مديرية العمل بأسوان تنظم ورشة حول حقوق العمال وواجباتهم وفقًا للقانون    ضوابط دخول امتحانات نهاية العام بجامعة الأزهر 2024 (قصة الشبشب)    وكيل الرياضة بالدقهلية تعقد اجتماعا موسعا مع مديري الإدارات الداخلية والفرعية    «المركزي»: البنوك إجازة يومي الأحد والاثنين بمناسبة عيد العمال وشم النسيم    كيف تحصل على دعم صندوق رعاية المبتكرين والنوابغ؟    رئيس الوزراء يستقبل نظيره البيلاروسي في مطار القاهرة    محلل سياسي: نتنياهو لا يذهب إلى عملية سلام بل يريد إبقاء السيطرة على غزة    الأمم المتحدة: تطهير غزة من الذخائر غير المنفجرة قد يستغرق 14 عامًا    السفارة الروسية: الدبابات الأمريكية والغربية تتحول «كومة خردة» على أيدي مقاتلينا    جلسة تحفيزية للاعبي الإسماعيلي قبل انطلاق المران استعدادا لمواجهة الأهلي    أنشيلوتي: ماضينا أمام البايرن جيد وقيمة ريال مدريد معروفة لدى الجميع    موعد مباراة الهلال والاتحاد والقنوات الناقلة لمباراة نهائي كأس الملك السعودي 2024    بسبب أولمبياد باريس.. مصر تشارك بمنتخب الناشئين في بطولة إفريقيا للسباحة للكبار    هل ستتأثر القاهرة بمنخفض السودان الموسمي؟.. يسبب أمطارا وعواصف ترابية    موعد تشغيل قطارات مطروح 2024.. تعرف على جدول التشغيل    وزيرة الثقافة: اختيار مصر ضيف شرف معرض أبو ظبي للكتاب يؤكد عمق الروابط بين البلدين    عبقرية شعب.. لماذا أصبح شم النسيم اليوم التالى لعيد القيامة؟    المحرصاوي يوجه الشكر لمؤسسة أبو العينين الخيرية لرعايتها مسابقة القرآن الكريم    تعرف على أفضل الأدعية والأعمال المستحبة خلال شهر شوال    جامعة قناة السويس تُطلق قافلة طبية لحي الجناين بمحافظة السويس    أحلى فطائر تقدميها لأطفالك.. البريوش الطري محشي بالشكولاتة    الهند.. مخاوف من انهيار جليدي جراء هطول أمطار غزيرة    العرض العالمي الأول ل فيلم 1420 في مسابقة مهرجان أفلام السعودية    إيرادات الأحد.. فيلم شقو يتصدر شباك التذاكر ب807 آلاف جنيه.. وفاصل من اللحظات اللذيذة ثانيا    مظاهرة لطلبة موريتانيا رفضا للعدوان الإسرائيلي على غزة    وكيل تعليم بني سويف يناقش الاستعداد لعقد امتحانات النقل والشهادة الإعدادية    الشيخ خالد الجندي: هذه أكبر نعمة يقابلها العبد من رحمة الله    خالد الجندى: "اللى بيصلى ويقرأ قرآن بيبان فى وجهه" (فيديو)    مصري بالكويت يعيد حقيبة بها مليون ونصف جنيه لصاحبها: «أمانة في رقبتي»    بشرى سارة ل الهلال قبل مواجهة الاتحاد في كأس خادم الحرمين الشريفين    رئيس «هيئة ضمان جودة التعليم»: ثقافة الجودة ليست موجودة ونحتاج آلية لتحديث المناهج    الاقتصاد العالمى.. و«شيخوخة» ألمانيا واليابان    بالتعاون مع المدارس.. ملتقى لتوظيف الخريجين ب تربية بنها في القليوبية (صور)    وزير الشباب يبحث مع سفير إسبانيا سُبل إنهاء إجراءات سفر لاعبي المشروعات القومية    انطلاق القافلة «السَّابعة» لبيت الزكاة والصدقات لإغاثة غزة تحت رعاية شيخ الأزهر    ردود أفعال واسعة بعد فوزه بالبوكر العربية.. باسم