استمرارا للصراع على المواقع الأثرية والمقدسة بين السلطات الإسرائيلية والمسلمين والمسيحيين في فلسطين، ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أن كنيسة القيامة "أصبحت عُرضة لخطر الإغلاق الفوري"، مشيرة إلى أن هذا النوع من الصراعات "يجب حله بشكل سريع ونهائي على الفور، وإلا سيتحول لأزمة دولية لن تخرج منها إسرائيل بأي نتائج ترضيها". وتابعت الصحيفة الإسرائيلية "على الرغم من صعوبة تصديق الأمر، إلا أن الأمر الذي على وشك الوصول إلى قادة العالم خلال أيام، يتعلق بورقة صغيرة فقط، هي قسيمة الحساب الخاص بشركة المياه التي تقدم خدماتها للكنيسة التي تقع في القدس". وتعتبر كنيسة القيامة، والتي تقع في الحي القبطي بالمدينة القديمة القدس، إحدى أكثر الكنائس المقدسة على الإطلاق في العالم أجمع، ويزورها كل عام وفقا للترتيبات المسبقة، ملايين المصلين من المسيحيين من أنحاء العالم، كما أنها معلم سياحي بارز. وأشارت "معاريف" إلى أنه "ليس من الواضح موعد بدء هذا الأمر، ففي السابق، ونظرا لقدسيتها امتنعت السلطات عن مطالبة الكنيسة بالدفع مقابل الماء، فجميع من حكم القدس بداية من الأتراك والبريطانيين وإسرائيل نفسها، لم يطالب أي منهم الكنيسة بدفع فواتير المياه والكهرباء. وفي عام 1969، حاولت بلدية القدس تغيير تلك العادات التي تقضي بالامتناع عن مطالبة الكنيسة بأموال المرافق، إلا أن خطاب أُرسل من الكنيسة إلى بلدية القدس، أدى لإعلان رئيس البلدية آنذاك، تيدي كولك، للبطريرك عن أنه لن تكون هناك أي تغييرات في ما كان منتهجا من قبل. وفي الأشهر الأخيرة، بدأت شركة "هجَيحون" في الضغط على رؤساء البلدية، إلى أن وصلت قيمة الفواتير المستحقة على الكنيسة، ما يقرب من 9 مليون شيكل إسرائيلي، وهي تكاليف استخدام المياه في السنوات السبع الأخيرة. وذكرت "معاريف" أنه في الأشهر الأخيرة، عُقدت عدة جلسات بين الطرفين شارك فيها نائب مدير مكتب البلدية، آهوفا زيقين، ومستشار مدينة القدس د. دافيد كورين، وعدد من المسؤولين الآخرين بالبلدية والوزارات المختصة بالأمر في إسرائيل، إلا أن جهود الوصل بين الشركة والبطريرك اليوناني الأرثوذكسي ثيوفيلوس الثالث، باءت بالفشل. وقبل عشرة أيام، قررت شركة المياه اتخاذ خطوة للأمام في طريق صدامها مع الكنيسة، حيث قررت فرض حظر على حساب البنك الخاص بالكنيسة، وقالت الكنيسة إنها حصلت على وعد مفصل من الشركة بألا تتخذ أية إجراءات أحادية الجانب ضدها، حيث أن الأمر بمثابة إعلان حرب بين الطرفين. وأرسل البطريرك مساء أمس الأول، الخميس، خطاب اعتراض لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وللرئيس شيمون بيريز، مشيرا فيه إلى أن خطوات الشركة الإسرائيلية تضر بمشاعر الكثيرين، وقد تتسبب في صراع عالمي، داعيا إياهم للتدخل وإنهاء الصدام بينما لا يزال في بدايته. وقدم محامو الكنيسة طلبا للمحكمة الإسرائيلية لرفع الحظر على الحساب البنكي الخاص بها.