احتفلت "بافيليون أركيتكتس" للهندسة المعمارية، بدخول أحدث أعمالها "أيقونة السلام" بمدينة شرم الشيخ، موسوعة الأرقام القياسية، كأكبر كتلة معدنية وأطول أيقونة سلام على مستوى العالم، وتمتد على أكبر مساحة لميدان في العالم. يذكر أن "أيقونة السلام"، النصب التذكاري الذي تزامن افتتاحه مع انعقاد مؤتمر "مصر المستقبل" بمدينة شرم الشيخ في مارس الماضي. وتعليقا على الحدث، أعرب المهندس ياسر عاصم رئيس مجلس إدارة "بافيليون أركيتكس" ومصمم الأيقونة، عن سعادته وقال "سعدت كثيرا بهذا العمل الذي يحمل رسالة للعالم أجمع فهو رمزا لشرم الشيخ، أرض السلام كما أنه مزارا سياحيا رائعا منح فرصة كبيرة للعالم بأسره لرؤية مصر أرض الحضارة العريقة في صورة عصرية مبهرة". وأضاف "كان تحديا بالغا، فمساحة الميدان كبيرة للغاية بحجم مساحة قرية سياحية وموقعه إستراتيجي يتوسط كافة المحاور الرئيسية، ما بين طريق شرم الشيخ والطريق الدائري الجديد، ولم يكن الهدف مجرد عمل فني بل تشييد تحفة فنية تعكس صورة مصر المعاصرة". يبلغ طول الأيقونة 34.5 متر بما يعادل عمارة إثني عشر دورا، كما يبلغ قطرها 10 أمتار، وتحيط بها مساحات خضراء تمتد لأكثر من 70 ألف متر، أقيم المشروع بقلب ميدان يمتد على مساحة 36 ألف متر وهو أكبر ميدان في العالم إذ تمتد مساحته بما يعادل تسعة أفدنة. أوضح عاصم، أن الفكرة الأساسية كانت أن يأخذ العمل الفني المحاور البصرية من كل الجهات سواء جهة المطار أو قلب المدينة، ولأنها أيقونة للسلام بشرم الشيخ، المحافظة التي أقيم بها أول مؤتمر للسلام في العام 1992، ولأن السلام مفهوم مجرد تعبر عنه بعض الرموز كحمامة السلام أو جناح الحمام ورموز أخري ترمز للسلام، جاء العمل كنقطة مركزية تصل إليها كل خطوط الشارع، مع مراعاة أن يكون مستوى رؤية القادم للميدان من كل الاتجاهات واحد. وقال "تم ردم جزء من الأرض ليكون مستوى النهائي كالهرم، ثم تمت إضافة جميع علامات السلام والمنحوتات المعروفة على مستوى العالم كعلامة السلام وغصن الزيتون والحمام الأبيض". وأضاف "أما العنصر الثاني، فكان كرة أرضية بحجم عشرة أمتار في دلالة على كون شرم الشيخ مقصد عالمي، والعنصر الثالث كان تصميما فرعونيا تمثل في أجنحة فرعون الإله (رع) التي شكلت بوصلة لها ثمانية أجنحة بثمانية اتجاهات بلغ عرضها 24 مترا مع قاعدة كزهر اللوتس المصرية". وتابع "جميع المواد المستخدمة كانت من الفولاذ المقاوم للصدأ مع قليل من الطلاء المذهب، وكل هذا تم دمجه مع نافورة بارتفاع 16 مترا، فيما تم استيراد الإضاءة من ألمانيا، وبدأ التفكير في المشروع ديسمبر 2014 ونفذته (المقاولون العرب) خلال شهرين بتكلفة إجمالية 25 مليون جنيه، فيما تبرع فريق عمل (بافيليون أركيتكتس) بأجره عن التصميمات والإشراف علي التنفيذ". وكشف عاصم، أن الأمر لا يقتصر على إقامة الأيقونة فحسب، موضحًا أنه من المزمع تحويل الميدان لاحقا لمشروع سياحي ووضع أكشاك لبيع الهدايا التذكارية على شكل "أيقونة السلام". وأضاف "هذا المشروع ترجمة حية لفلسفة الجمال كما ينبغي أن تكون، لا بد من استغلال أفضل العقول بكافة المجلات لتصبح بلادنا أكثر إشراقا، يظل سر بقاء الحضارة المصرية هو الهندسة المعمارية فالحضارة المصرية تخلدت بفضل ما تركته لنا من مباني ساحرة لا تزال شاهدة علي رونق الحضارة وعراقة التاريخ، كما أنها فرصة جيدة لدعم السياحة وتعافيها من جديد، هذا المشروع ليس مضيعة للوقت أو المال كما قال بعض بل هو مشروع لمصر".