خندقجي: حين تكسر الكتابة قيود الأسر    فرقة ثقافة المحمودية تقدم عرض بنت القمر بمسرح النادي الاجتماعي    الإصابة قد تظهر بعد سنوات.. طبيب يكشف علاقة كورونا بالقاتل الثاني على مستوى العالم (فيديو)    لتطوير المترو.. «الوزير» يبحث إنشاء مصنعين في برج العرب    تأجيل محاكمة مضيفة طيران تونسية قتلت ابنتها بالتجمع    وزيرة الصحة يبحث مع نظيرته القطرية الجهود المشتركة لدعم الأشقاء الفلسطنيين    صحتك تهمنا .. حملة توعية ب جامعة عين شمس    وزير المالية: نتطلع لقيام بنك ستاندرد تشارترد بجذب المزيد من الاستثمارات إلى مصر    وزير التجارة : خطة لزيادة صادرات قطاع الرخام والجرانيت إلى مليار دولار سنوياً    بعد أنباء عن ارتباطها ومصطفى شعبان.. ما لا تعرفه عن هدى الناظر    رئيس جامعة أسيوط يعقد اجتماعا لمتابعة الخطة الإستراتيجية للجامعة 20242029    رئيس الوزراء الإسباني يعلن الاستمرار في منصبه    أمير الكويت يزور مصر غدًا.. والغانم: العلاقات بين البلدين نموذج يحتذي به    بشرى سارة لمرضى سرطان الكبد.. «الصحة» تعلن توافر علاجات جديدة الفترة المقبلة    إصابة عامل بطلق ناري في قنا.. وتكثيف أمني لكشف ملابسات الواقعة    515 دار نشر تشارك في معرض الدوحة الدولى للكتاب 33    فانتازي يلا كورة.. دي بروين على رأس 5 لاعبين ارتفعت أسعارهم    رئيس جهاز حدائق العاصمة يتفقد وحدات "سكن لكل المصريين" ومشروعات المرافق    إصابة 3 أطفال في حادث انقلاب تروسيكل بأسيوط    مصطفى مدبولي: مصر قدمت أكثر من 85% من المساعدات لقطاع غزة    تراجع أسعار الذهب عالميا وسط تبدد أمال خفض الفائدة    حالة وفاة و16 مصاباً. أسماء ضحايا حادث تصادم سيارتين بصحراوي المنيا    شبانة: لهذه الأسباب.. الزمالك يحتاج للتتويج بالكونفدرالية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مراسلة «القاهرة الإخبارية»: الاحتلال استهدف كل ما أملك في غزة.. وأجريت «بث مباشر» قبل قصف مقر القناة

تقترب الحرب الإسرائيلية فى قطاع غزة من يومها ال100، ويقترب معها ضحاياها ما بين شهيد وجريح من ال100 ألف.. حرب لم ترحم آلتها صرخات الأطفال واستغاثات النساء، فالكل أمامها سواء.. وأمام تلك الجرائم يحاول المحتل طمس الحقيقة وقتل كل صوت يصدح بكشف وجهه الدموى.. فكان الصحفيون فى بؤرة نيرانه.. طاردهم ليل نهار فى القطاع المكلوم بالثكلى والمشردين، ما أدى إلى استشهاد 3 صحفيين، أحدهم نجل الزميل الصحفى وائل الدحدوح، فضلاً عن إصابة آخرين.
ومع استمرار عدوان الاحتلال براً وبحراً وجواً على قطاع غزة، الذى تسبب فى إبادة البشر والشجر والحجر، نظمت «الوطن» ندوة استضافت خلالها الإعلامية منى عوكل، مراسلة قناة القاهرة الإخبارية فى قطاع غزة، لتروى مشاهد الرعب والموت، والليالى العصيبة التى تمر على أهالى القطاع، ومعاناتها فى نقل الصور الحية للمشاهدين، وشرح معاناة الصحفيين والمراسلين الإعلاميين فى غزة، واستهدافهم من قبَل قوات الاحتلال، مشيدة بالموقف المصرى الداعم للقضية الفلسطينية، وتقديم جميع وسائل الدعم لهم.
