بدأ المزارعون في ألمانيا تنفيذ احتجاجات موسعة مستخدمين عشرات آلاف الجرارات مما عطل حركة المرور في بلد صاحب أكبر اقتصاد في القارة الأوروبية وسط مساعي المحتجين لإيقاف المنافذ المؤدية للطرق السريعة، والعمل على شل حركة المدن الداخلية بطوابير بطيئة من الجرارات بأنواعها المختلفة. متى بدأت الاحتجاجات؟ وبحسب التليفزيون الألماني، بدأت الاحتجاج اليوم؛ أول أيام العمل الأسبوعية في العاصمة الألمانية برلين، وسط تجمعات المزارعين بالجرارات المختلفة في مسيرة عند بوابة براندنبورج التاريخية في ظل أزمات مرورية بحسب الشرطة في ولايات بافاريا وبراندنبورغ وشمال الراين وستفاليا، مع إغلاق كامل لبعض الطرق على أن تبلغ الاحتجاجات ذروتها في 15 يناير الحالي. رفض سياسة التقشف ويرفض المحتجون سياسة التقشف التي تنفذها الحكومة الألمانية في ظل زيادة ميزانية الإنفاق العسكري في البلاد مع بداية الحرب الروسية الأوكرانية، وتطمح الحكومة لإلغاء التخفيض الضريبي على الديزل المخصص للزراعة بجانب إلغاء الإعفاء من ضريبة المركبات الزراعية ومركبات الغابات لتوفر الحكومة بذلك مليار يورو. الموت بالتقسيط وظهرت الاحتجاجات لأول مرة في منتصف ديسمبر الماضي مع ظهور بوادر الخطة الحكومية وتم الإعلان عن دعم بعض الزراعيين ثم تم التعديل لإلغاء الدعم بشكل كامل تدريجيا خلال 3 سنوات، في الوقت الذي يرى رئيس اتحاد المزارعين يواخيم روكفيد أن الامتيازات لا تزال غير كافية، واصفا الأمر ب«الموت بالتقسيط غير المقبول». خوف من هذه الفئة وتخشى الشرطة الألمانية انضمام متطرفين منتمين لأحزاب ومجموعات يمينية للاحتجاجات وعلى رأسهم «حزب البديل من أجل ألمانيا» والذي دعا لتنفيذ إضراب عام، وسط منع الوصول لنائبة المستشار الألماني ووزير الاقتصاد روبروت هابيك الذي دعا المتطرفون لمهاجمته، فيما أشار اتحاد المزارعين إلى أنه يرفض أي دعوات عنف وسط انتظار تغيير سياسي يعتمد على الديمقراطية سيكون عبر التصويت.