر في قبرص، وأعضاء السفارة المصرية وممثلي الكنيسة المصرية. وتوجه الرئيس عقب وصوله إلى مقر القصر الجمهوري بنيقوسيا، وكان في استقباله الرئيس القبرصي "نيكوس أنستاسيادس"، وأقيمت مراسم الاستقبال الرسمية للرئيس، إضافة إلى استعراض حرس الشرف، كما وضع الرئيس إكليلًا من الزهور على النصب التذكاري للرئيس "ماكريوس"، أول رئيس لقبرص بعد الاستقلال. وأكد السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس عقد جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس القبرصي تلاها اجتماع موسع بحضور وفدي البلدين، وشارك من الجانب المصري المهندس شريف إسماعيل، وزير البترول والثروة المعدنية، وسامح شكري وزير الخارجية، وأشرف سالمان وزير الاستثمار. وأضاف يوسف، أن الرئيس القبرصي استهل اللقاء بالترحيب بالسيسي في أول زيارة له إلى قبرص، منوهًا إلى الزخم السياسي الذي سينتج عن الزيارة والذي يتعين استثماره لصالح دعم العلاقات الثنائية على جميع المستويات السياسية والاقتصادية وتعزيز التنسيق بين البلدين في المحافل الدولية لصالح تحقيق الاستقرار والأمن في منطقتي الشرق الأوسط والبحر المتوسط. وأكد الرئيس القبرصي دعم بلاده الكامل لمصر وجهودها سواء لتحقيق التقدم الاقتصادي ومكافحة الإرهاب في سيناء على الصعيد الداخلي، أو لإرساء الاستقرار ومكافحة الإرهاب في المنطقة، معربًا عن تطلع بلاده لتعزيز التعاون الوثيق القائم بين البلدين، ورغبتها في تكثيف التعاون والتنسيق في العديد من المجالات، ولا سيما الطاقة والسياحة. ومن جانبه، وجه السيسي الشكر للرئيس القبرصي على مواقف بلاده المساندة لمصر في الأطر المختلفة داخل الاتحاد الأوروبي، معربًا عن تطلعنا لاستمرار الدعم القبرصي لمصر. مؤكدًا ثبات السياسة والمواقف المصرية إزاء القضية القبرصية في المحافل الإقليمية والدولية، مشيدًا بتنامي العلاقات الثنائية مع قبرص في مختلف المجالات، ومعربًا عن اهتمامنا الكبير باستمرار هذا التوجه من خلال الزيارات المُنتظمة بين البلدين، وتطلعنا لتطوير العلاقات الاقتصادية. وجدد الرئيس الشكر للرئيس القبرصي على مشاركته الشخصية في مؤتمر شرم الشيخ لدعم وتنمية الاقتصاد المصري. وأعرب الرئيس عن تطلع مصر، لتعزيز التعاون بين البلدين في مجال الطاقة، ولاسيما الغاز الطبيعي، وإمكانية استغلال البنية التحتية والصناعية المصرية المؤهلة لاستقبال الغاز، مشيرًا إلى تطلعه للاستفادة من الخبرة القبرصية في مجال الطاقة المتجددة، والاستزراع السمكي، ومشروع تنمية محور تنمية قناة السويس. وفي هذا الصدد، أعرب الرئيس القبرصي عن تطلع بلاده لتعزيز التعاون الاقتصادي مع مصر التي تعد من أكبر اقتصاديات المنطقة، ولا سيما في ضوء العديد من المشروعات الوطنية العملاقة الجاري تنفيذها، مضيفًا أن العديد من رجال الأعمال يولون اهتمامًا خاصًا بالاستثمار في مصر، لا سيما في ضوء القرارات التي اتخذها السيسي مؤخرًا لتشجيع الاستثمار الأجنبي، فضلًا عن عودة الأمن والاستقرار. وذكر السفير علاء يوسف، أنه تم أثناء اللقاء التباحث حول مسألة سبل تقنين أوضاع العمالة المصرية في قبرص من خلال بحث توقيع اتفاق بين البلدين في هذا الشأن. وعلى الصعيد الإقليمي، شهد اللقاء تباحثًا بشأن عدد من الموضوعات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها الأوضاع في ليبيا والأزمة السورية.