وأبدت مراسلة «القاهرة الإخبارية» سعادتها بالتكريم والاستضافة، مؤكدة أنها انتهزت الفرصة لتوضيح الصورة على حقيقتها، والتى لا يستطيع الوقت على الشاشة إتاحة الفرصة لإيصالها وسردها كاملة، مؤكدة أن القضية الفلسطينية قضية محورية فى حياة العرب، قائلة: «نحن جميعاً إخوة فى الدم، وفخورة بأننى قدرت أوصل هذا الصوت، ولو جزء صغير من المعاناة اللى بنعيشها، وصمودنا كان بدعمكم».
واستهلت «منى» حديثها بالتأكيد على موقف مصر الداعم للقضية الفلسطينية، والدور المصرى فى إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، ومساعيها نحو وقف إطلاق النار فى ظل الأحداث المأساوية التى يعيشها قطاع غزة، وآلية إثبات جرائم الحرب التى يرتكبها ولا يزال يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلى.
وعن معاناة الشعب الفلسطينى وقطاع غزة، منذ بداية العدوان الإسرائيلى فى 7 أكتوبر الماضى، والتغيرات التى حدثت داخل القطاع، قالت مراسلة «القاهرة الإخبارية» إن يوم 7 أكتوبر الماضى كان خطاً فاصلاً فى حياة أهالى قطاع غزة دون استثناء، حيث إن ما قبل ذلك اليوم يختلف عما بعده بكثير، متابعة: «توقعنا رد فعل غاشماً من جانب الاحتلال الإسرائيلى منذ عملية 7 أكتوبر الماضى التى أحرجت قوات الاحتلال، وبالفعل هذا ما حدث، ولا أستطيع نسيان تصريح يوآف جالانت، وزير الدفاع الإسرائيلى، الذى قال فيه: سنعيد غزة 50 عاماً إلى الوراء، وبالفعل ما حدث من مشاهد قتل ودمار يُثبت ذلك على جميع الأصعدة والمستويات».
ورداً على سؤال حول بدء الهجمات من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلى يوم 7 أكتوبر الماضى، أوضحت أن الاحتلال بدأ الهجمات على قطاع غزة منذ أن انتهت عملياتها الأخيرة، حيث بدأت العمليات بنسف المنازل على رؤوس ساكنيها، والفلسطينيون يعلمون منذ اليوم الأول من الهجوم أنهم إذا خرجوا من منازلهم لن يعودوا إليها مرة أخرى.
وحول أصعب المراحل التى مرت خلال العدوان، قالت «عوكل»: «هناك العديد والكثير من الأمور الصعبة التى مررت بها، ولا أستطيع أن أنسى ما حدث يوم 7 أكتوبر الماضى واستهداف منزلى الخاص فى حى الرمال وذلك بعدما أخلت العديد من الأسر والعائلات منازلها، وفى اليوم الثالث من الهجوم الإسرائيلى ذهبت مع أسرتى إلى عيادة زوجى التى كان أغلبها محاطاً بالزجاج، وبالتالى عشت فى مشهد رعب فى هذه الليلة لأن قوات الاحتلال كانت تنسف المنازل بمحيط المنطقة وكنت مرعوبة للغاية فى ذلك اليوم».
