حينما ينبعث صوت السندريلا عبر موجات الراديو أو يتكرر كثيرا عبر شاشات التليفيزيون في مثل هذا التوقيت من العام بأغنيتها الشهيرة الحياة بقي لونها بمبي، فإن ذلك لهو الدليل القاطع على قدوم فصل الربيع حتي لو لم تتفتح الازهار بعد اوحتى لو لايزال الشتاء بموجاته الباردة يصر على اخراج لسانه للجميع ويرفض اسدال ستاره بشكل كامل وإن كان من الطبيعي أن تغني سعاد حسني لربيع لونه بمبي فنحن نعيش في ظل عام لونه وموضته سيلفي. واعمالا بمبدأ سهولة الوصول للقمة وصعوبة الحفاظ عليها و لأن كان النجاح في مصر مؤقت ومرتبط بفكرة الموضة والا لفازت أغنية لولاكي بالورلد ميوزيك اوورد او نجح بلوفر عمرو دياب في غزو الاسواق العالمية وبيوت الازياء الاوروبية او طالبت متاحف التاريخ الطبيعي نسخة من قصة شعر وذقن تامر حسني او حتى حققت ثورة يناير مطالبها في ظل ما تبعها من موضة الوقفات والاحتجاجات. فالسيلفي تخطى كونه موضة جديدة للتصوير وأصبح أسلوب للحياة تحيط بنا أذرعه الاخطبوطية وتحاصرنا موجاته اينما ذهبنا فبكتريا السيلفي لديها قدرة عجيبة ومدهشة على التكاثر ومدمني السيلفي لا يتوقفون عن الزج باسمه كقائد لكل الموضات الالكترونية. وللحق فان السيلفي يستخدم طرق عجيبة ومبتكرة للاطاحة بكل الموضات الالكترونية الاخرى فتحدي الثلج او حتي فيديوهات الدبسماش والتي جعلت من عم حمادة وبطته دويتو نجوم مجتمع لم يتماسكا طويلا امام قوة وجاذبية السيلفي. وتتعدد طرق السيلفي لتشمل كل جوانب الحياة فنجد سيلفي الحرية وسيلفي الطعام وسيلفي الشراب وسيلفي الشلة المصحوب بالبوز اياه في حالة البنات طبعا وسيلفي الشغل اللي مش طايق بعضه وسيلفي المستشفي وكم أخشى أن يتطور الامر ليصبح سيلفي بيت الراحة! حتى الأفراح أصبحت تبدأ بأسماء الله الحسنى وتنتهي بسيلفي وداعا للعزوبية. ومن النوادر انه حتى قاعات المحاكم أو الاجتماعات السياسية قد أدخلت مبدأ السيلفي ليصبح السيلفي الأن هو الشئ الوحيد والحضن الدافئ الذي نلجأ اليه لتخطي عقبات الحياة وافراغ طاقاتنا السلبية دون حرج او ضيق او ارتباط زماني أو مكاني وشئنا ام ابينا لقد نما السيلفي كشجر اللبلاب فوق جدار حياتنا واستطاع انصاره ترسيخ مبادئه ويعلم الله وحده هل ستنتهي موضة السيلفي قريبا وتحل محلها موضة جديدة ام سيظل السيلفي متربعا على عرش الموضة الالكترونية لعقود من الزمن؟، وأنا وعد مني لو تم نشر المقال ده هاخد معاه صورة سيلفي.