وروت المراسلة تفاصيل اليوم الذى قُصف فيه مقر قناة «القاهرة الإخبارية» فى غزة، قائلة: «فى ذلك اليوم كنت موجودة داخل مقر قناة القاهرة الإخبارية، وأخبرتنا قوات الاحتلال الإسرائيلى بضرورة إخلاء المقر، وقمت بإبلاغ إدارة القناة، وعلى الفور طالبوا بإخلاء المكان حفاظاً على أرواحنا، إلا أننى رفضت ذلك قبل أن أقوم ببث مباشر من داخل مقر القناة لعرض آخر التفاصيل والمستجدات، وذلك لأننى كنت أعلم أن هذا البث سيكون الأخير من داخل هذا المقر، لا سيما أن كل ما أملك فى فلسطين تم قصفه، فكنا نتنقل كل يوم منذ بداية 7 أكتوبر الماضى حتى يوم 13 من الشهر نفسه من مكان لآخر».
وحول التفاصيل التى دارت بعد يوم 13 أكتوبر الماضى، استطردت المراسلة منى عوكل، قائلة: فجر يوم 13 أكتوبر الماضى كان من أصعب اللحظات التى يمكن للشخص أن يمر بها، والسبب فى ذلك أن «أونروا»، وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين فى الشرق الأدنى، أبلغتنا بضرورة الإخلاء والنزوح نحو الجنوب.
لا أستطيع التعبير عن ألمى وقت النزوح إلى الجنوب لكننا اخترنا النجاة بأرواحنا
وعن شعورها وقت النزوح نحو الجنوب مع أسرتها، أوضحت «عوكل» أنها فى تلك اللحظة خرجت من منزلها وهى تعلم جيداً أنها لن تعود إليه مرة أخرى: «لا أستطيع أن أعبر عن ألمى الذى شعرت به فى تلك اللحظة، ولكننى كُنت دائماً أختار طريق العقل للنجاة بأرواحنا أنا وأسرتى، كما أن والدى رجل سياسى ولديه رؤية كبيرة فى ضرورة النزوح لأننا فى حرب من أجل البقاء».
وتطرقت الندوة إلى تحديد الأولويات والأشياء التى يحرصون على اقتنائها عند الخروج من منازلهم، وأوضحت «منى» أن الأهالى كانوا يخرجون من منازلهم يحملون شنطة صغيرة على الظهر، بداخلها القليل من الملابس، وأكبر كمية من الطعام ليساعدهم على الصمود فى وجه المحتل الإسرائيلى الغاشم، مشيرة إلى أنها عندما غادرت منزلها كانت بصبحة عائلتها، والتى حرصت على الانتقال إليهم والتحرك معهم، نظراً لقطع الاتصالات فى ذلك الوقت.
الإعلامية منى عوكل تروى ل«الوطن» تفاصيل مشاهد الرعب والموت فى «غزة»: نخوض صراع البقاء والصمود من أجل الوطن
وعن الوضع داخل البيوت السكنية بعد نزوح المواطنين إلى الجنوب، قالت «عوكل»: «فى الحقيقة الوضع كان وما زال صعباً للغاية فى الجنوب، حيث إن المنزل الواحد بات يؤوى ما لا يقل عن 70 فرداً، كما أن أغلب المنازل أصبحت آيلة للسقوط بسبب قصف طائرات الاحتلال للمناطق المحيطة بها وتأثرت المنازل بتلك العمليات، كما أننى فى كل تلك الأحداث أعيش فى صراع ما بين التغطية وتأمين أسرتى»، وتابعت: «نعيش نكبة على الكثير من المستويات، والكثير تضرر نفسياً من هجوم المحتل الإسرائيلى، حيث إن البعض أصيب بحالات هلع بعدما هجروا أرضهم وعاشوا لحظات ضياع وشاهدوا أن كل ما حققوه طوال حياتهم أصبح لا وجود له».
المنازل أصبحت آيلة للسقوط بسبب القصف وعشت فى صراع ما بين التغطية الإعلامية وتأمين أسرتى
وعن تأمين وسائل المعيشة بعد الانتقال إلى الجنوب، لفتت إلى أن الحصول على الوسائل المعيشية من ماء وغاز ودواء وغيرها يعد من أصعب الأمور التى كان وما زال الشعب الفلسطينى يعانى منها، خاصة بعدما أصرت قوات الاحتلال على عدم دخول الوقود إلى القطاع، وبالتالى توقفت المخابز ومحطات المياه وغيرها من الوسائل التى تساعد على العيش، كما أن أصحاب ألواح الطاقة الشمسية تلقوا تهديدات من جانب الاحتلال بقصفها حال تشغيل آبار المياه، وبالتالى توقفت هى الأخرى.
واستطردت مراسلة «القاهرة الإخبارية»: «فى الحقيقة لا أحد يموت من الجوع، وهو مصطلح ضمنى، لكن الكل كان يعانى من الجوع لدرجة أنه فى شمال القطاع كانوا يذبحون الحمير للحصول على الطعام، كما أن أحد الأشخاص كان يبحث عن الطعام فى أحد المنازل المهجورة فى قطاع غزة لتقوم قوات الاحتلال بقصفه».
وأكدت منى عوكل، مراسلة «القاهرة الإخبارية» فى غزة، أنها منذ أن عادت من التغطية الإخبارية للأحداث فى غزة شاهدت تعاطفاً كبيراً من جانب الشعب المصرى الداعم للقضية الفلسطينية بشكل غير مسبوق: «إننا فى قطاع غزة لا نعرف حجم التعاطف العربى لنا بسبب ما نمر به من أحداث متعددة يومياً»، مشددة على أن جرائم الاحتلال الإسرائيلى عديدة منذ يوم 7 أكتوبر الماضى وحتى الآن، سواء من تهجير الفلسطينيين من أرضهم، أو استهدافات المدنيين، وتنفيذ إبادة جماعية للمواطنين، ما أدى إلى ضعف الاقتصاد الفلسطينى وشله منذ يوم 7 أكتوبر الماضى.
وأوضحت مراسلة «القاهرة الإخبارية» أن العملية العسكرية ما زالت قائمة ضد الأبرياء، ويتم استهداف العديد من المناطق واقتحامها، ولذلك فإن الوضع صعب للغاية فى كل القطاعات، ومنها القطاع الصحى الذى يعانى بشكل كبير بسبب انقطاع الكهرباء عن المستشفيات، وصعوبة دخول المعدات الطبية، نعيش حالة من التهجير، استهدافات، إبادة جماعية، هدم للبنية التحتية، هدم التركيبة السكانية فى قطاع غزة، خلق معاناة فى كل مستويات الحياة، انهيار القطاع الصحى والاقتصادى، قائلة: «نحن الآن أمام تقسيم جغرافى لقطاع غزة، ويدعى الاحتلال الإسرائيلى أنه انتهى من العمليات العسكرية فى منطقة الشمال، وإن كانت ما زالت تدور بها حتى الآن اشتباكات».
المستشفيات توقفت عن العمل والعمليات الجراحية تُجرى دون تخدير.. والحديث عن مكان آمن فى القطاع غير منطقى
وتابعت: «وفى سياق ما سبق فنحن أمام أوضاع معيشية صعبة جداً، نحن نتحدث الآن عن وضع المستشفيات التى لا تعمل سوى بالحد الأدنى، كما أن منطقة الشمال توقفت بها المستشفيات عن العمل»، مشيرة إلى أن مستشفى الشفاء تم استئناف العمل به لكن لا تُجرى به عمليات نظراً لعدم وجود كهرباء، كما أن المعدات الطبية لا تدخل إلى منطقة الشمال وغزة بطبيعة الحال، وبالتالى الوضع فى غزة شديد الصعوبة، كل هذا إلى جانب القصف المستمر».
واستكملت: «الحديث عن منطقة آمنة فى قطاع غزة غير حقيقى، وبالتالى أوضاعنا كارثية، كما أن منطقة رفح من الجانب الفلسطينى كان يسكنها 300 ألف مواطن قبل بدء الأزمة، إلا أنه بعد الأزمة الآن يعيش بها مليون وربع المليون مواطن، وبالتالى لا توجد أماكن للسكن، ما يضطر الأهالى إلى اللجوء للخيام، كما أن بعض المواطنين ينامون على الأرض وفى الشوارع والمستشفيات، وحتى المنازل التى كانت تسكنها أسرة واحدة الآن بات يسكنها من 10 ل15 أسرة.. الاستهلاك تضاعف فى كل شىء؛ فى المياه، المواد الغذائية، الأدوية، والصيدليات أصبحت خالية من الأدوية، أصحاب الأمراض المزمنة لا يستطيعون تأمين أدويتهم، مستشفيات قطاع غزة منذ أكثر من شهرين تُجرى العمليات الجراحية دون مخدر، وهذا مثال بسيط على كل ما يحدث فى القطاع الصحى».
وحول دور الأم والزوجة والابنة وتعارضه مع التجربة التى تعيشها خلف الكاميرات، قالت: «بالأساس أنا مواطنة فى قطاع غزة وزوجة وأم ومراسلة، وابنة، عشت جميع الظروف التى يعيشها جميع سكان غزة، نطبخ على الحطب، نحمل أسطال المياه لتأمين الشرب، عشت لحظات يصعب مرورها على أى أم، عندما وجدت بناتى يشعرن بالبرد أمامى وأنا لا أستطيع أن أفعل شيئاً، ولم نجد أغطية كافية، وعدنا إلى الحياة البدائية فجأة، ونحن غير مدربين، والمدارس توقفت تماماً، وعندما نتحدث عن عودة الاتصالات، فهذا لا يعنى أنك تستطيع الاتصال بمن تريد، لكن تحتاج ساعات حتى تتمكن من الحديث مع أحد».
وشددت «عوكل» على صمود الشعب الفلسطينى، ورفضه لمخطط التهجير القسرى: «قضيتنا عمرها سنوات طويلة، وهناك مستوى وعى وارتباط بالوطن كبير، وقطاع غزة على مدار ال18 عاماً الأخيرة، تقريباً كل عامين تحدث به حالة حرب أو تصعيد، وأهالى غزة لديهم قناعة أن هذا الوطن وطننا ومن حقنا، ولا بد أن نصمد على أرضنا، وأهالينا هجروا عام 48، وهذا الأمر لن يتكرر مرة أخرى، وهذا ما يدركه الشعب الفلسطينى بأكمله، وهو ما يجعلنا نتمسك بوجودنا، كما أننا نتحدث عن مجتمع مترابط، لديهم انتماء خاص بالوطن، فقطاع غزة ظل يعانى من انقطاع الكهرباء على مدار سنوات، ولكن السكان تأقلموا على الظرف ولم يهجروا بيوتهم، والشعب الفلسطينى دائماً لديه حلول بديلة إبداعية للتغلب على أى عوائق تصادفه، يمكن أن نقول هناك صبر طويل، أو رحمة من الله بنا».
ورداً على سؤال كيف تستقبلين خبر استشهاد زملائك العاملين فى المجال الصحفى والإعلامى؟.. وهل هذه الأحداث تضعف عزيمتكم؟، قالت: «هذه التوقيتات من أصعب اللحظات التى نعيشها، وعلى ذكرها أتقدم لزميلنا وائل الدحدوح بالعزاء لوفاة نجله حمزة، ومن قبله عائلته، وبالمناسبة الأسرة الصحفية فى قطاع غزة مترابطة جداً، جميعنا نعرف بعضنا البعض وعلاقتنا مترابطة، وتربطنا علاقات شخصية أكثر من كونها مهنية، وما يحدث مع أى صحفى يكسر قلوبنا جميعاً، وهذا لن يؤثر على عزيمتنا أبداً، بل يزيدنا إصراراً على مواقفنا لمحاولة إيصال جزء من الصورة قدر المستطاع، وعندما قُصف منزل الزميل وائل الدحدوح، بكت بناتى من الخوف، وهذا من أكثر الأمور التى أثرت فى نفسى، فعند كل استهداف لمنزل أو عائلة صحفى، يطرح نفس الموضوع، ونفس السؤال: «هل نحن بأمان أم لا؟»، ومن جانب آخر نحن كصحفيين أصبحنا مصدر قلق للناس فى الشارع، أو المنطقة التى نسكن بها، كون إسرائيل تستهدف الصحفيين بشكل واضح، وبالتالى كثير منا دائم التنقل».
وحول المساعدات الإنسانية والإغاثية التى تدخل إلى الأرضى الفلسطينية، وخط سيرها، وتوزيعها، أوضحت أن المواد الغذائية تُسلَّم إلى منظمة الأونروا، التى تمتلك مخازن فى دير البلح وخان يونس ورفح الفلسطينية، كانت تستخدمها من قبل فى توزيع الإعانات على المستحقين، مؤكدة أنه مؤخراً المساعدات تصل فقط إلى المناطق الجنوبية: «الأونروا تتسلم المساعدات بطبيعة الحال، ونظراً لكون الأعداد كبيرة للغاية، وعدد الأفراد العاملين بالمنظمة غير كافٍ لتقديم المساعدات إلى هذه الأعداد، قبل الحرب كانت الأونروا تقدم مساعدات إلى مليون شخص، أصبحت الآن مضطرة إلى تقديم المساعدات لجميع سكان قطاع غزة، أعداد كبيرة منهم متركزة فى منطقة رفح الفلسطينية، وبالتالى الأمر تطلب تدخل المواطنين كعائلات لحماية قوافل المساعدات، وما زال، وأيضاً مساعدة الأونروا فى توزيع المساعدات على الأهالى والسكان، ولا توجد أولويات فى توزيع المساعدات، الجميع يحصل عليها، والمساعدات الغذائية محدودة، غالبيتها مواد غذائية جاهزة معلبة، والجميع أصبح سواسية يتلقى المساعدات».
مصطفى عمار يمنح منى عوكل درع «الوطن»
منح الكاتب الصحفى مصطفى عمار، رئيس تحرير جريدة «الوطن»، الزميلة منى عوكل، مراسلة قناة القاهرة الإخبارية فى قطاع غزة، درع الجريدة، تقديراً لجهودها وما قدمته للإعلام المصرى والعربى، من تغطية للأوضاع فى القطاع المكلوم بالثكلى والمشردين، فى محاولة منها لنقل الصورة وإيصال صوت الشعب الفلسطينى ومعاناته إلى العالم. وقال رئيس تحرير «الوطن» إن «عوكل» تعد نموذجاً ملهماً للإعلاميين والصحفيين، الذين يمارسون عملهم على خط النار وتحاوطها وأسرتها المخاطر من كل اتجاه، وما زالت حريصة على تأدية مهمتها، وإيصال صوت شعبها للعالم، ولم تتخاذل عن واجبها، الذى لا يقل دوراً عن الجندى الذى يقف على الجبهة، فضلاً عن حرصها على نقل الصورة بحيادية، فى وقت سقطت فيه قنوات كبرى فى فخ الأكاذيب، إلا أن «القاهرة الإخبارية» تمكنت من نقل الحقيقة، مضيفاً: «إخلاصكم فى العمل هو ما أوصل للعالم صوتكم الحقيقى فى قطاع عزة».
رئيس التحرير: قدمت نموذجاً ملهماً للإعلاميين العاملين على خط النار
وشكرت «عوكل» رئيس تحرير «الوطن» والعاملين بها على التكريم والحفاوة، معبرة عن فخرها بالعمل فى الإعلام المصرى، وما تؤديه من دور فى نقل ما يجرى فى قطاع غزة للعالم بأسره من خلال شاشة «القاهرة الإخبارية»، وعبَّرت عن امتنانها لإتاحة الفرصة أمامها والإمكانات لإظهار جرائم الاحتلال الإسرائيلى الوحشية بحق الفلسطينيين العزل، ومحاولات تهجيرهم من أراضيهم فى ظل صمودهم وتمسكهم بوطنهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.